رئيسة المفوضية الأوروبية تنجو من حجب الثقة وسط تزايد المعارضة السياسية لقيادتها

نائبة رئيس البرلمان الأوروبي: هذه ستكون "الفرصة الأخيرة تماماً" لأورسولا

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اجتماع في مدينة آرهوس، الدنمارك، 3 يوليو 2025 - REUTERS
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اجتماع في مدينة آرهوس، الدنمارك، 3 يوليو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

نجَت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس، من تصويت لحجب الثقة في البرلمان الأوروبي، وذلك بعد حصولها على دعم أغلبية الأعضاء، رغم تقديم نواب اليمين المتطرف لمذكرة تستهدف إقالتها من المنصب.

وكان من شأن خسارتها في التصويت أن تؤدي إلى استقالتها هي وكامل أعضاء المفوضية الأوروبية، وهو ما كان سيُدخل الاتحاد الأوروبي في حالة من الفوضى.

وصوّت 360 عضواً في البرلمان الأوروبي ضد الاقتراح، وأيده 175 عضواً، وامتنع 18 عن التصويت. وةمن أصل 720 عضواً، حضر 553 للإدلاء بأصواتهم.

وكان الاقتراح بحاجة إلى 357 صوتاً لإقراره.

مع ذلك، قالت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، كاترينا بارلي، المنتمية لتحالف الاشتراكيين والديمقراطيين، إن العديد من أعضاء البرلمان مصممون على أن هذه ستكون "الفرصة الأخيرة تماماً" لأورسولا فون دير لاين.

واعتبرت مجلة "بوليتيكو أوروبا"، التصويت بمثابة مؤشر واضح على تزايد المعارضة السياسية لفون دير لاين، التي يُنظر إليها على أنها "انجرفت تدريجياً نحو اليمين"، وبدأت تفقد الدعم من بعض الأحزاب الكبرى التي سبق أن ساعدتها على الوصول إلى المنصب لأول مرة في عام 2019.

وبحسب المجلة، فإن مجرد اضطرار فون دير لاين للمثول أمام البرلمان الأوروبي للدفاع عن نفسها، خاصةً في ما يتعلق بإدارتها لملف شراء اللقاحات خلال جائحة كورونا، المعروفة إعلامياً بـ"فضيحة Pfizergate"، يمثل "محطة قاتمة" في مسيرتها السياسية، إذ لطالما كانت تحرص على البقاء على مسافة من الجدل السياسي اليومي، لكنها الآن تجد نفسها مضطرة إلى خوضه مباشرة.

"رسالة تحذير قوية"

وصوَّت أعضاء البرلمان الأوروبي، في ستراسبورج، على مذكرة لحجب الثقة تقدَّم بها اليمين المتطرف، كانت تهدف من الناحية النظرية إلى إقالة فون دير لاين، وهو ما اعتبرته المجلة بمثابة "رسالة تحذير قوية" وُجّهت إليها.

ورغم أن المذكرة لم تحظَ بالدعم الكافي، فإن المجلة أشارت إلى أن آلية تقديم مقترحات حجب الثقة داخل البرلمان الأوروبي، والتي تتطلب فقط 72 توقيعاً لطرحها، قد تجعل هذا النوع من التحركات أكثر تكراراً في المستقبل، خصوصاً إذا قررت كتل سياسية رئيسية، مثل "الاشتراكيين والديمقراطيين" أو حزب "الخضر"، تقديم اقتراحات مشابهة، سواء على خلفية فضائح جديدة أو إخفاقات في ملفات حيوية.

وأضافت بوليتيكو" أن مثل هذه التحركات، حتى وإن لم تنجح في الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة لسحب الثقة فعلياً، إلا أنها ستُحدث ضرراً سياسياً ملموساً.

بداية لمرحلة أكثر توتراً

وخلصت المجلة إلى أن هذه المواجهة السياسية التي شهدها البرلمان الأوروبي الخميس، لا تمثل نهاية التحديات التي تواجهها فون دير لاين، بل ربما تكون مجرد بداية لمرحلة أكثر توتراً في علاقتها مع البرلمان.

ويُعد هذا أول تصويت على حجب الثقة يُوجَّه إلى رئيس للمفوضية الأوروبية منذ أكثر من عقد. وتجدر الإشارة إلى أن المفوضية تُعد الهيئة التنفيذية الوحيدة المخوَّلة بطرح التشريعات داخل الاتحاد الأوروبي، والتي تدخل حيّز التنفيذ بمجرد مصادقة البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء عليها، وتشمل صلاحيات المفوضية مجالات محورية مثل التشريعات البيئية، وجودة المياه، وحماية البيانات، وقوانين المنافسة، وسياسات الهجرة.

وكان النائب الروماني اليميني، جورجي بيبيريا، هو مَن تولى جمع التوقيعات اللازمة لطرح مذكرة حجب الثقة، مستنداً إلى ما كشفته تقارير إعلامية بشأن تبادل رسائل نصية خاصة بين فون دير لاين والرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، ألبرت بورلا، تعود إلى عام 2021، تتعلق بصفقات تأمين اللقاحات أثناء ذروة تفشي فيروس كورونا.

وقد تمكن بيبيريا من جمع عدد كافٍ من التوقيعات لطرح المذكرة، رغم أن عدداً من نواب حزب الشعب الأوروبي، الذي تنتمي إليه فون دير لاين، إضافة إلى نواب من كتلة المحافظين والإصلاحيين، سحبوا دعمهم للمذكرة تحت ضغط قياداتهم السياسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك