قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تربط العودة للاتفاق النووي بإجراء مباحثات مستقبلية بشأن برنامج إيران الصاروخي وقضايا إقليمية، معتبراً أن تجربة حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني التي اعتمدت انفتاحاً نسبياً على القوى الكبرى، تثبت أن "الثقة بالغرب لا تنفع".
وأضاف خامنئي في تصريحات أوردها موقعه الإلكتروني، "يتحدث الأميركيون عن رفع الحظر لكنهم لم ولن يرفعوه، لقد وضعوا شروطاً وقالوا يجب أن تتم إضافة بنود أخرى الى الاتفاق (تفيد) بأن يتم الحديث في بعض المواضيع في المستقبل، أو لن يكون ثمة اتفاق".
واعتبر المرشد الإيراني، أن واشنطن تريد بذلك "توفير ذريعة لتدخلاتها المقبلة بالاتفاق النووي نفسه، وقضايا الصواريخ والمنطقة، وفي حال لم تتحدث إيران (معهم) بشأنها، سيقولون إنكم خالفتم الاتفاق".
ويؤدي الرئيس الإيراني الجديد المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، اليمين أمام مجلس الشورى في 5 أغسطس المقبل خلفاً للإصلاحي حسن روحاني الذي أتاح انتخابه في 2013 التوصل بعد عامين إلى اتفاق مع المجتمع الدولي، بعد أزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني استمرت 12 عاماً.
ونقلت وكالة رويترز، السبت الماضي، عن مسؤول إيراني قوله، إن "إبراهيم رئيسي وفريقه النووي يصرون على البدء من الصفر ويرفضون استئناف المحادثات من حيث انتهت في يونيو الماضي".
وأضاف: "يريدون وضع شروطهم ولديهم مطالب أكثر مثل الاحتفاظ بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أو بسلسلة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة وعدم تفكيكها مثلما تطالب واشنطن".
الانفتاح مع الغرب
واعتبر خامنئي، أن تجربة حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني التي اعتمدت انفتاحاً نسبياً على القوى الكبرى بما فيها الولايات المتحدة، تثبت أن "الثقة بالغرب لا تنفع".
وقال، خلال استقباله حكومة روحاني وأعضاء مجلس الوزراء بالحكومة القادمة، إن "الغرب لا يقدم لنا المساعدة ويتربص دائماً لتوجيه الضربات لنا متى سنحت الفرصة له، وهذه تجربة مهمة للغاية".
وأضاف: "لا ينبغي إطلاقاً أن نرهن خططنا الداخلية ولا أن نواكبها مع الغرب لأنها ستمنى بالفشل حتماً، فهم لا يساعدون في شيء، بل يوجهون الضربات حيث يستطيعون، أينما لم يوجهوا الضربات، لم يكن لديهم القدرة على ذلك".
وتابع خامنئي: "حيثما جعلت هذه الحكومة أعمالها مَنوطة بالمفاوضات مع الغرب وأميركا، أخفقت، وحيثما اعتمدت على القدرة الداخلية، حققت النجاح"، مشدداً على أنه "ينبغي للحكومات ألا تجعل برامجها مَنوطة بالمفاوضات مع الغرب إطلاقاً، لأنها ستخفق قطعاً".
وأكد المرشد الإيراني على "ضرورة الاستفادة من تجارب الدورتين المتتاليتين لحكومة روحاني، ومن أهم التجارب التي ينبغي أن تتعلمها الأجيال القادمة من هذه الفترة هي عدم الثقة بالغرب".
وأعتبر خامنئي، أن "أداء حكومة روحاني لم يكن متساوياً في كل المجالات، ففي بعضها كان كما هو منتظر، وفي بعضها لم يكن كذلك"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
الحرب الاقتصادية
من جانبه، استعرض روحاني أهم الإنجازات التي تحققت في عهده، بقوله، "في مقابل فرض حظر النفط الخام والتبادل المصرفي، تمكنا من زيادة إنتاج البتروكيماويات والصناعات المعدنية ومشتقات النفط والغاز لتوفير النقد الأجنبي للبلاد".
واعتبر روحاني، أن "النمو الاقتصادي وانخفاض التضخم من أهم إنجازات الحكومة خلال الفترة من 2014 حتى 2017"، مشيراً إلى أن "مؤامرة العدو الرامية لانهيار الاقتصاد والبلاد واجهت الفشل في عام 2018" في إشارة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.
وأضاف: "الحرب الاقتصادية وجائحة كورونا علمتنا الاعتماد على ذاتنا فقط وبتوظيف الإمكانيات والمقومات المحلية، حيث لم يساعدنا أحد باستثناء انفتاح بسيط بعد ما شهدوا قدرة إيران في إنتاج لقاح كورونا"، بحسب وصفه.
واعتمدت حكومة روحاني الذي يتولى مهامه منذ عام 2013، سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كانت أبرز محطاتها الاتفاق النووي المبرم في 2015، مع 6 قوى كبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا).
وأتاح الاتفاق النووي رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قرر الانسحاب من الاتفاق بشكل أحادي عام 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران، تسببت في أزمة اقتصادية واجتماعية حادة.
وأبدى الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق، بشرط عودة إيران إلى احترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي كانت تراجعت عن غالبيتها بشكل تدريجي، بعد عام من الانسحاب الأميركي.
اقرأ أيضاً: