قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن بلاده "تواجه تحديات في الميزانية بشأن الإنفاق العسكري"، معلناً نيته خفض الإنفاق في مجال الدفاع.
وأشار بوتين، خلال مؤتمر صحافي في اختتام أعمال اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى، الذي عقد في العاصمة البيلاروسية مينسك، إلى أن رفع النفقات العسكرية في روسيا تسبب في ارتفاع التضخم، مضيفاً أن "الإنفاق العسكري يمثل 13.5 تريليون روبل (153 مليار دولار) من إجمالي الناتج المحلي الروسي البالغ 223 تريليون روبل (2.55 ترليون دولار)".
ولفت بوتين إلى أن "روسيا تخطط لخفض الإنفاق العسكري في المستقبل، على عكس الغرب"، متهماً حلف شمال الأطلسي "الناتو" بزيادة الإنفاق العسكري بناء على "عدوان روسي غير موجود".
ووافقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، الأربعاء الماضي، على زيادة هدف الإنفاق الجماعي من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات العشر المقبلة، وأرجعت هذا إلى ما وصفته بأنه "تهديد طويل الأمد تشكله روسيا"، فضلاً عن ضرورة تعزيز الصمود المدني والعسكري.
وبينما تنفي موسكو نيتها مهاجمة أي دولة عضو في حلف "الناتو"، تنفق أكثر من 40% من ميزانية هذا العام على الدفاع والأمن.
العلاقات الأميركية الروسية
ويرى بوتين أن "النزعة العسكرية الغربية ترتكز على عدوانية روسيا، لكنهم يقلبون كل شيء رأساً على عقب"، مضيفاً خلال المؤتمر الصحافي، أن "روسيا خُدعت بخصوص عدم توسع (الناتو) شرقاً، رغم الوعود بعدم التمدد شبر واحد، وكانت هناك موجات متعددة من التوسع".
واعتبر الرئيس الروسي، أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة "بدأت تشهد نوعاً من الاستقرار"، مشيراً إلى أن "التحسن يعود للجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب".
وجدّد بوتين تأكيده على أنه يكن "احتراماً كبيراً" لترمب، معرباً عن استعداده للقاء به، لكنه قال: "عقد مثل هذا اللقاء يتطلب تحضيراً دقيقاً.. وهو ممكن جداً".
وتابع: "بوجه عام، وبفضل الرئيس ترمب، بدأت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تتجه نحو التوازن في بعض الجوانب"، لافتاً إلى أنه "لم يُحسم كل شيء في المجال الدبلوماسي، لكن الخطوات الأولى قد تم اتخاذها، ونحن نحرز تقدماً إلى الأمام".
"الاتصالات مستمرة مع أوكرانيا"
ورداً على سؤال بشأن الموعد المقرر لعقد الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، أعرب بوتين، عن استعداد بلاده لعقد جولة جديدة من المحادثات مع كييف، لكنه أشار إلى أن الموعد والمكان لم يتم الاتفاق عليها بعد.
وأردف: "اتفقنا على أنه بعد انتهاء هذه المرحلة، سنعقد جولة ثالثة من المفاوضات، بشكل عام، نحن مستعدون لذلك، ولكن علينا الاتفاق على المكان والزمان".
وتحدث بوتين، عن وجود "تعارض تام" بين مذكرتي روسيا وأوكرانيا بشأن اتفاق سلام، وقال: "أما بالنسبة لمذكرتي التفاهم، فكما هو متوقع، لم يحدث أي شيء مفاجئ، ولن أخبركم بأي شيء غير متوقع، فهما مذكرتان متعارضتان تماماً، لكن المفاوضات تُنظم وتُجرى لهذا الغرض... لإيجاد سبل للتقارب، وكونهما متعارضتان تماما، في رأيي، ليس مفاجئاً أيضاً".
وأضاف: "سيتم مناقشة مذكرات تفاهم في الجولة الثالثة من المحادثات"، لافتاً إلى أن "رؤساء الفرق التفاوضية من كلا الجانبين على تواصل مستمر مع بعضهم البعض، ويتصلون ببعضهم البعض باستمرار".
وأعرب بوتين عن استعداد بلاده لـ"تسليم 3 آلاف جثمان لجنود أوكرانيين" إلى كييف، في إطار الصفقة الماضية التي شملت تبادل أسرى وجثامين بين البلدين.
وسبق أن تبادل البلدان مذكرات تحدد الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل. وأظهرت نسخة من الوثيقة التي سلمها المفاوضون الأوكرانيون للجانب الروسي في إسطنبول، أن كييف تهدف إلى عدم وجود أي قيود على القوة العسكرية الأوكرانية بعد إبرام اتفاق سلام، وعدم وجود أي اعتراف دولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا انضمت إلى الاتحاد الروسي، وكذلك تقديم تعويضات لأوكرانيا.
وأضافت الوثيقة، أن الموقع الحالي لخط المواجهة سيكون نقطة البداية للمفاوضات حول الأراضي، بحسب وكالة "رويترز".
وفي المقابل، أبلغت روسيا أوكرانيا خلال محادثات السلام بإسطنبول، بأنها لن توافق على إنهاء القتال إلا إذا تخلت كييف عن أجزاء كبيرة جديدة من الأراضي، وقبلت بفرض قيود على حجم جيشها، وهي مطالب سبق أن رفضتها أوكرانيا مراراً، وفقاً لـ"رويترز".