
وافق البرلمان الإيراني على قرار إغلاق مضيق هرمز، وفوّض المجلس الأعلى للأمن القومي باتخاذ القرار النهائي، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية نقلاً عن إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في مجلس النواب، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن إغلاق المضيق سيكون "خطوة انتحارية" للاقتصاد الإيراني.
ويمكن أن يتسبب إغلاق مضيق "هرمز" الاستراتيجي في أزمة طاقة عالمية، خصوصاً وأن حوالي 20% من تدفقات النفط والغاز العالمية تمر من خلاله.
ما أهمية مضيق هرمز؟
يمر عبر المضيق نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، وبحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، أظهرت بيانات من شركة "فورتيكسا" أن ما يقرب من 17.8 إلى 20.8 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والوقود تدفقت عبر المضيق يومياً، منذ بداية 2022 وحتى الشهر الماضي.
وتُصدّر السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، بالإضافة إلى قطر، معظم نفطها الخام عبر المضيق، لا سيما إلى آسيا.
وتنقل قطر، وهي من أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريباً عبر المضيق.
ويتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، مهمة حماية الملاحة التجارية في المنطقة.
تاريخ من التوتر
في عام 1973، فرض المنتجون العرب حظراً نفطياً على الدول الغربية الداعمة لإسرائيل في حربها مع مصر.
وكانت الدول الغربية هي المشتري الرئيسي للنفط الخام الذي تنتجه الدول العربية حين ذاك، لكن اليوم، أصبحت آسيا المشتري الرئيسي لنفط "أوبك".
وزادت الولايات المتحدة إنتاجها من السوائل النفطية أكثر من المثلين في العقدين الماضيين، وتحولت من أكبر مستورد للنفط في العالم إلى واحدة من أكبر المصدرين.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، سعى كل جانب إلى تعطيل صادرات الجانب الآخر، فيما أطلق عليه "حرب الناقلات".
وفي يوليو 1988، أسقطت سفينة حربية أميركية طائرة ركاب إيرانية، مما أدى إلى مصرع 290 شخصاً كانوا على متنها. وقالت واشنطن إنه كان حادثاً عرضياً، وقالت طهران إنه هجوم متعمد.
وفي يناير 2012، هددت إيران بإغلاق المضيق رداً على العقوبات الأميركية والأوروبية.
واحتجزت إيران 3 سفن، اثنتان في 2023 وواحدة في 2024، قرب مضيق هرمز أو في داخله. وجاءت بعض عمليات الاحتجاز عقب احتجاز الولايات المتحدة ناقلات مرتبطة بإيران.