أعلنت السلطات في سوريا، الأحد، مصرع عنصر من قوات الأمن الداخلي في محافظة السويداء وإصابة آخرين، في هجوم شنته من سمتهم "مجموعات خارجة على القانون"، في أحدث خرق لوقف إطلاق النار بالمحافظة ذات الأغلبية الدرزية، حسبما نقلت قناة "الإخبارية" السورية الحكومية عن مصدر أمني.
وقالت القناة، إن "مجموعات خارجة عن القانون هاجمت قوات الأمن الداخلي السورية في السويداء".
وأبرمت السلطات السورية، الشهر الماضي، اتفاقاً متعدد المراحل مع مجموعات مسلحة في السويداء، لوقف إطلاق النار، في أعقاب اشتباكات دموية شهدتها المحافظة، بين مجموعات قبلية وأخرى درزية.
ونقلت القناة عن المصدر الأمني الذي لم تسمه، قوله إن المجموعات المسلحة "تهاجم قوات الأمن الداخلي، وتقصف عدة قرى في ريف المحافظة"، معتبراً أن "هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع سعي الحكومة لإعادة الاستقرار والهدوء لمحافظة السويداء تمهيداً لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها".
وأضاف المصدر، أن الهجمات "تؤكد عزم المجموعات الخارجة على القانون على إبقاء السويداء في دوامة التوتر والتصعيد والفوضى الأمنية، كما تؤثر على عمل قوافل الإغاثة التي تصل إلى المحافظة".
اشتباكات متقطعة
وأكدت مصادر محلية، وقوع اشتباكات متقطعة في قرى "ذيبين"، و"الثعلة"، و"تل الحديد".
وأفادت شبكة "السويداء 24" المحلية، بسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في أرجاء السويداء، نتيجة "اعتداء بالقذائف والأسلحة الثقيلة" على محور بلدة "الثعلة"، شنته "مجموعات مسلحة من مناطق خاضعة لسيطرة قوات الحكومة الانتقالية"، مشيرة إلى أن "الفصائل المحلية تصدت للهجوم".
وكانت وزارة العدل السورية أعلنت تشكيل لجنة تحقيق بشأن أحداث السويداء الأخيرة، بعدما أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية قبل أسبوع تشكيل لجنتي تحقيق أيضاً بشأن ما جرى وصفه بـ"الجرائم والانتهاكات" التي وقعت في المحافظة الواقعة جنوبي سوريا.
وشهدت محافظة السويداء، مواجهات دامية، إثر تدخل القوات الحكومية لفض اشتباك وقع بين فصائل بدوية وفصائل درزية، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة ولا سيما بعد تدخل عشرات آلاف المقاتلين من العشائر العربية الموالية لدمشق والتوجه نحو السويداء، وانتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي توثق انتهاكات بحق الدروز، ما دفع 3 وزارات هي الدفاع والداخلية والعدل إلى الإعلان عن تشكيل لجان تحقيق وملاحقة المتورطين.
وكانت وزارة الداخلية السورية، أعربت في 22 يوليو الماضي، عن إدانة مقاطع الفيديو المتداولة التي تظهر تنفيذ إعدامات ميدانية "على يد "مجهولي الهوية" في مدينة السويداء، مؤكدة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن "هذه الأفعال تُمثّل جرائم خطيرة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات".
وأعلنت الرئاسة السورية، في بيان، "وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار"، ودعت جميع الأطراف، دون استثناء، إلى "الالتزام الكامل بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق".
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، إن سوريا "ليست ميداناً لمشروعات الانفصال أو التحريض الطائفي"، واتهم من لديهم "مصالح ضيقة" و"طموحات انفصالية" بأنهم وراء اشتعال الموقف في السويداء، مضيفاً أن هذه المصالح "لا تعبر عن الطائفة الدرزية بأكملها"، وشدد على أن الدروز "ركن أساسي من النسيج الوطني السوري".
وأضاف الشرع أن "الوساطات الأميركية والعربية" ساهمت في تهدئة الأوضاع بالسويداء في ظل "ظروف معقدة"، وانتقد إسرائيل لشنها غارات جوية على قوات الحكومة السورية، وعلى دمشق خلال الأيام الماضية.
مواجهات الجيش السوري و"قسد"
وتبادل الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، السبت، الاتهامات بشأن اشتباكات في ريف منبج بشمالي البلاد، إذ قالت وزارة الدفاع السورية، إن هجوماً نفذته قوات سوريا الديمقراطية، أسفر عن إصابة 4 من أفراد الجيش و3 مدنيين، فيما أشارت "قسد"، إلى أنها "استخدمت حقها في الدفاع عن النفس"، وردت على مصادر النيران.
وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، أن قوات الجيش "صدت عملية تسلل" قامت بها "قسد" على إحدى نقاط انتشار الجيش في ريف منبج، بالقرب من قرية الكيارية، حسبما نقلت عنها وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأضافت أن "وحدات من الجيش نفذت ضربات دقيقة تستهدف مصادر النيران التي استخدمتها قوات (قسد) في قصف قرية الكيارية ومحيطها بريف منبج".
وأشارت إلى أن "قسد"، "نفذت بشكل غير مسؤول ولأسباب مجهولة، ضربات صاروخية استهدفت منازل الأهالي في قرية الكيارية ومحيطها، وأسفر هذا الاعتداء عن إصابة 4 من عناصر الجيش و3 مدنيين بجروح متفاوتة"، وفق "سانا".
وتابعت: "تمكنت قواتنا من رصد راجمة صواريخ ومدفع ميداني جرى استخدامهما في الاعتداء بمحيط مدينة مسكنة الواقعة شرق محافظة حلب".
من جانبه، قال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان، إن "قواتنا استخدمت حقها الكامل في الدفاع عن النفس والرد على مصادر النيران"، ونفت مهاجمة أي نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري.