نقص الوقود في غزة يهدد الخدمات الأساسية.. وتحذيرات أممية من "أثر صحي كارثي"

تعليق جلسات غسيل الكلى.. وأهالي غزة يستخدمون الحطب والبلاستيك للطهي وتسيير المركبات

time reading iconدقائق القراءة - 6
فلسطينيات يبكين ضحايا غارة إسرائيلية على خيمة، مستشفى ناصر في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 2 يوليو 2025 - REUTERS
فلسطينيات يبكين ضحايا غارة إسرائيلية على خيمة، مستشفى ناصر في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 2 يوليو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أولجا تشيريفكو الأحد، إن مخزون الوقود في غزة قارب على النفاد تقريباً، ما يهدد بانهيار الخدمات الأساسية، في ظل الحصار الإسرائيلي على غزة، الذي يعيق دخول معظم المساعدات الإنسانية، وفق ما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وحذرت تشيريفكو من أنه إذا لم يُعالج هذا الوضع، فسنشهد خسائر فورية في الأرواح"، مضيفة: "لقد نفد الوقود فعلياً في هذه المرحلة. كل ما كان لدينا داخل غزة تم تخصيصه وتوزيعه. ما لم يدخل المزيد من الوقود، فإن العمليات الإنسانية بأكملها ستتوقف تماماً".

وأضافت أن منشآت المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية في القطاع المدمر آخذة في التوقف تدريجياً، لافتة إلى أن المستشفيات والنقاط الطبية القليلة التي لا تزال تعمل "مهددة بالإغلاق في أي لحظة".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد حذر الخميس، من أن "آخر شرايين الحياة في غزة يتم قطعها"، مضيفاً: "من دون تدفق عاجل للوقود، ستتوقف حضانات الأطفال، ولن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والمرضى، ولن يكون بالإمكان تنقية المياه".

وقالت تشيريفكو إن ذلك سيؤدي إلى "أثر صحي كارثي وضخم جداً".

وأفادت الأمم المتحدة أن إسرائيل رفضت هذا الأسبوع منح الإذن بنقل ما تبقى من مخزونات الوقود من جنوب غزة إلى شمالها. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق، مشيراً إلى أن المسألة من اختصاص وحدة "كوجات" التابعة لوزارة الدفاع، والتي لم ترد على طلب للتعليق.

إمدادات الوقود في غزة متوقفة منذ مارس

وأصبح وقود الديزل هو المصدر الوحيد للطاقة في القطاع، ويستخدم لتشغيل مولدات للاحتياجات الأساسية مثل المعدات الطبية، وأجهزة تحلية المياه التي توفر مياه الشرب لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة.

وأوقفت إسرائيل في 3 مارس الماضي، الكهرباء عن محطة تحلية المياه الوحيدة في القطاع بدير البلح، مع قطعها لدخول إمدادات الغذاء والوقود بالكامل.

وفيما رفعت إسرائيل الحصار جزئياً في 19 مايو، لتسمح بتوزيع مساعدات غذائية عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي قتلت إسرائيل أكثر من 600 فلسطيني أمام مراكزها الـ4 لتوزيع المساعدات، إلا أنها ترفض دخول الوقود تماماً، في ظل احتياج القطاع لمئات أو آلاف من الليترات يومياً.

وقف غسيل الكلى في غزة

وأعلنت مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهي أكبر منشأة طبية في القطاع، أنها علقت جلسات غسيل الكلى لمرضاها الثلاثاء، بسبب نقص الوقود. وتم استئناف الخدمة بشكل جزئي الأربعاء، بعد أن زوّدتها منظمة الصحة العالمية بـ3 آلاف لتر من وقود الديزل من مخزون احتياطي في شمال غزة، بحسب بيان للمنظمة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية قد حذرت الأربعاء، من أنها تمتلك احتياطيات وقود محدودة جداً في شمال غزة وجنوبها تكفي بالكاد لتشغيل 17 مستشفى بصورة جزئية لفترة قصيرة فقط.

