دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى عقد صفقة لإنهاء حرب غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، وسط جهود أميركية متسارعة لإبرام اتفاق في غزة، تتركز على حل 3 قضايا عالقة حالت دون عقد اتفاق، وهي وقف النار أثناء المفاوضات، ودخول المساعدات للقطاع عبر منظمات دولية، وانسحاب إسرائيل من المواقع التي دخلتها بعد استئناف الحرب على القطاع مارس الماضي.
وقال ترمب في وقت مبكر من صباح الأحد (بالتوقيت المحلي) في منشور على "تروث سوشيال": "اعقدوا الصفقة في غزة، وأعيدوا المحتجزين".
وأتى منشور ترمب بعد ساعات من قوله على "تروث سوشيال"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع حركة "حماس" الفلسطينية، لإعادة المحتجزين، وذلك، في معرض مطالبته بإلغاء محاكمات نتنياهو بتهم فساد، قائلاً إنها تُعيق قدرته على إجراء محادثات مع "حماس"، وإيران.
ولوح ترمب بورقة المساعدات الأميركية، وقال إنه بالنظر إلى مليارات الدولارات التي تنفقها الولايات المتحدة سنوياً لحماية ومساعدة إسرائيل، فإنها "لن تقف مكتوفة الأيدي".
واختتم ترمب منشوره بالقول: "لقد حققنا نصراً عظيماً مؤخراً بوجود رئيس الوزراء نتنياهو في القيادة (في إشارة إلى قصف منشآت إيران النووية)، وهذا يشوّه نصرنا بشكل كبير.. دعوا بيبي يعمل، فلديه مهمة كبيرة ينبغي إنجازها".
والجمعة، قال ترمب، إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "قريب"، مشيراً إلى أنه قد يحدث "خلال الأسبوع المقبل".
وأضاف ترمب للصحافيين في البيت الأبيض أنه تحدث الجمعة، مع بعض الأطراف "المنخرطة في جهود التوصل إلى وقف للأعمال القتالية" في قطاع غزة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي حرباً منذ أكتوبر 2023.
ترمب يتعهد باستعادة السلام
وتعهد ترمب باستعادة السلام في العالم، وليس في الشرق الأوسط فقط، عبر رسالة كتبها بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لوفاة الحاخام لوبافيتشر، كتب فيها أن تعاليمه ألهمت الإصلاحات التي قادها في البيت الأبيض.
ورابي لوبافيتشر هو اللقب الذي يُطلق على الحاخام مناحم مندل شنيرسون، الزعيم السابع والأخير لحركة "حاباد لوبافيتش"، وهي واحدة من أكبر الحركات في اليهودية الأرثوذكسية.
وُلد في 18 أبريل 1902 في نيكولاييف بالإمبراطورية الروسية (أوكرانيا اليوم)، وتوفي في 12 يونيو 1994 في نيويورك. واشتهر رابي لوبافيتشر بتأثيره العميق على الحياة اليهودية في القرن العشرين، حيث أسس شبكة عالمية من المراكز التعليمية والدينية تُعرف باسم "بيوت حاباد"، تهدف إلى نشر التعاليم اليهودية وتعزيز الهوية الدينية بين اليهود في جميع أنحاء العالم.
وقال الرئيس الأميركي في رسالة وزعت على مبعوثي "حاباد" في جميع أنحاء العالم: "من خلال القوة العظيمة والتصميم الذي لا هوادة فيه والصلاة، أنا ملتزم باستعادة السلام إلى العالم - وليس فقط في الشرق الأوسط - والقضاء على الكراهية المعادية للسامية أينما رفعت رأسها.. أعتقد أن هذا هو إرث الحاخام"، وفق قوله.
جهود أميركية لإبرام اتفاق في غزة
وكانت مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس"، قد كشفت لـ"الشرق" السبت، أن الإدارة الأميركية تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، على أساس خطة مبعوثها الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مشيرة إلى أن المفاوضات تركز على 3 عقبات، حالت حتى الآن دون التوصل إلى اتفاق.
واعتبرت المصادر، في تصريحاتها لـ"الشرق"، أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية "خلقت فرصة للتوصل لمثل هذا الاتفاق" في غزة.
وقالت المصادر، إن المفاوضات التي تدور حالياً من خلال الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، وتتركز حول العقبات الثلاث الرئيسة التي حالت دون موافقة "حماس" على خطة ويتكوف التي وافقت عليها إسرائيل، وهي، وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات، وعودة المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع من خلال المنظمات الدولية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يتواجد فيها قبل استئناف الحرب في الثاني من مارس الماضي.
وأوضحت المصادر، أن الجانب الأميركي قدم "تعديلات طفيفة" على خطة ويتكوف، وأن المفاوضات الجارية تتركز حول مضمون هذه التعديلات والصياغات التي يمكن قبولها من قبل الطرفين.
وتبدي واشنطن تفاؤلاً بقرب التوصل إلى اتفاق جزئي في غزة، على أساس خطة ويتكوف، إذ أعلن الرئيس دونالد ترمب، الجمعة، أنه يتوقع التوصل إلى هذا الاتفاق، الأسبوع المقبل.