وزير الخارجية السعودي في موسكو: الأولوية لوقف حرب غزة.. وندعو لنهج تفاوضي مع إيران

فيصل بن فرحان: السلام هو الخيار الاستراتيجي لإنهاء الاحتلال وحل الصراع العربي الإسرائيلي

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الروسية موسكو. 4 يوليو 2025 - Sputnik
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الروسية موسكو. 4 يوليو 2025 - Sputnik
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، إن الأولوية الآن لوقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على ضرورة أن يكون وقفاً مستداماً ودائماً وبداية للحديث عن دولة فلسطينية، وأكد ضرورة العودة إلى النهج التفاوضي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، معرباً عن رفض السعودية للحلول العسكرية في حل الخلافات السياسية.

وأضاف، بمؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن السعودية تثمن التوافق مع روسيا حيال القضية الفلسطينية، وتؤكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل دائم وعادل يضمن تمكين الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة. 

وأوضح أنه أكد خلال مباحثاته مع نظيره الروسي على أهمية تسوية الخلافات عبر الوسائل السلمية وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية بين الدول، سواءً داخل منطقة الشرق الأوسط أو خارجها، "انطلاقاً من حرص المملكة على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي"، على حد قوله.

"السلام خيار استراتيجي"

واعتبر الوزير السعودي أن السلام هو "الخيار الاستراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي"، بما يسهم في تحقيق الأمن والتنمية، بحسب تعبيره.

وقال الأمير فيصل بن فرحان إن "الأولوية الآن يجب أن تكون مركزة على وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء المعاناة الفظيعة التي يقع تحت وطأتها الفلسطينيون في غزة، وكذلك في الضفة الغربية حيث يواجهون هناك موجة من التصعيد والعنف من جانب المستوطنين"، بالإضافة إلى ما تعانيه السلطة الوطنية الفلسطينية من تضييق إسرائيلي.

وتابع: "الأولوية الآن لوقف إطلاق النار في غزة، وأن يكون وقفاً مستدامأً ودائماً، وأن يكون هذا بداية للحديث عن دولة فلسطينية"، محذراً من أن عدم تحقيق ذلك يعني "تأجيل المشاكل والصراعات إلى وقت قد يكون الوضع أصعب وأدهى".

وأضاف وزير الخارجية السعودي: "نرى أن الحل المستدام الوحيد والمنطقي والعادل هو قيام الدولة الفلسطينية لتحتضن الفلسطينيين، وهذا هو السبيل لتعايش الفلسطينيين والإسرائيليين".

وعن الدور الأميركي في الملف الفلسطيني، قال الأمير فيصل بن فرحان: "التركيز الآن على وقف النار وكيفية معالجة الصراع بشكل جذري، ونعول هنا على قيادة الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترمب الذي نراه رئيساً قادراً على أن يكون استثنائياً وتحولياً في الوصول بنا إلى بر الأمان، للوصول إلى معالجة نهائية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال تحقيق الدولة الفلسطينية".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن "الأوضاع في الضفة الغربية ليست أفضل من مثيلاتها في غزة"، وأكد على دعم روسيا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال لافروف: "لدينا مواقف متقاربة مع السعودية حول الوضع في غزة وضرورة إنهاء الحرب وإيصال المساعدات"، وأضاف: "️نشجع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين للتقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية".

السعودية والبرنامج النووي الإيراني

كما شدد الأمير فيصل بن فرحان على ضرورة العودة سريعاً إلى النهج التفاوضي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وأهمية التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف أنه فيما يتعلق بالوضع في ظل الحرب بين إيران وإسرائيل: "كان هذا مقلقاً للغاية، فنحن نرفض الحلول العسكرية وندفع دائماً لحل جميع النزاعات أياً كانت عبر التفاوض، ونأمل أننا تخطينا هذه المرحلة وأن فكرة اللجوء للحل العسكري انتهت، وأننا أمام مرحلة تفاوضية إيجابية تفضي إلى إنهاء هذا الملف بشكل عادل وسليم، وهذا ما سندفع به بكل قوة".

وتابع: "اللجوء إلى القوة في حل الخلافات السياسية في نظرنا مرفوض وليس هو الحل السليم، والحلول التفاوضية يجب أن تكون في المقدمة"

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده تتواصل مع السعودية فيما يخص جميع القضايا، بما في ذلك الملف الإيراني وأيضاً ما حدث في الحرب بين إيران وإسرائيل.

وأضاف: "نأمل أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة"، معرباً عن الترحيب بتطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج، خاصة السعودية.

وعن الحرب في أوكرانيا، قال لافروف: "لا يمكننا أن نكون راضين عن حل لا يأخذ في الاعتبار بشكل كامل المصالح الأمنية المشروعة لروسيا، ولن يقضي ويضمن عدم تكرار أي انتهاكات لحقوق السكان الروس والناطقين بالروسية".

العلاقات الاقتصادية بين السعودية وروسيا

وأشاد الوزير السعودي بتزايد أعداد السياح بين السعودية وروسيا، وأعرب عن أمله في إنجاز اتفاقية للإعفاء من التأشيرات قريباً، وأن يكون هذا دافعاً لمزيد من التبادل بين البلدين والتوسع في الرحلات المباشرة.

وثمن وزير الخارجية السعودي "التوافق البناء القائم بين البلدين في إطار أوبك+ والذي يؤكد روح التعاون المشترك في مواجهة التحديات العالمية بقطاع الطاقة"، بحسب تعبيره. 

من جانبه قال وزير الخارجية الروسي إن لروسيا والسعودية استعداد مشترك للتعاون بمجال النفط في إطار أوبك بلس.

ولفت لافروف إلى أن عدد السياح السعوديين إلى روسيا زاد بمقدار 6 أضعاف عما كان عليه في العام الماضي، مشيراً إلى أن 36 ألف سائح روسي زاروا السعودية العام الماضي.

وأعرب عن تفاؤله باجتماع لجنة التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والسعودية الذي يعقد في النصف الثاني من العام الجاري في المملكة.

تصنيفات

قصص قد تهمك