محدّث
سياسة

اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية.. دعم عربي وترحيب دولي وتنديد إسرائيلي أميركي

السعودية تشيد بـ"القرار التاريخي".. وتعهدات دولية بالدفع نحو "حل الدولتين"

time reading iconدقائق القراءة - 12
سياج أقامه الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سنجل، قرب رام الله، في الضفة الغربية المحتلة، 5 مايو 2025 - REUTERS
سياج أقامه الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سنجل، قرب رام الله، في الضفة الغربية المحتلة، 5 مايو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاعتراف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ردود فعل متباينة، بين دعم عربي وترحيب دولي، وسط رفض أميركي، وتنديد إسرائيلي، إذ أشادت السعودية بـ"القرار التاريخي"، بينما وصفه الأردن بـ"خطوة في الاتجاه الصحيح"، كما رحبت إسبانيا بالإعلان واعتبرته "يحمي حل الدولتين"، وكذلك تعهدت كندا بـ"العمل في كافة المحافل الدولية على تحقيق حل الدولتين".

وقال ماكرون، الخميس، عبر منصة "إكس"، إن فرنسا قررت الاعتراف بدولة فلسطين "وفاءً لالتزامها التاريخي من أجل سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط"، موضحاً أنه سيعلن عن القرار بشكل رسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

وأضاف في منشور تضمن رسالة رسمية إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس،  أن الفرنسيين "يريدون السلام في الشرق الأوسط. ويقع على عاتقنا نحن الفرنسيين، ومع الإسرائيليين، والفلسطينيين، وشركائنا الأوروبيين والدوليين، أن نُثبت أن السلام ممكن"، معرباً عن آماله في أن "يساهم الاعتراف في تحقيق السلام الراسخ بالشرق الأوسط".

وذكر الرئيس الفرنسي، أنه "بناءً على الالتزامات التي تعهد بها رئيس السلطة الفلسطينية لي شخصياً، فقد كتبتُ إليه معبّراً عن عزمي على المُضيّ قدماً".

وشدد ماكرون، على أن "الأولوية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وتقديم الإغاثة للسكان المدنيين"، وتابع: "يجب التوصل فوراً إلى وقفٍ لإطلاق النار، والإفراج عن جميع المحتجزين، وتقديم مساعدات إنسانية كبيرة لسكان غزة".

وعقب ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن قنصل بلاده في القدس سلم، الخميس، رسالة من ماكرون إلى السلطة الفلسطينية، تنص على أن "فرنسا ستمضي قدماً بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين في سبتمبر".

وتعهد ماكرون، في يونيو الماضي، خلال تصريحات لـ"الشرق"، على هامش لقاء عقده مع صحافيين وممثلين لمؤسسات مجتمع مدني فلسطينية وإسرائيلية، بأن تعترف بلاده بـ"دولة فلسطين" في المؤتمر الذي ستعقده فرنسا مع السعودية في نيويورك، قبل تأجيله بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران.

ترحيب فلسطيني

نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، رحب بالقرار الفرنسي، وأعرب عن شكره وتقديره للرئيس الفرنسي على رسالته الموجهة إلى الرئيس الفلسطيني، و"التي جدد فيها موقف فرنسا الثابت، وأكد اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل".

بدورها، رحبت حركة "حماس" بإعلان ماكرون، واعتبرت في بيان، أن الإعلان "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح"، نحو "إنصاف الشعب الفلسطيني ودعماً لحقه في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، وعاصمتها القدس".

وقالت الحركة، إن الموقف الفرنسي "تطوراً سياسياً يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية، وفشل الاحتلال في تزييف الحقائق أو منع إرادة الشعوب الحرة".

السعودية: قرار تاريخي

ورحبت السعودية، بإعلان ماكرون، وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، إشادة المملكة بـ"هذا القرار التاريخي الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية".

وشددت على أهمية مواصلة اتخاذ الدول للخطوات التي تسهم في إنفاذ القرارات الدولية وتعزز الالتزام بالقانون الدولي.

وجددت المملكة دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، إلى "اتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني".

وأجرى نائب الرئيس الفلسطيني، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية السعودي في أعقاب الإعلان الفرنسي، أعرب فيه حسين الشيخ، عن شكره للسعودية على "الجهد الكبير الذي بذلته مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين"، معتبراً أن "هذا الموقف يمثل التزام فرنسا بالقانون الدولي، ودعم فرنسا لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة"، حسبما أشار في منشور على منصة "إكس".

وأعرب الشيخ عن شكره لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على "الجهود الكبيرة التي بذلها في اتصالاته مع فرنسا ودفعها للاعتراف بدولة فلسطين. في أعقاب رسالة الرئيس ماكرون التي وصلت مساء اليوم لسيادة رئيس دولة فلسطين".

بدوره، رحّب الأردن بإعلان ماكرون، واعتبره "خطوة في الاتجاه الصحيح، المُفضي إلى تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال".

وقالت وزارة الخارجية، في بيان: "تثمّن قرار الرئيس الفرنسي باعتباره خطوة هامة للتصدّي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتجسيد دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني".

واعتبرت أنها "خطوة هامة للتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتجسيد دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني".

مصر: خطوة فارقة وتاريخية

رحبت مصر بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معربة عن بالغ تقديرها لهذه "الخطوة الفارقة والتاريخية"، والتي تأتي في إطار دعم الجهود الدولية لتجسيد دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وذكرت وزارة الخارجية، في بيان، أن "القاهرة تحث كافة الدول التي لم تتخذ بعد قرار الاعتراف بدولة فلسطين، على القيام بذلك، تأكيداً على التزام المجتمع الدولي بالتوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها حقه في تقرير المصير".

