
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، ملف الدفاعات الجوية، مشيراً إلى اتفاق الجانبين على استمرار العمل لـ"تعزيز حماية أجواء" أوكرانيا في ظل تصاعد الضربات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تحركات ألمانية لـ"سد الفجوة" في صواريخ "باتريوت" الدفاعية من أجل تسليمها لكييف.
ووصف الرئيس الأوكراني في منشور على منصة "إكس"، الاتصال بأنه "مهم ومثمرة للغاية"، وقال: "نحن في أوكرانيا ممتنون لكل الدعم المقدم لنا.. لقد حققنا الكثير مع الولايات المتحدة، ونؤيد جميع الجهود الرامية إلى وقف القتال، وإرساء سلام عادل ودائم وكريم".
وأوضح أن المكالمة بحثت "الوضع الحالي، بما في ذلك الضربات الجوية الروسية، والتطورات الأوسع بخطوط المواجهة".
وذكر زيلينسكي، أن "الرئيس ترمب مطلع بشكل جيد جداً، وأشكره على اهتمامه بأوكرانيا"، مضيفاً: "تحدثنا عن الفرص في مجال الدفاع الجوي، واتفقنا على العمل معاً لتعزيز حماية أجوائنا، كما اتفقنا على عقد اجتماع بين فرقنا".
ولفت إلى إجراء "مباحثات مفصلة عن قدرات الصناعات الدفاعية والإنتاج المشترك"، معرباً عن استعداد بلاده لتنفيذ مشاريع مع الولايات المتحدة.
وأردف: "نرى أن ذلك مهم جداً من الناحية الأمنية، خاصة فيما يتعلق بالطائرات المسيرة والتقنيات المرتبطة بها".
وتابع: "تطرقنا كذلك إلى مسألة المشتريات المتبادلة والاستثمارات... وتبادلنا وجهات النظر بشأن الوضع الدبلوماسي والعمل المشترك مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين".
ويأتي الاتصال بعدما أثار قرار واشنطن بوقف بعض شحنات الأسلحة إلى كييف تحذيرات من الأخيرة من أن هذه الخطوة ستضعف قدرتها على التصدي للضربات الجوية والتقدم في ساحة المعركة.
"سد الفجوة"
واتصل المستشار الألماني فريدريش ميرتس بترمب، الخميس، لبحث مسألة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، بحسب ما قاله متحدث باسم المستشار الألماني لوكالة "رويترز".
وأضاف المتحدث، الجمعة، أن ميرتس هو من بادر بالاتصال بترمب، فيما ذكرت مجلة "شبيجل" الألمانية، أن الزعيمين ناقشا الوضع في أوكرانيا، بما في ذلك تعزيز دفاعها الجوي، بالإضافة إلى قضايا التجارة.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن بلاده تجري محادثات مكثفة بشأن شراء أنظمة صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي لتسليمها لأوكرانيا.
وأضاف المتحدث أن "هناك عدة طرق لسد هذه الفجوة في أنظمة باتريوت"، مشيراً إلى أن أحد الخيارات المطروحة التي تتم دراستها هو شراء البطاريات الصاروخية لأنظمة "باتريوت" من الولايات المتحدة ثم نقلها إلى أوكرانيا.
وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، أن الوزير بوريس بيستوريوس سيتوجه إلى واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي بيت هيجسيث.
وأردف: "بالطبع ستكون أنظمة باتريوت مطروحة أيضاً على جدول الأعمال".
وتسعى ألمانيا، ثاني أكبر مانح لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، إلى الاضطلاع بدور أكبر من أجل ضمان استمرار الدعم لكييف، خاصة بعد أن أصبح دعم الولايات المتحدة موضع تساؤل في عهد إدارة ترمب.
خيبة أمل أميركية
وجاءت هذه التحركات الألمانية بعد يوم من تصريح ترمب بأنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان ترمب قال بثقة، الأسبوع الماضي، إن بوتين "يسعى إلى تسوية" الصراع، لكنه عبّر بعد اتصال، الخميس، أنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي يسعى إلى وقف الصراع.
ولدى سؤاله عن هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "بالطبع نتابع عن كثب كافة تصريحات الرئيس ترمب".
ولم يتطرق بيسكوف إلى الانتقادات الضمنية التي وجهها ترمب لبوتين، لكنه قال، إن الرئيس الروسي أبلغ نظيره الأميركي، أن روسيا تفضل تحقيق أهدافها في أوكرانيا بالوسائل السياسية والدبلوماسية، لكنها في الوقت نفسه ستواصل ما تسميها "العملية العسكرية الخاصة".
وبينما دعا الرئيس الأميركي إلى وقف سريع للحرب في أوكرانيا خلال المكالمة، قال مساعد في الكرملين، إن الرئيس الروسي أكد مجدداً أن موسكو ستواصل الضغط لحل "الأسباب الجذرية" للصراع.
وأصبحت عبارة "الأسباب الجذرية" تعبيراً تشير من خلاله روسيا إلى مسألة توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" والدعم الغربي لأوكرانيا، بما في ذلك رفض أي فكرة لانضمام أوكرانيا إلى الحلف.
ويرى قادة الحلف، أن الروس يسعون إلى تعزيز سيطرتهم على القرارات السياسية المتخذة في كييف وعواصم أوروبا الشرقية الأخرى.
وشنت روسيا، الخميس، أكبر هجوم بالطائرات المسيرة على كييف بعد ساعات من محادثة ترمب مع بوتين.