
قالت فوزة يوسف إحدى أعضاء وفد التفاوض الكردي لاجتماع دمشق بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية لـ"الشرق"، إن الاجتماع الذي عقد الأربعاء كان "إيجابياً وُمخرجاته جيدة".
وفي وقت سابق اليوم، عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعاً ثلاثياً في دمشق، مع قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، والموفد الأميركي توماس باراك، لـ"إزالة عوائق" تطبيق اتفاق دمج "قسد" ضمن أجهزة الدولة السورية.
ذكرت يوسف لـ"الشرق"، أن القائم بأعمال السفارة الفرنسية في دمشق جان باتيست فافر حضر الاجتماع.
وأضافت: "حققنا تقارباً في وجهات النظر بشأن القضايا الخلافية، وستستمر الاجتماعات لتحقيق المزيد من التقارب"، مشيرة إلى أنه ستعقد اجتماعات على المستوى العسكري في المرحلة المقبلة".
وتابعت: "اتفاق العاشر من مارس لا يزال محور النقاش، وقد طالبنا بتعديلات على الإعلان الدستوري".
وأوضح عضو وفد التفاوض الكردي لـ"الشرق"، أن النقاشات الحالية تُجرى في إطار "دولة مركزية" في سوريا.
وسبق الاجتماع الثلاثي، اجتماعاً ثنائياً بين الشرع وباراك. وهذه هي المرة الثالثة التي يلتقي فيها مظلوم عبدي مع الشرع.
في 10 مارس الماضي، وقّع الشرع وعبدي اتفاقاً يقضي بإعادة دمج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة، إلا أن الاتفاق لم يدخل حيّز التنفييذ في ضوء الخلافات بين الطرفين بشأن عدد من المسائل الجوهرية، على غرار شكل النظام السياسي للدولة السورية الجديدة، ومصير قوات سوريا الديمقراطية، ومنذ ذلك الوقت تقود وفود من الجانبين مباحثات بغية التوصل إلى تقارب في وجهات النظر حول المسائل الخلافية.
وشملت الوثيقة التي وقعها الشرع وعبدي، ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وجميع مؤسسات الدولة، بغض النظر عن الخلفيات الدينية والعرقية، والتأكيد على أن المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة حقه في المواطنة وكل حقوقه الدستورية، مع وقف إطلاق النار في كل الأراضي السورية، ودمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، وضمان عودة المهجرين، ودعم الدولة السورية في مكافحة "فلول الأسد"، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية، مع ضمان تطبيقه بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري.
وتُعتبر "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة أكبر كتلة مسلحة خارج إطار القوات المسلحة، وتسيطر على منطقة الجزيرة الغنية بالنفط (الإنتاج الحالي حوالي 100 ألف برميل)، إلى جانب إنتاج سوريا من القمح.
وفي العام 2015، أسست الجماعات الكردية "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي والولايات المتحدة بهدف محابة تنظيم "داعش"، ولاحقاً انضمت إليها، فصائل من العشائر العربية، والمجلس العسكري السرياني.
ومع فرار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، تعالت الأصوات التركية المطالبة بضرورة تسليم مهام حماية السجون والمخيمات الواقعة تحت سيطرة "قسد" إلى الحكومة السورية، وهي مطالب لا تزال تُقابل بالرفض، رغم انخراط الولايات المتحدة في عملية التقارب بين دمشق والأكراد.
ولطالما عارضت تركيا أيضاً الحكم الذاتي الكردي في سوريا، وبعد إعلان الرؤية السياسية الكردية لسوريا، رفض الرئيس رجب طيب أردوغان الدعوات إلى الفيدرالية في سوريا، ووصفها بأنها "ليست أكثر من مجرد حلم".