أجهزة استخبارات ألمانيا وهولندا تتهم روسيا بـ"استخدام أسلحة كيميائية" في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في موقع هجوم روسي بطائرة بدون طيار وصاروخ في كييف. 4 يوليو 2025 - Reuters
رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في موقع هجوم روسي بطائرة بدون طيار وصاروخ في كييف. 4 يوليو 2025 - Reuters
لاهاي-رويترز

اتهمت الاستخبارات الهولندية والألمانية الجمعة، روسيا بأنها "وسعت من استخدامها للأسلحة الكيميائية" في أوكرانيا، بما في ذلك إسقاط "مواد خانقة" من الطائرات المسيّرة، لإجبار الجنود الأوكرانيين على الخروج من الخنادق، وفق قولهما.

وذكرت وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND)، أن روسيا زادت من استخدامها للأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، مستندة إلى "أدلة تم جمعها بالتعاون مع نظيرتها الهولندية".

وذكرت الوكالة في بيان: "تستخدم روسيا في أوكرانيا ليس فقط الغازات المسيلة للدموع، بل أيضاً مادة كيميائية أشد خطورة تُعرف باسم الكلوروبكرين، والتي يمكن أن تكون قاتلة عند وجودها بتركيزات عالية في الأماكن المغلقة".

وأضافت الوكالة أن هذا السلوك يمثل "انتهاكاً أكثر جسامة لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، التي تحظر استخدام هذه المادة الهجومية التي تستهدف الرئتين تحت أي ظرف كان".

وتزعم أوكرانيا أن هناك آلاف الحالات لاستخدام روسيا للأسلحة الكيميائية. وكانت روسيا قد نفت استخدامها لذخائر غير قانونية، واتهمت أوكرانيا باستخدامها بدلاً من ذلك.

ولم يتم التحقق من هذه المزاعم بشكل مستقل.

"مواد خانقة"

بدوره، قال وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات العسكرية في هولندا روبين بريكلمانز، إن وكالات الاستخبارات الهولندية، جمعت أدلة على الاستخدام الواسع للأسلحة الكيميائية المحظورة من قبل روسيا في أوكرانيا، بما في ذلك إسقاط "مواد خانقة" من الطائرات المسيّرة، لإجبار الجنود الأوكرانيين على الخروج من الخنادق، ليتم استهدافهم.

ودعا وزير الدفاع الهولندي في مقابلة مع "رويترز" إلى فرض عقوبات أشد على موسكو، وقال إن "الاستنتاج الرئيسي هو أنه يمكننا التأكيد على أن روسيا تكثف استخدام الأسلحة الكيميائية".

وأضاف: "هذا التصعيد مقلق؛ لأنه جزء من نمط نلاحظه منذ سنوات، حيث أصبح استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية في هذه الحرب أكثر تقبلاً، وتنظيماً، وأكثر انتشاراً"، وفق قوله.

استخدام غاز الكلوروبكرين

وقالت الاستخبارات الهولندية إنها توصلت إلى أن روسيا استخدمت غاز الكلوروبكرين (Chloropicrin)، وهو سلاح حربي محظور استُخدم لأول مرة من قبل ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.

وقال بيتر ريسينك، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الهولندية (MIVD): "توصلنا إلى هذه الاستنتاجات من خلال معلومات استخباراتية مستقلة خاصة بنا، حيث لاحظنا ذلك بأنفسنا استناداً إلى تحقيقاتنا".

وكانت الولايات المتحدة اتهمت روسيا لأول مرة باستخدام مادة الكلوروبكرين، وهي مركب كيميائي أكثر سمّية من غازات مكافحة الشغب، في مايو من العام الماضي.

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، إن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اكتشف مخزناً أوكرانياً يحتوي على عبوات ناسفة في شرق البلاد، تحتوي على الكلوروبكرين. من جهتها، تنفي أوكرانيا باستمرار هذه الاتهامات.

"اتهامات غير مدعومة بأدلة"

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، وهي وكالة نزع سلاح مقرها لاهاي وتضم 193 دولة عضو، العام الماضي، إن الاتهامات المتبادلة بين البلدين "غير مدعومة بأدلة كافية"، ولم يُطلب منها إجراء تحقيق رسمي، حيث لا يمكن بدء تحقيق إلا بطلب من الدول الأعضاء.

وأكد وزير الدفاع الهولندي أن ثلاث وفيات على الأقل في صفوف الأوكرانيين، ارتبطت باستخدام الأسلحة الكيميائية، فيما أبلغ أكثر من 2,500 شخص مصاب في ساحات المعارك عن أعراض مرتبطة بالمواد الكيميائية لدى السلطات الصحية الأوكرانية.

وأضاف أن الاستخدام المتزايد للأسلحة الكيميائية من قبل روسيا، "لا يشكّل تهديداً لأوكرانيا فقط، بل لدول أخرى أيضاً".

وقال: "علينا أن نزيد الضغط أكثر. وهذا يعني فرض المزيد من العقوبات، ومنعهم (روسيا) من المشاركة في الهيئات الدولية مثل المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية".

من جانبه، تحدث ريسينك عن "آلاف الحالات" لاستخدام الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى إحصائية أوكرانية تفيد بوقوع 9 آلاف حالة. وسيتم تقديم هذه النتائج الاستخباراتية في رسالة إلى البرلمان الهولندي الجمعة.

برنامج واسع النطاق

ورغم أن روسيا وهي عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أعلنت، مثل الولايات المتحدة، تدمير مخزونها من الأسلحة الكيميائية، إلا أن الاستخبارات الهولندية قالت إنها تمتلك "أدلة قوية"، على تصعيد روسيا لإنتاج الأسلحة الكيميائية، وذلك بالتعاون مع شركاء دوليين.

وتشمل هذه الأدلة تعزيز القدرات البحثية، وتجنيد علماء للعمل على تطوير أسلحة كيميائية، وفقاً لرئيس جهاز الاستخبارات العسكرية ريسينك، الذي قال إن مسؤولين في موسكو "أعطوا تعليمات مباشرة للجنود باستخدام هذه المواد السامة"، وفق قوله.

وقال: "ما يحدث ليس مجرد تجارب عشوائية على الجبهة، بل هو جزء من برنامج واسع النطاق. وهذا الأمر مقلق للغاية لأنه إذا لم نوضح ونفضح ما تقوم به روسيا، فمن المرجح أن تستمر هذه الممارسات".

ووصف استخدام الجيش الروسي للأسلحة الكيميائية بأنه "أصبح أقرب إلى إجراء روتيني".

وأضاف: "لقد ربطنا بشكل محدد استخدام الكلوروبكرين بذخائر مرتجلة مثل المصابيح الكهربائية المملوءة أو العبوات الفارغة، التي تُعلق في الطائرات المسيّرة. أما بالنسبة للغازات المسيلة للدموع، فنلاحظ أنهم يعيدون استخدام وتحويل ذخائر موجودة أصلًا لتكون حاملة للغازات السامة".

ويُصنّف الكلوروبكرين ضمن الغازات الخانقة المحظورة بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1997، التي تشرف على تنفيذها ومراقبتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW).

ويمكن أن يسبب تهيجاً شديداً للجلد والعينين والجهاز التنفسي. إذا تم تناوله، كما يمكن أن يسبب حروقاً في الفم والمعدة والغثيان والقيء، بالإضافة إلى صعوبة التنفس أو ضيق التنفس.

تصنيفات

قصص قد تهمك