
أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، الخميس، أنه التقى مسؤولين سوريين وإسرائيليين في العاصمة الفرنسية باريس، مشيراً إلى أن الهدف هو فتح "حوار وخفض التصعيد".
وأضاف باراك على منصة "إكس": "هدفنا الحوار وخفض التصعيد، وقد حققنا ذلك بالضبط. وقد جدّدت جميع الأطراف التزامها بمواصلة هذه الجهود".
وقالت مصادر لـ"أكسيوس"، إن الاجتماعات استمرت 4 ساعات، وشملت من الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومن الجانب السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني.
وذكر "أكسيوس"، أن الهدف من اللقاءات كان "التوصل إلى تفاهم أمني بشأن جنوب سوريا، لتثبيت وقف النار بين إسرائيل وسوريا، ومنع أزمة، مثل أزمة السويداء التي وقعت الأسبوع الماضي".
وقال مسؤول إسرائيلي إن الحكومة الإسرائيلية تأمل في تجاوز مسألة الترتيبات الأمنية على الحدود إلى إظهار الجانب السوري عزماً للمضي قدماً بخطوات دبلوماسية مع إسرائيل.
وهاجمت إسرائيل منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، عدة مناطق في سوريا، لكن هجماتها تصاعدت عقب الاشتباكات في محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، عبر ضرب أهداف في جنوب البلاد، وكذلك مقر وزارة الدفاع في العاصمة دمشق، زاعمة أنها تحمي الأقلية الدرزية التي يوجد عدد كبير منها في إسرائيل.
وقال المبعوث الأميركي، الاثنين الماضي، إن إسرائيل تُفضل رؤية سوريا "مُفككة ومُقسّمة"، على أن تكون دولة مركزية قوية تُفرض سيطرتها على البلاد، لافتاً إلى أن التدخل الإسرائيلي "خلق فصلًا جديداً مربكاً للغاية"، و"جاء في توقيت سيئ للغاية"، على حد تعبيره.
"مفاوضات غير مباشرة"
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قال خلال زيارته إلى فرنسا، في مايو الماضي، إن "هناك مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، عبر وسطاء، لتهدئة الأوضاع"، و"وقف التدخلات الإسرائيلية" في سوريا.
وحذر الشرع، من فقدان الطرفين السوري والإسرائيلي، "السيطرة على الوضع"، بسبب التدخلات الإسرائيلية، التي وصفها بـ"العشوائية".
وأشار إلى أن إسرائيل كسرت اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، مؤكداً أن حكومته "ومنذ الوصول إلى دمشق، صرحنا بأننا ملتزمون بهذا الاتفاق، وعلى عودة القوات الأممية إلى الخط الأزرق".
وكان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، قد نفى السبت الماضي، ما أورده تقرير وكالة "رويترز" بعقد مسؤولين سوريين اجتماعاً مع مسؤولين إسرائيليين في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وكشف المصطفى، أن المحادثات التي تجريها دمشق حالياً بشأن الملف الإسرائيلي تتركز بشكل أساسي على انسحاب تل أبيب من "المناطق السورية التي احتلها وتوغلت فيها" بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، و"الالتزام باتفاقية فصل القوات لعام 1974"، في إشارة إلى "اتفاقية فض الاشتباك" التي أبرمت بين دمشق وتل أبيب في مدينة جنيف بسويسرا عام 1974.
واعتبر أنه من المبكر حالياً "الحديث عن أي اتفاقيات جديدة بدون التزام إسرائيل بالاتفاقية الأولى".