
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه بحث مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، شراء أنظمة دفاع جوي أميركية، وإمكانية الإنتاج المشترك للطائرات المُسيرة، فيما ألمح الأخير إلى إمكانية تزويد كييف بأنظمة دفاعية من طراز "باتريوت" للدفاع عن نفسها أمام الهجمات الروسية المتصاعدة.
وأفاد زيلينسكي منشور على بمنصة "إكس"، عقب اللقاء الذي جرى على هامش قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في لاهاي، بأنه ناقش مع ترمب "سُبل حماية شعبنا، وعلى رأسها شراء أنظمة دفاع جوي أميركية لحماية مدننا وسكاننا وكنائسنا وبنيتنا التحتية".
وأعرب عن استعداد بلاده لـ"شراء هذه المعدات، ودعم الشركات الأميركية المصنعة للأسلحة"، لافتاً إلى إمكانية أن تساهم أوروبا بذلك أيضاً.
وذكر الرئيس الأوكراني، أنه بحث مع نظيره الأميركي كذلك، إمكانية الإنتاج المشترك للطائرات المُسيرة، موضحاً أنه أطلع ترمب أيضاً على نتائج الاجتماعات التي جرت في إسطنبول مع روسيا، بالإضافة إلى عمليات تبادل الأسرى ورفات الجنود.
كما بحث الجانبان التطورات الميدانية في "ساحة المعركة"، بحسب زيلينسكي الذي زعم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يحقق انتصارات".
وتابع: "قدمت للرئيس (ترمب) حقائق واضحة عما يجري ميدانياً".
أنظمة دفاعية
من جهته، ألمح ترمب إلى إمكانية تزويد أوكرانيا بأنظمة "باتريوت" التي تحتاجها للدفاع عن نفسها أمام الهجمات الروسية المتصاعدة، داعياً بوتين إلى "إنهاء هذه الحرب".
وجاءت تصريحاته عقب اجتماع دام 50 دقيقة مع زيلينسكي، حيث وصف الجانبان اللقاء بأنه "خطوة إيجابية" ضمن صراع يراه ترمب، أنه "أكثر تعقيداً من حروب أخرى".
وأضاف ترمب أنه "من الصعب للغاية الحصول" على الصواريخ المضادة للصواريخ، لكن "سنرى ما إذا كان بوسعنا توفير بعضها".
وأشار إلى أن زيلينسكي سيفضل إنهاء الحرب، موضحاً أنه سيتحدث إلى بوتين بشأن الأمر "قريباً".
ولفت إلى احتمالية أن تكون لدى الرئيس الروسي طموحات في أراض أبعد من أوكرانيا، مضيفاً أنه قال لبوتين في اتصال هاتفي مؤخراً "ساعدني في تسوية معك" لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وترك ترمب الباب مفتوحاً أمام إمكانية تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف، التي تعاني من تقدم القوات الروسية على الأرض خلال الأشهر الأخيرة، بحسب وكالة "رويترز".
ولم يُظهر ترمب، قبل اللقاء، أي نية لاستئناف المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، وذلك على عكس سلفه جو بايدن الذي تبنّى هذه السياسة بعد الغزو الروسي الواسع عام 2022.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية زيادة التمويل الأميركي لأوكرانيا هذا العام، أجاب ترمب: "بالنسبة للتمويل، سنرى ما سيحدث".
وتُعد أنظمة "باتريوت" الأميركية عنصراً محورياً لصد الهجمات الصاروخية الروسية التي تستهدف المدن الأوكرانية، إذ سقط عشرات الضحايا على مدار الأسبوع الماضي بالعاصمة كييف، وكذلك بمدينة دنيبرو جنوب شرقي البلاد.
وقبل اجتماع الأربعاء، قال زيلينسكي، إن كييف على استعداد لشراء المزيد من أنظمة "باتريوت"، حال رفضت واشنطن التبرع بها.
وحضر زيلينسكي الاجتماع مرتدياً سترة داكنة، على عكس مظهره العسكري غير الرسمي المعتاد الذي واجه انتقادات واسعة أثناء زيارته للبيت الأبيض في فبراير الماضي.
وعمل الرئيس الأوكراني منذ ذلك الحين على إصلاح العلاقات مع إدارة ترمب.
مع هذا، لم يتمكن زيلينسكي من حضور الاجتماع الرئيسي لحلف "الناتو"، الأربعاء، الذي شهد تأييداً لزيادة حجم الانفاق الدفاعي، وهو أمر لطالما طالب به ترمب.
واكتفى زيلينسكي، مساء الثلاثاء، بالمشاركة في عشاء خاص بقادة دول الحلف القمة. وخلافاً للعام الماضي، لم يتضمن إعلان القمة هذا العام أي ذكر لعضوية أوكرانيا المستقبلية المحتملة في الحلف.
ورغم تنديده بالتهديد الروسي طويل المدى على الأمن الأوروبي، إلا أن الإعلان لم يُحمل روسيا مسؤولية مباشرة عن غزوها لأوكرانيا، على عكس البيانات السابقة، وفقاً لـ"رويترز".