
أعلنت سوريا، السبت، وقف إطلاق النار في السويداء، جنوب البلاد، فيما نشرت "الرئاسة الروحية لطائفة الدروز الموحدين" بنود ما قالت إنه اتفاق بناء على مفاوضات جرت برعاية "دول ضامنة".
ودعت الرئاسة السورية، في بيان، "جميع الأطراف دون استثناء"، إلى الالتزام الكامل بقرار وقف إطلاق النار، و"وقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، السبت، إن سوريا "ليست ميداناً لمشاريع الانفصال أو التحريض الطائفي"، واتهم من لديهم "مصالح ضيقة" و"طموحات انفصالية" بأنهم وراء اشتعال الموقف في السويداء، مضيفاً أن هذه المصالح "لا تعبر عن الطائفة الدرزية بأكملها"، وشدد على أن الدروز "ركن أساسي من النسيج الوطني السوري".
وذكرت الرئاسة الروحية للدروز، عبر فيسبوك، أن الاتفاق يقضي بنشر حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، بهدف ضبط الاشتباك ومنع تسلل أي مجموعات إلى داخل المحافظة.
كما ينص على "منع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة من وقت الاتفاق، وذلك لإتاحة الفرصة لانتشار القوى الأمنية من الطرف الآخر، تجنباً لأي هجمات مباغتة".
وبموجب الاتفاق، سيسمح بالخروج الآمن لمن تبقى في الداخل من أبناء العشائر البدوية في مناطق المحافظة.
وحدد الاتفاق معابر الخروج الآمنة للحالات الطارئة والإنسانية، وهي: بصرى الحرير وبصرى الشام.
وفيما يتعلق بالمسؤولية عن خرق الاتفاق، "يُحمّل أي طرف بشكل منفرد أي تصرف خارج إطار هذا الاتفاق، كامل المسؤولية عن انهيار التفاهمات المبرمة".
وناشدت الطائفة "جميع المجموعات الأهلية الامتناع عن الخروج خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وتجنب أي استفزازات أو تحركات قتالية"، كما حضت الشباب على "العمل بتنسيق عالٍ ومسؤولية قصوى، لإنهاء هذه المحنة".
بنود الاتفاق في السويداء
1. انتشار الأمن العام:
يتم نشر حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، بهدف ضبط الاشتباك ومنع تسلل أي مجموعات إلى داخل المحافظة.
2. القرى الحدودية:
يمنع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة من وقت الاتفاق، وذلك لإتاحة الفرصة لانتشار القوى الأمنية من الطرف الآخر، تجنباً لأي هجمات مباغتة.
3. العشائر البدوية:
ما تبقى في الداخل من أبناء العشائر في مناطق المحافظة يُسمح لهم بالخروج الآمن والمضمون، مع ترفيق مؤمن من الفصائل العاملة على الأرض دون أي اعتراض أو إساءة من أي طرف.
4. معابر الخروج الإنسانية:
تُحدد معابر الخروج الآمنة للحالات الطارئة والإنسانية عبر:
• بصرى الحرير
• بصرى الشام
5. ضبط تحركات المجموعات الأهلية:
نهيب بجميع المجموعات الأهلية الامتناع عن الخروج خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وتجنب أي استفزازات أو تحركات قتالية.
6. المسؤولية عن خرق الاتفاق:
يُحمّل أي طرف بشكل منفرد أي تصرف خارج إطار هذا الاتفاق، كامل المسؤولية عن انهيار التفاهمات المبرمة.
7. نداء إلى شباب المحافظة:
نوجّه نداءنا إلى شبابنا، حماة الأرض والعرض، للعمل بتنسيق عالٍ ومسؤولية قصوى لإنهاء هذه المحنة التي طالت أهلنا الآمنين
عشائر الجنوب السوري تعلن الالتزام بوقف النار
في المقابل، أعلن تجمع عشائر الجنوب السوري، السبت، "التزامه التام" بوقف كافة الأعمال العسكرية في محافظة السويداء جنوب سوريا، "والتزامه التام بذلك، استجابةً لقرار الرئاسة بالوقف الشامل لإطلاق النار، وانطلاقاً من حرصنا على حقن الدماء، وابتعادنا الثابت عن منطق الفتنة والاقتتال".
ودعا التجمع في بيان عبر صفحته على فيسبوك إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر دون أي تأخير، كخطوة أولى لبناء الثقة، وتأمين العودة الآمنة لجميع النازحين إلى منازلهم وقرَاهم دون استثناء أو شروط".
كما طالب التجمع بـ"فتح قنوات للحوار والتنسيق، بما يضمن عدم تكرار ما حدث، والسير نحو استقرار دائم"، مضيفاً: "لقد كان أبناء العشائر على الدوام أهل سلمٍ ووطنية، لم يسعوا إلى الحرب، ولم يكونوا دعاة قتال، لكن حين فرض علينا القتال، لم يكن خياراً، بل ضرورة، دفاعاً مشروعاً عن النفس والكرامة، في وجه الاعتداء الذي طال أهلنا وديارنا"، وفق البيان.
وكانت الرئاسة السورية حذرت، في بيانها، من أي خرق لقرار وقف إطلاق النار في السويداء، وقالت إنها ستعد أي خرق بمثابة "انتهاك صريح للسيادة الوطنية، وسيُواجه بما يلزم من إجراءات قانونية وفقاً للدستور والقوانين النافذة".
وكان المبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك أعلن، الجمعة، عن اتفاق الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف إطلاق النار، واصفاً هذه الخطوة بـ"الاختراق".
وأضاف باراك، عبر منصة "إكس"، أن الاتفاق حظي بتأييد "من تركيا والأردن وجيران آخرين"، داعياً "الدروز والعشائر البدوية والسنة إلى إلقاء السلاح".
وكانت وزارة الصحة السورية أفادت، في بيان، الجمعة، بارتفاع عدد الضحايا جراء أحداث العنف والاشتباكات في محافظة السويداء إلى 260 فيما زاد عدد المصابين إلى 1698.