تقييم استخباراتي أوكراني: كوريا الشمالية تعتزم دعم روسيا بـ30 ألف جندي إضافي

time reading iconدقائق القراءة - 9
جنود كوريون شماليون خلال عرض عسكري احتفالاً بالذكرى الـ75 لتأسيس القوات المسلحة الكورية الشمالية. 8 فبراير 2023 - AFP
جنود كوريون شماليون خلال عرض عسكري احتفالاً بالذكرى الـ75 لتأسيس القوات المسلحة الكورية الشمالية. 8 فبراير 2023 - AFP
دبي-الشرق

تستعد كوريا الشمالية لزيادة عدد جنودها المقاتلين إلى جانب روسيا في حرب أوكرانيا، إلى ثلاثة أضعاف، من خلال إرسال ما بين 25 إلى 30 ألف جندي إضافي لمساعدة موسكو، وفق تقييم استخباراتي صادر عن مسؤولين أوكرانيين، اطلعت عليه شبكة CNN الأميركية.

وتوقع التقييم أن تصل هذه القوات إلى روسيا، خلال الأشهر المقبلة، لتنضم إلى 11 ألف جندي تم إرسالهم في نوفمبر الماضي، وساعدوا في صد التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية. 

وبحسب مسؤولين غربيين، فإن نحو 4 آلاف جندي كوري شمالي، لقوا حتفهم أو أُصيبوا خلال تلك المهمة، إلا أن التعاون بين بيونج يانج وموسكو شهد نمواً منذ ذلك الحين.

وأكد مسؤول استخباراتي غربي هذا التقدير، وقال إنه اطلع على معلومات مستقلة عن التقييم الأوكراني، تفيد بإمكانية إرسال ما يصل إلى 30 ألف جندي كوري شمالي جديد إلى روسيا.

عملية دمج ضخمة

وجاء في التقييم الأوكراني، أن وزارة الدفاع الروسية، قادرة على توفير "المعدات والأسلحة والذخيرة المطلوبة" بهدف "زيادة اندماج (القوات الكورية الشمالية) ضمن وحدات القتال الروسية".

وأضاف التقرير، أن هناك "احتمالاً كبيراً" بأن تشارك القوات الكورية الشمالية في القتال في أجزاء من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا "لتعزيز الوجود الروسي، بما في ذلك خلال العمليات الهجومية واسعة النطاق". 

وأشار التقييم، الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأوكرانية، إلى وجود مؤشرات على قيام روسيا بإعادة تجهيز طائراتها العسكرية لنقل الأفراد، في خطوة تعكس ضخامة العملية اللوجستية لنقل عشرات الآلاف من الجنود الأجانب عبر سيبيريا الروسية، التي تحد كوريا الشمالية من أقصى الجنوب الغربي. 

استعدادات لوجيستية لنشر قوات كوريا الشمالية

ورصدت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية، حصلت عليها CNN، استعدادات محتملة لنشر القوات الجديدة، بما في ذلك وصول سفينة كانت مرتبطة بعمليات نشر سابقة إلى ميناء روسي، وطائرات شحن في مطار سونان بكوريا الشمالية.

وكانت كوريا الشمالية، أرسلت في البداية 11 ألف جندي إلى روسيا في خريف عام 2024 بـ"سرية تامة"، ولم يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الخطوة إلا في أواخر أبريل الماضي. 

وفي أكتوبر الماضي، ظهرت صور لجنود كوريين شماليين أثناء تسلمهم معدات للخطوط الأمامية في قاعدة سيرجيفكا العسكرية بمنطقة بريمورسكي كراي.

وبعد شهر، رست سفينة روسية من فئة "روبوتشا" في ميناء دوناي قرب مدينة ناخودكا، على بعد 95 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي. وتمتلك هذه السفينة القدرة على نقل نحو 400 جندي، وفقاً لتحليلات الخبراء. 

وفي 18 مايو، رست سفينة نقل جنود أخرى من نفس الفئة في ميناء دوناي، بحسب صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية قدمها مركز المصادر المفتوحة البريطاني المتخصص في استخبارات الدفاع والأمن، إلى CNN. 
 
وقدم مركز المصادر المفتوحة، صوراً ملتقطة في 4 يونيو الماضي، لمطار سونان، تُظهر طائرات شحن، يُحتمل أنها من طراز IL76s، وهي تتحرك على مدرج المطار، وهو نفس الطراز الذي استُخدم في عمليات النشر العام الماضي.

ورغم أن الصور لا تُظهر بوضوح الغرض من استخدام السفينة والطائرات، فإن التحركات قد توحي بنمط يتماشى مع ما رصده المحللون في العام الماضي. 

وقال جو بيرن، وهو محلل كبير في مركز المصادر المفتوحة: "تُظهر صور الأقمار الاصطناعية وصول ناقلة جنود روسية إلى ميناء دوناي في مايو، ونشاطاً في مطار سونان في مايو ويونيو". 

وأضاف: "يبدو أن المسارات التي استُخدمت سابقاً لنقل قوات كوريا الشمالية لا تزال نشطة، وقد تُستخدم في عمليات نقل واسعة النطاق مستقبلاً".

