
عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، اجتماعاً مطولاً استمر نحو 3 ساعات مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لبحث تطورات الحرب على غزة، فيما أعلن البيت الأبيض، أن ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي سيتوجهان إلى غزة، الجمعة.
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحافيين، إلى أن "ويتكوف وهاكابي عقدا اجتماعاً مثمراً جداً مع رئيس الوزراء نتنياهو ومسؤولين آخرين في إسرائيل، لبحث مسألة إيصال الغذاء والمساعدات الضرورية جداً إلى غزة".
وأضافت: "(الجمعة)، سيسافر ويتكوف وهاكابي إلى غزة لتفقد مواقع توزيع المساعدات الحالية، وتأمين خطة لإيصال المزيد من الغذاء، كما سيلتقيان بسكان غزة للاستماع مباشرة إلى معاناتهم وظروفهم القاسية على الأرض".
وأشارت إلى أن ويتكوف وهاكابي "سيطلعان الرئيس ترمب بعد زيارتهما فوراً على المستجدات للموافقة على الخطة النهائية الخاصة بتوزيع الغذاء والمساعدات في المنطقة".
الانتقال من اتفاق جزئي إلى شامل
ونقل مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن "نتنياهو ناقش مع ويتكوف إمكانية الانتقال من اتفاق جزئي، وتدريجي بشأن غزة إلى اتفاق شامل".
وذكر المسؤول أنه "يجري التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة مفاده أنه في ظل رفض حماس، هناك حاجة للانتقال من إطار عمل للإفراج عن بعض المحتجزين إلى إطار عمل يشمل الإفراج عن جميع المحتجزين، ونزع سلاح حماس وقطاع غزة".
وأضاف أن "إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان في الوقت نفسه على زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي القتال داخل القطاع".
ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، ذكرت مصادر مطلعة، أن جزء من اللقاء جرى بشكل مغلق بين نتنياهو وويتكوف، بينما شارك في الاجتماع الموسع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية جدعون ساعر، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وأشار مصدر سياسي إسرائيلي إلى أن "هناك تنسيقاً كاملاً بين إسرائيل والإدارة الأميركية بشأن الخطوات المقبلة في التعامل مع حماس، واستمرار المفاوضات"، لافتاً إلى أن "واشنطن وتل أبيب متفقتان بشكل كامل".
وتابع: "حماس أغلقت الباب أمام صفقة كان من المفترض أن تُشكل ممراً نحو إنهاء الحرب، والآن سيتعيّن علينا اتخاذ قرارات بشأن الخطوات التالية في قطاع غزة.. لا احتمال أن نعلن عن إنهاء الحرب من جانب واحد".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر حكومية، أن "حماس قطعت الاتصال بالكامل، وأن المفاوضات متوقفة حالياً".
وقال أحد المصادر: "يبدو أن الأمور تتجه نحو الانفجار، ومن المرجح أن توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، بات أمراً لا مفر منه".
وفي المقابل، أعربت فصائل فلسطينية من بينها "حماس" في بيان، الخميس، عن استعدادها لـ"حل قضية المحتجزين لديها ضمن سياق اتفاق لوقف إطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وفتح المعابر، والشروع الفوري في إعادة الإعمار".
مؤسسة غزة الإنسانية
وقال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز"، إن مسؤولين في إدارة ترمب أبلغوا الكونجرس هذا الشهر بأن إسرائيل وافقت على تقديم مبلغ مماثل من المنحة الأميركية البالغة 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية، وهي مساهمة لم ترد أنباء بشأنها من قبل لعملية المساعدات الخاصة المسلحة المثيرة للجدل.
وباستثناء المساهمة الأميركية، التي أعلنتها وزارة الخارجية الأميركية في يونيو الماضي، ظلت مصادر تمويل المؤسسة غامضة لعدم كشفها عن مانحيها.
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة، وترويجها لعملية الإغاثة التي تنفذها مؤسسة غزة الإنسانية التي تقتصر مواقع توزيعها على جنوب غزة، وتصف منظمات الإغاثة الأخرى والأمم المتحدة نموذجها بأنه خطير وغير فعال.
وقال المصدران، إن أرييه لايتستون وتشارلز ليث، مساعدا مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قدما إفادة عن مؤسسة غزة الإنسانية أمام لجان مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين يومي الثامن والتاسع من يوليو الجاري.
وأضاف المصدران، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن لايتستون، وليث أبلغا لجان الكونجرس بأن إسرائيل وافقت على تقديم مبلغ مماثل لما قدمته الولايات المتحدة لمؤسسة غزة الإنسانية في يونيو، وهو 30 مليون دولار، مما يكفي لتمويلها حتى نهاية يوليو.