
قال الكرملين الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الصيني شي جين بينج، وأطلعه على نتائج المحادثة التي أجراها مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، فيما أشاد شي بالتواصل بين موسكو وواشنطن، في سبيل التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية
وأضاف الكرملين أن الزعيمين ناقشا "بعض القضايا الملحة على الأجندتين الثنائية والدولية، بما في ذلك في سياق الاستعدادات لزيارة بوتين المقبلة إلى الصين للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، والاحتفالات المتعلقة بالذكرى الثمانين للانتصار على اليابان، ونهاية الحرب العالمية الثانية".
بدوره، قال شي إن بكين سعيدة بالتواصل بين روسيا والولايات المتحدة وتحسن العلاقات بينهما للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، وفق ما نقلت "رويترز".
ونقل التلفزيون المركزي الصيني CCTV عن شي قوله لبوتين إن بكين "ستتمسك بموقفها المتمثل في ضرورة عقد محادثات سلام والتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع".
وذكر التلفزيون المركزي أن المكالمة جاءت بناءً على طلب من بوتين.
لقاء بوتين وترمب
وجاءت هذه المكالمة بعد إعلان الكرملين الخميس، أن بوتين سيلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الأيام القليلة المقبلة في مسعى لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
والخميس، قال ترمب إن لقاءه المرتقب مع بوتين "غير مشروط" بموافقة الأخير على عقد اجتماع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشدداً على عزمه بذل كل ما في وسعه لوقف القتال في أوكرانيا.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يجب على بوتين مقابلة زيلينسكي قبل أن الاجتماع معه، أجاب ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: "لا"، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي "يريد عقد لقاء معه، وسيفعل ما بوسعه لوقف القتل. والشهر الماضي وحده فقدوا 14 ألف قتيل، وهذا يعني أن كل أسبوع يُقتل 4 و5 آلاف شخص".
وعما إذا كان الموعد النهائي الذي حدده لبوتين في 8 أغسطس ما زال قائماً بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار في أوكرانيا، أجاب ترمب: "الأمر متروك له، وسنرى ما سيقوله، وأشعر بخيبة أمل كبيرة".
وانتهج ترمب أسلوباً أكثر مرونة تجاه موسكو بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير، لكنه عبر عن إحباطه المتزايد تجاه بوتين بسبب عدم إحراز تقدم نحو إحلال السلام، وهدد بفرض رسوم جمركية باهظة على الدول التي تشتري النفط الروسي، بما في ذلك الصين.
ورد قوه جيا كون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم على تعليقات ترمب قائلاً إن التعاون في مجالي التجارة والطاقة مع روسيا "عادل ومشروع".
وأضاف المتحدث في بيان صادر عن وزارة الخارجية "سنواصل اتخاذ التدابير المنطقية لضمان أمن الطاقة استنادا إلى مصالحنا الوطنية".
والاتصال الهاتفي الذي جرى اليوم بين شي وبوتين هو الثاني بينهما في أقل من شهرين.
لقاء بوتين وويتكوف
أعلن ترمب، الأربعاء، أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف عقد اجتماعاً "مثمراً جداً" مع بوتين، مشيراً إلى تحقيق "تقدم كبير" خلال اللقاء، وسط تلويح أميركي باحتمالية فرض "عقوبات ثانوية" على موسكو.
وأوضح ترمب على منصته "تروث سوشيال"، أنه أطلع عدداً من حلفاء بلاده الأوروبيين على نتائج الاجتماع، لافتاً إلى أن "الجميع متفق على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي"، وأن العمل سيتواصل لتحقيق ذلك "خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
قال مسؤول في البيت الأبيض، إن "اجتماع ويتكوف مع بوتين في موسكو كان جيداً"، مضيفاً أن "واشنطن لا تزال تخطط للمضي قدماً في فرض عقوبات ثانوية، الجمعة".
ووصف يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، المحادثات بين بوتين وويتكوف بـ"المفيدة وبناءة".
وقال أوشاكوف لمنصة "زفيزدا" الإعلامية الروسية، إن الجانبين ناقشا الحرب في أوكرانيا، وإمكانية تحسين العلاقات الأميركية-الروسية، مضيفاً أن موسكو تلقت "إشارات" محددة من ترمب، وبعثت برسائل في المقابل.
أما مبعوث الاستثمار الروسي كيريل ديميترييف، الذي استقبل ويتكوف عند وصوله موسكو وتجول معه في حديقة قرب الكرملين، فكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "الحوار سيسود".