
هدّد حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية جافين نيوسوم، الجمعة، بتفعيل إجراء يمهد لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في الكونجرس، إذا ما أقدم الجمهوريون في ولاية تكساس على تمرير خرائط جديدة للدوائر الانتخابية في الولاية تمنحهم 5 مقاعد إضافية في مجلس النواب.
ويسعى الجمهوريون بقيادة الرئيس دونالد ترمب إلى إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في الولايات الجمهورية لصالح حزبهم، بما يمنحهم مقاعد إضافية في مجلس النواب تحافظ على أغلبيتهم في المجلس بانتخابات التجديد النصفي في 2026، وهو ما دفع عدداً من حكام الولايات الديمقراطية وبينهم نيوسوم إلى التهديد بإجراء مماثل، إذا ما مضى الجمهوريون في خططهم.
ويمارس ترمب ضغوطاً مكثفة على حزبه وخاصة المشرعين المترددين منهم لإعادة تقسيم الدوائر لصالحهم، وقال ترمب الثلاثاء، إن الحزب الجمهوري "يستحق" خمسة مقاعد إضافية في تكساس.
وذكر "أكسيوس"، أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز (من نيويورك)، وأعضاء كتلته، "منسجمون مع الدعوات الشعبية إلى التصدي بقوة لأساليب الجمهوريين".
وعادةً ما ترسم الولايات دوائر انتخابية جديدة مرة كل عقد، بعد كل تعداد سكاني لتعكس التغيير في التركيبة السكانية، لكن تكساس تحركت لتغيير الخطوط قبل الموعد المحدد في 2030، ما أثار سلسلة من الجهود المماثلة في ولايات أخرى، وفق "واشنطن بوست".
"سنواجه النار النار"
وأضاف نيوسوم صوته إلى هذه الحملة، ودعا خلال مؤتمر صحافي الجمعة، مع قادة الديمقراطيين في كاليفورنيا، إلى إجراء انتخابات خاصة في الأسبوع الأول من نوفمبر.
وأضاف: "كاليفورنيا لن تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد هذه الديمقراطية وهي تذبل، سنواجه النار بالنار. سنفرض وجودنا، وسنستغل تأثيرنا بأقصى قوة ممكنة، وسيكون لذلك أثر عميق على النتائج الوطنية، وليس فقط هنا في ولاية كاليفورنيا".
والأحد الماضي، غادر نحو 50 مشرعاً ديمقراطياً من تكساس الولاية، لمنع تصويت مجلس نواب الولاية الجمهوري على إعادة تقسيم الدوائر.
والخميس، قال السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس جون كورنين، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI يعمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية للعثور عليهم.
واعتبر نيوسوم إعادة رسم الجمهوريين للخرائط الانتخابية في تكساس "مسألة وجودية"، مشدداً على ضرورة أن يستعيد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي 2026.
والخميس، قالت "واشنطن بوست"، إن الجمهوريين يستكشفون سبل إضافة مقاعد جديدة للحزب في ولايات مثل ميزوري وإنديانا وأوهايو قبل انتخابات التجديد النصفي، وإعادة رسم الخرائط بما يضيف 5 مقاعد في فلوريدا، حتى مع مواجهتهم عقبات قانونية.
وانضم جمهوريون آخرون في جميع أنحاء البلاد إلى المعركة، مطالبين بإجراء تغييرات قبل انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، لحماية الأغلبية الضئيلة للحزب الجمهوري في مجلس النواب، وبالتالي، أجندة ترمب.
جمهوريون يعارضون خطط إعادة الترسيم
ويشكك بعض الجمهوريين في مساعي إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، ويشعرون بالقلق من رد فعل الديمقراطيين الانتقامي في الولايات الزرقاء، ويترددون في تغيير الخطوط الانتخابية الراسخة.
وقال النائب دانيال ويبستر (جمهوري من فلوريدا) لصحيفة "فلوريدا بوليتكس": "أود التمسك بما توصلت إليه هنا، قد يخسر الجمهوريون في كاليفورنيا مع سعي الديمقراطيين هناك للحصول على مقاعد جديدة للحزب الديمقراطي رداً على الجمهوريين في تكساس".
بدوره، دعا النائب كيفن كيلي (جمهوري عن كاليفورنيا)، أحد الأعضاء العديدين الذين قد يستهدفهم ديمقراطيو كاليفورنيا، هذا الأسبوع رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلية حكيم جيفريز إلى "إنهاء هذه الفوضى".
وقال كيلي في مقابلة مع قناة MSNBC: "على رئيس مجلس النواب أن يتدخل ويُظهر بعض القيادة هنا، لأن حتى أعضاء مجلس النواب في الولايات التي قد تستفيد نظرياً وحسابياً من الخرائط الجديدة، لا يعجبهم ما يحدث أيضاً".
وفي نيويورك، قال النائب الجمهوري مايكل لولر، إنه يعارض سعي الجمهوريين في تكساس لتحقيق أفضلية، إذ جادل بأن الديمقراطيين قد ضيّعوا بالفعل فرص الحزب الجمهوري، ويستخدمون الآن مأساة تكساس "كغطاء لمحاولة تغيير خرائطهم"، على حد قوله.