تحذيرات أممية من "تطهير عرقي" في الضفة الغربية مع استمرار اقتحامات إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي -الشرق

حذرت الأمم المتحدة من أن النزوح الجماعي في الضفة الغربية بلغ مستويات "غير مسبوقة" منذ بدء احتلال إسرائيل للضفة قبل نحو 60 عاماً، داعيةً إلى "تحقيق شامل ومستقل وشفاف"، بشأن جميع انتهاكات تل أبيب للقانون الدولي، مع استمرار اقتحام الجيش الإسرائيلي للمدن والأحياء الفلسطينية في الضفة.

وقالت الأمم المتحدة، إن "العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في شمال الضفة الغربية، في يناير الماضي، شرّد عشرات آلاف الأشخاص، ما يثير مخاوف من احتمال وقوع تطهير عرقي".

وأشارت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، جولييت توما، إلى أن "العملية العسكرية (الإسرائيلية) الحالية في الضفة، هي الأطول مدة منذ الانتفاضة الثانية" في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

كما ذكر المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، للصحافيين في جنيف: "كثّف المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية عمليات القتل والهجمات والمضايقات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال الأسابيع الماضية".

ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مؤخراً، تقريراً عن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة الجارية في الضفة الغربية، خلصت فيه إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على "ضم الضفة الغربية دون الإعلان عن ذلك". 

هجمات المستوطنين

بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، إن "الآونة الأخيرة شهدت زيادة في هجمات المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، ما أودى بحياة العديد من الفلسطينيين".

ودعا دوجاريك السلطات الإسرائيلية، إلى "وقف عمليات القتل والمضايقات وعمليات هدم المنازل فورا في الأراضي الفلسطينية".

قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن عمليات قتل الفلسطينيين وهجمات المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تزايدت خلال الأسابيع الماضية.

وأوضحت تقارير منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية المفصلة، أن المستوطنين أقاموا خلال الحرب على غزة، أكثر من 200 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية تنتشر على شكل تجمعات صغيرة ومزارع للمواشي.

السيطرة الإسرائيلية على" الحرم الإبراهيمي"

وفي السياق، حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من تداعيات فرض السيطرة الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي. 

واعتبرت الخارجية الفلسطينية، في بيان، أن "ما نقله الإعلام العبري حول نقل صلاحيات إدارة الحرم الإبراهيمي والإشراف عليه من بلدية الخليل إلى مجلس استعماري، خطوة غير مسبوقة تهدف لفرض السيطرة على الحرم وتهويده وتغيير هويته ومعالمه بالكامل، إضافة إلى أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة".

وطالبت الخارجية الفلسطينية، منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو"، والمجتمع الدولي، بالتدخل العاجل لوقف تنفيذ هذا القرار فوراً، محذرة من تداعياته على المقدسات برمتها.

والضفة الغربية، هي منطقة على شكل كلية الإنسان يبلغ طولها نحو 100 كيلومتر وعرضها 50 كيلومتراً، كما أنها في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ احتلتها إسرائيل في عام 1967.

وتعد معظم الدول هذه المنطقة، أرضاً محتلة، وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو الموقف الذي أيدته محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، في يوليو 2024.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن نحو 750 ألف فلسطيني نزحوا من ديارهم عند قيام دولة إسرائيل في عام 1948. ويطالب الفلسطينيون بأن تكون الضفة الغربية نواة لدولة مستقلة في المستقبل، إلى جانب قطاع غزة. لكن انتشار المستوطنات الإسرائيلية، والتي تزايدت بشكل كبير في أنحاء الضفة الغربية منذ توقيع اتفاقية أوسلو قبل 30 عاماً، أدى إلى تحول المنطقة.

وبلغ معدل بناء المستوطنات في الضفة الغربية، مستويات غير مسبوقة في عام 2023. ومنذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، أدت سلسلة من الطرق الجديدة وأعمال الحفر والتمهيد، إلى تغيير واضح في مظهر سفوح التلال في أنحاء المنطقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك