صحيفة أميركية: روسيا تصنف آلاف العقارات في ماريوبل "بلا مالك"

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد السكان المحليين يسير بالقرب من مباني سكنية متعددة الطوابق في ماريوبل الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية. 16 مارس 2023 - reuters
أحد السكان المحليين يسير بالقرب من مباني سكنية متعددة الطوابق في ماريوبل الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية. 16 مارس 2023 - reuters
دبي-الشرق

صنفت السلطات المدعومة من روسيا آلاف العقارات في مناطق استولت عليها من أوكرانيا بأنها "بلا مالك"، ما وضع الأوكرانيين الفارين من الحرب أمام عراقيل متزايدة لعودتهم وإثبات ملكيتهم أو المطالبة بالتعويض في وقت لاحق، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وذكرت الصحيفة أن الوافدين الجدد من روسيا يحظون بامتيازات عدة، بينها قروض عقارية بفائدة لا تتجاوز 2% للمشاريع السكنية الجديدة. 

وتنتهج موسكو منذ زمن طويل، بحسب الصحيفة، استراتيجية تقوم على توطين مواطنين من أصل روسي محل السكان الأصليين في الأراضي التي تستولي عليها، إذ شهد إقليم دونباس شرق أوكرانيا، تدفقاً كثيفاً للروس في ثلاثينيات القرن الماضي، حين عمد الاتحاد السوفيتي إلى تحويل الإقليم إلى منطقة صناعية، بينما ترك ملايين الفلاحين الأوكرانيين يموتون جوعاً في ما تعتبره الحكومة الأوكرانية وعدد من المؤرخين "إبادة جماعية".

واعتبرت الصحيفة مدينة ماريوبل "رمزاً للوحشية الروسية والمقاومة الأوكرانية" خلال حصار في الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، دمر أجزاءً واسعة من المدينة، بما في ذلك مجمع "آزوفستال" (Azovstal) الضخم لصناعة الصلب، أما اليوم، فيروج وكلاء العقارات لنقاء هواء المدينة. 

وأدى النزوح الجماعي والدمار الواسع إلى فتح سوق العقارات، فبينما بدأ العمال في رفع الأنقاض، سارع سماسرة العقارات إلى شراء العقارات بأسعار زهيدة من السكان الفارين. 

بيت الساعة

وفي كتيب دعائي، أشاد مطور عقاري بـ"الطراز المعماري المهيب" لمبنى وموقعه المتميز على بُعد 15 دقيقة سيراً من البحر، لكنه أضاف ملاحظة تحذيرية تقول إن المبنى تضرر خلال "أحداث عسكرية". 

لكن في الواقع، المبنى الذي كان قائماً هناك جرى هدمه بالكامل على يد مطورين عقاريين، بعد أن سيطرت روسيا على ماريوبل في هجوم أودى بحياة الآلاف ودمر البنية السكنية في المدينة الأوكرانية الساحلية. 

وبعد أن كان "بيت الساعة" أحد معالم التراث الفريد في ماريوبل ، بات اليوم رمزاً لتحويل روسيا للمدينة بما يخدم مصالحها الاقتصادية ومخططاتها السياسية. 

واعتبر سكان "بيت الساعة" أنفسهم محظوظين لأنهم نجوا من الموت، لكنهم اليوم مستبعدون من مشروع إعادة تطوير المبنى، الذي بيع بمعظمه للوافدين الجدد من روسيا. 

وشُيد "بيت الساعة" في خمسينيات القرن الماضي، وكان من أكثر الأماكن المرغوبة في مدينة ماريوبل التي كانت مزدهرة آنذاك. 

وفي عام 2021، جرى تركيب ساعة جديدة خلال أعمال ترميم لسقف المبنى وواجهته، وترافق ذلك مع عرض ضوئي اعتبره عمدة المدينة آنذاك، فاديم بويتشينكو، رمزاً لـ"عصر نهضة ماريوبول". 

وبعد أشهر قليلة، وجد السكان أنفسهم متكدسين في قبو المبنى مع حصار القوات الروسية للمدينة، وفي مارس 2022، أصاب صاروخ "بيت الساعة" مباشرة، محدثاً فجوة في هيكله. 

وتفرق سكان "بيت الساعة" بين أوكرانيا وروسيا ودول أوروبا، فيما بقي بعضهم في قبو المبنى إلى أن ظهرت فيه تسربات مائية خلال الصيف. 

ورغم الأضرار التي لحقت به، علق السكان آمالهم على القيمة التاريخية للمبنى لضمان الحفاظ عليه، إذ أُدرج ضمن خطة إعادة إعمار ماريوبل التي أقرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2022، وكان مخصصاً للترميم. 

لكن الجرافات وصلت في نهاية عام 2022، ووقف السكان عاجزين وهم يشاهدون المبنى يُهدم أمام أعينهم.

وظل السكان يتوقعون الحصول على شقق في المبنى الجديد، استناداً إلى مرسوم صدر في عام 2022 يضمن لهم الحق بالسكن مجدداً في موقع منازلهم السابقة، لكن ما لم يكن السكان على علم به أن المبنى خُصص لإعادة التطوير من قبل شركة تابعة لـRoskapstroy، المملوكة لوزارة البناء الروسية. 

بحسب الصحيفة الأميركية، بدأ الواقع يتكشف أمامهم عندما نشرت قناة في تطبيق "تليجرام" مخططات طوابق وصوراً رقمية للمبنى الجديد عام 2023، وكان المبنى الجديد أطول بعدة طوابق من المبنى الذي اعتادوا عليه، كما جاء تصميمه الداخلي مختلفاً تماماً، فبدلاً من الشقق الواسعة المكونة من غرفتي نوم، جرى تقسيمه في الغالب إلى وحدات صغيرة. 

وحاول السكان التواصل مع الشركة المطورة RKS Development، لكنهم قوبلوا بالتجاهل. وفي المقابل، افتتحت الشركة مكتباً لبيع الشقق قرب موقع البناء. وفرضت الولايات المتحدة لاحقاً في عام 2023، عقوبات على شركة Roskapstroy والشركات التابعة لها بسبب أنشطتها في ماريوبل.

تصنيفات

قصص قد تهمك