وذكرت المنظمة في منشور على حسابها المخصص للأراضي الفلسطينية المحتلة على إكس: "لم يدخل أي وقود إلى غزة منذ أكثر من 120 يوماً، وقد أدى ذلك إلى شلل في العمليات الإنسانية، بما في ذلك دعم الرعاية الصحية، مما دفع بالمستشفيات إلى شفا الانهيار".

اقرأ أيضاً

منظمة الصحة العالمية: مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية تزيد أعداد الضحايا

قالت منظمة الصحة العالمية إن مجمع ناصر الطبي في غزة تحول إلى "جناح واحد ضخم لعلاج الإصابات"، بعد تدفق الحالات التي تصاب في مواقع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك كمية محدودة من الوقود التابع للأمم المتحدة موجود في منطقة يتعذر الوصول إليها حالياً في القطاع.

وأضافت "من دون الوقود، يواجه نظام الرعاية الصحية في غزة... خطر التوقف الكامل عن العمل".

حطب للطهي.. والبلاستيك وقوداً

واضطرت العائلات لشراء الحطب للطهي، أو حرق مواد تم جمعها من منازل مدمرة، مثل الخشب والكرتون والبلاستيك.

وقالت أولجا تشيريفكو، إن سكان غزة أصبحوا "يكررون الوقود" من البلاستيك لتشغيل مركبات "التوك توك" والدراجات النارية.

وأضافت: "هذا الوقود غير صالح لمعظم الاستخدامات، وهو مدمّر للغاية للبيئة. لكن إذا قدت سيارتك باتجاه مدينة غزة، سترى على طول الشاطئ محطات مؤقتة أُقيمت لإنتاج هذا النوع من الوقود، وتمتد لمسافة كيلومترين من الدخان الأسود الكثيف الذي تمر عبره".

وأوضحت تشيريفكو أن الأمم المتحدة تقوم بترشيد استخدام الوقود المتوفر لديها لإطالة أمده، لكن هناك معدات خاصة بمرافق المياه والصرف الصحي يجب إبقاؤها عاملة، وإلا فإنها ستتعرض لـ"ضرر لا رجعة فيه"، مضيفة: "نضطر إلى إعطاء الأولوية لهذه العمليات حتى لا نصل إلى انهيار كامل".

وأضافت: "لكننا بالفعل تأخرنا كثيراً."

تراجع جمع النفايات

قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن نقص الوقود أدى إلى تراجع جمع النفايات، مما تسبب في تراكم أكوام القمامة، وبات يهدد بحدوث أزمة صحية عامة.

وأضاف المكتب أن عدداً من أحواض تجميع مياه الأمطار الرئيسية باتت تتلقى مياه الصرف الصحي نتيجة لانهيار نظام الصرف في وقت تفتقر محطات الضخ المجاورة إلى الوقود اللازم لتصريف هذه المياه إلى البحر، ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي وباتت تهدد الملاجئ القريبة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يونيو الماضي، إن غياب الوقود لتشغيل الآبار ومحطات التحلية يهدد بـ"جفاف من صنع الإنسان"، مشيرة إلى أن 40٪ فقط من منشآت مياه الشرب لا تزال تعمل.

وقالت رايتشيل كامينجز، مديرة البرامج الإنسانية في منظمة "أنقذوا الأطفال" في غزة: "هناك كميات ضئيلة جداً من الوقود داخل غزة، في حين أن ملايين اللترات من الوقود عالقة خارجها وتحاول الدخول".

وأضافت: "في غزة، هناك مياه صرف صحي مكشوفة في الشوارع، ويأس الناس من إمكانية الحصول على مياه شرب نظيفة. نشهد زيادة في عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية، وفي عدد حالات الإسهال بينهم. وهذا مزيج قاتل حرفياً".

وتابعت: "الوقود هو تدخّل منقذ للحياة... وعلينا أن نمنحه الأولوية المطلقة".

تصنيفات

قصص قد تهمك