ترمب يطالب كييف بعدم استهداف موسكو.. ويجدد تهديده لروسيا

الرئيس الأميركي: بوتين أمامه 50 يوماً لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي -الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب ألا يستهدف العاصمة موسكو، داعياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار خلال مهلة مدتها 50 يوماً، وإلا "ستستمر الرسوم الجمركية والعقوبات"، وسط تحركات أميركية محتملة لتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى.

وعندما سُئل في البيت الأبيض، الثلاثاء، عما إذا كان على زيلينسكي أن يهاجم العاصمة الروسية، أجاب ترمب: "لا، لا يجب عليه استهداف موسكو"، ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يقف الآن إلى جانب أوكرانيا، قال: "أنا لا أقف إلى جانب أحد.. أنا أقف بجانب الإنسانية، لأنني أريد وقف القتل".

ودافع ترمب عن المهلة التي حددها لروسيا من أجل التوصل إلى اتفاق، وتجنّب العقوبات والرسوم الجمركية التي قد تُفرض على الدول التي تشتري النفط من موسكو، وقال: "لا أعتقد أن 50 يوماً فترة طويلة، وقد يكون ذلك في وقت أقرب".

ولم يوضح الرئيس الأميركي ما إذا كانت هناك محادثات مقررة في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق مع روسيا، واكتفى بالقول: "في نهاية الأيام الخمسين، إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك سيء للغاية.. ستستمر الرسوم الجمركية وستستمر العقوبات الأخرى".

وكان ترمب أعلن، الاثنين، عن موجة من إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تشمل أنظمة صواريخ "سطح-جو" من طراز "باتريوت"، مهدداً بفرض عقوبات أخرى على روسيا ما لم تتوصل إلى اتفاق سلام في غضون 50 يوماً.

وفي المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، إن بلاده تريد أن تفهم الدوافع وراء تصريحات ترمب تلك، معتبراً أن الرئيس الأميركي "يتعرض لضغوط هائلة من الاتحاد الأوروبي وقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الحالية، الذين يطالبون بتزويد كييف بالسلاح".

 أسلحة بعيدة المدى

وتأتي التصريحات بعد أن ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، في وقت سابق الثلاثاء، نقلا عن مصادر مطلعة، أن ترمب شجع أوكرانيا سراً على تكثيف الهجمات على العمق الروسي.

وذكرت الصحيفة، أن ترمب سأل زيلينسكي عما إذا كان بإمكانه قصف موسكو إذا قدمت الولايات المتحدة أسلحة بعيدة المدى.

وخلال محادثات أجراها مع حلفاء أوروبيين في الأسابيع الماضية، لم يستبعد ترمب فكرة تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية معينة، بما في ذلك أنظمة سبق أن طلبها زيلينسكي من الولايات المتحدة ولم يتسلمها بعد، حسبما أفاد مسؤولون مطلعين لشبكة CNN.

وذكر مصدر مطلع على تلك المحادثات، أن ترمب سأل في الآونة الأخيرة عن قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات في عمق الأراضي الروسية، بهدف زيادة الضغط على الكرملين لإنهاء الحرب.  

وفي مكالمة هاتفية جرت مؤخراً مع زيلينسكي، سأل ترمب عن مدى قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات ضد موسكو وسان بطرسبرج، بحسب المصدر، وأفاد مسؤول أميركي وآخر في البيت الأبيض، بأن السؤال كان من بين عدة استفسارات طرحها ترمب خلال المكالمة، ولم يُطرح كتشجيع مباشر. 

إلا أن الجانب الأوكراني تعامل مع الأمر بجدية، وأعرب زيلينسكي، عن قدرة بلاده على تنفيذ تلك الضربات إذا حصلت على الأسلحة اللازمة، وفي أعقاب المكالمة، جرت مناقشات بين أوكرانيا ودول أوروبية والولايات المتحدة بشأن إمكانية تزويد كييف بأنظمة بعيدة المدى، ووفقاً للمصدر. 

يذكر أن أوكرانيا بدأت بالفعل في تنفيذ ضربات بطائرات مسيرة وصلت إلى موسكو، ومحيط سان بطرسبرج. 

"كان سؤالاً فقط"

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن تصريحات ترمب أُخرجت من سياقها، لافتةً إلى أن "الرئيس ترمب كان يطرح سؤالاً فقط، ولم يكن يشجع على مزيد من القتل.. إنه يعمل بلا كلل لوقف الحرب وإنهاء سفك الدماء". 

وحين سُئل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، عما إذا كانت الصواريخ الهجومية بعيدة المدى ضمن خطة التسليح الجديدة التي أعلنها الحلف، الاثنين، قال: "الخطة تشمل أسلحة دفاعية وهجومية على حد سواء، لكننا لم نناقش التفاصيل مع الرئيس، فهذه المسائل تُبحث حاليا مع البنتاجون والقيادة العسكرية العليا في أوروبا بالتعاون مع الأوكرانيين". 

من جانبه، قال السفير الأميركي لدى حلف "الناتو" مات ويتاكر، إن التركيز في الوقت الراهن ينصب على أنظمة الدفاع الجوي مثل بطاريات "باتريوت"، لكنه لم يستبعد إرسال أسلحة هجومية، وتابع: "جميع الأسلحة يمكن أن تُعتبر هجومية ودفاعية في آن واحد.. أنظمة الدفاع الجوي مهمة للغاية، لكننا لا نستبعد شيئاً من الخيارات". 

استهداف مواقع داخل روسيا

وكان الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وافق في نهاية ولايته على تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS البعيدة المدى، القادرة على استهداف مواقع داخل روسيا، إلا أن مداها لا يصل إلى موسكو أو سان بطرسبرج، وهما المدينتان اللتان أثارهما ترمب خلال مكالمته مع زيلينسكي. 

ووصف ترمب هذه الخطوة بأنها "غبية" و"خطأ جسيم"، وتساءل عن سبب عدم استشارته بشأنها بينما كان يستعد لتولي المنصب، وسبق أن طلبت أوكرانيا صواريخ JASSM التي تُطلق من مقاتلات F-16، وهي طائرات سبق أن زودتها بها دول أوروبية، دون أن تحصل عليها. 

ومع ذلك، يظل التركيز حالياً على تعزيز أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، لا سيما بطاريات "باتريوت"، والتي ستكون أولى الأسلحة التي يتم تسليمها عبر الآلية الجديدة التي أعلن عنها ترمب، وتشمل قيام دول أوروبية بشراء تلك الأنظمة ثم نقلها لأوكرانيا. 

وسيتم شحن هذه الأسلحة بسرعة من المخزونات الحالية في أوروبا، على أن تُعوّض لاحقاً بطلبيات جديدة من الولايات المتحدة. 

وقال روته لـCNN: "عندما يتعلق الأمر بالذخيرة والصواريخ، سنعمل على مدار الساعة لضمان وصول المعدات إلى أوكرانيا.. لكننا نعلم جيداً أن المسألة لا تتعلق ببطاريات باتريوت فقط، فهناك أنظمة أخرى ضرورية لاعتراض صواريخ كروز.. المسألة تتعلق بتوفير كل ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة دون المساس بأمنها الداخلي".

تصنيفات

قصص قد تهمك