وأكدت "أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية في وضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني"، مشددةً على "المسؤولية الأخلاقية والقانونية التي تقع على عاتق كافة أعضاء المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتصدي لانتهاكات الاحتلال، بما في ذلك وقف الممارسات والسياسات الاستيطانية والتجويع التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

مجلس التعاون الخليجي: خطوة مهمة

ورحبت الكويت وقطر بإعلان ماكرون عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين ودعت سائر الدول لاتخاذ خطوات مماثلة.

وقالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، إن الكويت تشيد بهذه الخطوة الهامة "التي من شأنها الإسهام نحو تحقيق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية بشأن تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وفي الدوحة، قالت وزارة الخارجية القطرية إن دولة قطر تعرب عن ترحيبها بإعلان ماكرون عن عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين.

وأكدت الخارجية القطرية، في بيان، أن هذه الخطوة "تمثل دعماً مهماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتجسيداً لتوافق المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

من جانبه، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، بإعلان ماكرون، وقال إن هذا القرار "يعد خطوة مهمة تعكس التزام فرنسا بمبادئ العدالة والشرعية الدولية، لدعم كافة القضايا الإقليمية والدولية، وسعيها نحو ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار العالمي".

ودعا البديوي كافة الدول التي لم تعلن بعد اعترافها بدولة فلسطين، إلى اتخاذ "هذه الخطوة التاريخية والمسؤولة بما يسهم في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ويعزز المسار نحو تحقيق السلام العادل والدائم".

إسبانيا تشيد بالخطوة وكندا تتعهد بدعم "حل الدولتين"

من جهته، رحّب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بإعلان فرنسا الانضمام إلى إسبانيا في الاعتراف بدولة فلسطينية، قائلاً إن هذه الخطوة من شأنها أن "تحمي" حلّ قيام دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب.

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إن أوتاوا تؤيد حل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين.
 
وأضاف كارني، في منشور على منصة "إكس"، عقب الإعلان الفرنسي: "ستعمل كندا بشكل مكثف في جميع المحافل الدولية لتحقيق حل الدولتين، بما في ذلك من خلال المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن التعاون الثنائي".

إسرائيل: لن نسمح بذلك

في المقابل، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار الفرنسي، واعتبره "مكافأة للإرهاب ويُشكل خطراً بظهور وكيل إيراني جديد". وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية "تشكّل منصة للقضاء على إسرائيل وليس للتعايش السلمي"، وفق زعمه.

بدوره، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هذه الخطوة "عار واستسلام للإرهاب"، وقال إن إسرائيل لن تسمح بإقامة "كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا ويهدد وجودنا"، على حد قوله. 

كما هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ماكرون، قائلاً إنه "لا يستطيع توفير الأمن لإسرائيل.. آمل أن يتمكن من القيام بذلك في شوارع باريس".

وعلى منصة "إكس"، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، أن قرار الرئيس الفرنسي يعكس "انهياراً أخلاقياً"، وفق تعبيره.

واشنطن تشدد على رفض القرار الفرنسي

وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، شدد على أن الولايات المتحدة ترفض "بشدة" قرار ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية، أمام الأمم المتحدة.

ووصف روبيو في منشور على منصة "إكس"، القرار الفرنسي بـ" المتهور الذي لا يخدم سوى دعاية حركة (حماس)، ويُعيق تحقيق السلام"، على حد قوله.

كما وصف السيناتور الأميركي ليندسي جراهام، المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قرار باريس بـ"الغريب والمثير للقلق"، معتبراً أنه "سيصعب من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة"، وتساءل "ما هي الحدود بين الدولتين؟ ما هو هيكل الحوكمة؟ وهل تبقى حماس منخرطة سياسياً أم عسكرياً؟ هل الضفة الغربية وغزة جزء من دولة واحدة؟ هل يجوز لهم أن يكون لهم جيش؟".

وفي يونيو، قال سفير واشنطن لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إنه يعتقد أن قيام دولة فلسطينية مستقلة "لم يعد هدفاً للسياسة الخارجية الأميركية".

وكانت الولايات المتحدة قد أعربت، في مذكرة دبلوماسية صادرة في يونيو الماضي، عن معارضتها لأي تحرك للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرةً أنه يتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية وقد تترتب عليه تداعيات سلبية.

من ناحيته، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن برلين لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب، وأن أولويتها تتجه لإحراز "تقدم طال انتظاره" نحو حل الدولتين.

وأضاف المتحدث: "أمن إسرائيل ذو أهمية بالغة للحكومة الألمانية". وقال: "لذلك، لا تعتزم الحكومة الألمانية الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب". وأكد أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون إلا إحدى الخطوات الأخيرة في حل الدولتين.

ويُعقد مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين على المستوى وزاري، الاثنين والثلاثاء المقبلين، برئاسة وزيري الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، والسعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في سياق المبادرة التي بدأتها السعودية وفرنسا منذ أشهر، وكمقدمة لعقد مؤتمر دولي، في باريس، أو نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

وفي سبتمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قيام التحالف الدولي لحل الدولتين بالشراكة مع الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والنرويج.

تصنيفات

قصص قد تهمك