"مخاطرة" كورية شمالية

وقالت جيني تاون، الباحثة البارزة ومديرة برنامج كوريا في مركز ستيمسون البحثي Stimson، إن التقييم الأوكراني، الذي يشير إلى احتمال إرسال ما يصل إلى 30 ألف جندي "يبدو رقماً كبيراً... لكن من المؤكد أن بإمكانهم الوصول إلى هذا العدد. هؤلاء لن يكونوا من قوات النخبة. كيم جونج أون أعلن التزامه الكامل، لذا فإن الأمر يعتمد على ما طلبته روسيا".

وأضافت تاون، أن إرسال 10 إلى 20 ألف جندي "يبدو أكثر واقعية"، ورجحت أن ترسل كوريا الشمالية هذه القوات على مراحل. وأشارت إلى "وجود شائعات عن وجود جنرالات روس داخل كوريا الشمالية لتدريب القوات هناك".

من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الخميس، إن كييف تشتبه في احتمال نشر مزيد من القوات الكورية الشمالية، لكنه أضاف أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، يخاطر بوضع حكومته في خطر من خلال تعريض هذا العدد الكبير من جنود النخبة لمعدلات إصابة مرتفعة على الخطوط الأمامية.

وأضاف عمروف: "استخدام روسيا لقوات النخبة الكورية الشمالية، لا يظهر فقط اعتمادها المتزايد على الأنظمة الاستبدادية، بل يكشف أيضاً عن مشكلات خطيرة في احتياطياتها من الجنود". وتابع: "نرصد هذه التهديدات مع شركائنا وسنرد عليها بالشكل المناسب".

وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، الجمعة، إن روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة بوكروفسك، التي تعد نقطة ساخنة على خط المواجهة، استعداداً لهجوم محتمل على هذا المركز السكاني الاستراتيجي.

وفي 17 يونيو الماضي، زار سيرجي شويجو، أحد كبار مستشاري بوتين ووزير الدفاع السابق، بيونج يانج، بناءً على أوامر من الرئيس الروسي، في ثاني زيارة له خلال أسبوعين، حسبما أفادت وكالة "تاس" الروسية الرسمية.

وخلال الزيارة، أعلن شويجو أن كوريا الشمالية سترسل ألفاً من خبراء إزالة الألغام، و5 آلاف عامل بناء عسكري إلى روسيا، للمساعدة في إزالة الألغام و"إعادة بناء البنية التحتية التي دمرها الغزاة" في منطقة كورسك، حسبما نقلت وكالة "تاس" الروسية.

وفي كوريا الجنوبية، أطلع جهاز الاستخبارات الوطني NIS، المشرعين في سول، على تقييمات بشأن بدء كوريا الشمالية في اختيار أفراد لإرسالهم في مهام خارجية، قد تبدأ في يوليو الجاري أو أغسطس المقبل، وفق لتصريحات أدلى بها النائب لي سونج-كويون.

وأشار النائب إلى إعلان روسيا بشكل علني عن إرسال 6 آلاف من خبراء إزالة الألغام، وعمال البناء العسكريين الكوريين الشماليين الإضافيين. 

ولم يتضح ما إذا كانت الاستخبارات الكورية الجنوبية تتفق مع التقييم الأوكراني القائل بأن عدد الجنود الكوريين الشماليين الذين سيتم إرسالهم قد يصل إلى 30 ألفاً.

تعاون متزايد بين كوريا الشمالية وروسيا

وألمحت تقارير إعلامية روسية أيضاً، إلى تصاعد وتيرة التعاون. فقد نشرت الإعلامية والسياسية الروسية، مارينا كيم، مقطع فيديو على تطبيق تليجرام، بعد يومين من اعتراف الكرملين بدور كوريا الشمالية في الحرب في أواخر أبريل الماضي، يُظهر استعدادات مكثفة وتجهيز مخابئ مُجهزة للإقامة لفترة طويلة لإحدى الوحدات الكورية الشمالية. 
 
وحددت شبكة CNN الأميركية ومركز مرونة المعلومات البريطاني، الموقع الجغرافي للمنشأة في حقل يقع خارج بلدة بوستويالي دفوري، على بُعد 10 كيلومترات شرق مدينة كورسك.

ويظهر الفيديو، الذي تبلغ مدته ست دقائق، مدرباً عسكرياً روسياً يعلن وصول جنود كوريين شماليين تتراوح أعمارهم بين 23 و27 عاماً، وأضاف: "كمقاتلين، ليسوا أقل كفاءة من جنودنا... العدو هو من يفر أولاً". 

كما يظهر الفيديو المدرب الروسي وهو يناقش مع مارينا كيم، ورقة ترجمة تتضمن مصطلحات عسكرية روسية أساسية مترجمة إلى اللغة الكورية. ولم يتضح ما إذا كان المتدربون الكوريون الشماليون قد وصلوا حديثاً أم أنهم من بقايا الدفعة التي تم إرسالها العام الماضي والتي بلغ قوامها 11 ألف جندي. 
 
ويشير مقطعان فيديو آخران نشرتهما وكالة "تاس" الروسية، إلى اندماج أكبر للقوات الكورية الشمالية ضمن الجيش الروسي مقارنة بما كان عليه في السابق. 

تصنيفات

قصص قد تهمك