
قالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنها ستزود سوريا بأنظمة أسلحة ووسائل لوجستية، بموجب اتفاق التعاون العسكري الذي جرى توقيعه بين البلدين في أنقرة الأربعاء، مشيرة إلى أنها ستدرب الجيش السوري على استخدام هذه المعدات إذا لزم الأمر.
وتعدّ تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أحد الحلفاء الرئيسيين لسوريا منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.
وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية في تصريحات للصحافيين، الخميس، إن "المذكرة تستهدف التنسيق والتخطيط للتدريب والتعاون العسكري، وتقديم الاستشارات وتبادل المعلومات والخبرات وضمان شراء المعدات العسكرية، وأنظمة الأسلحة والمواد اللوجستية، والخدمات ذات الصلة".
والأربعاء، وقّع وزير الدفاع التركي يشار جولر ونظيره السوري مرهف أبو قصرة في أنقرة، اتفاقية تعاون عسكري مشترك تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوري، وتطوير مؤسساته، وهيكليته، ودعم عملية إصلاح قطاع الأمن بشكل شامل.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، أن الاتفاقية تتضمن "التدريب والمشورة العسكرية"، كما أوضحت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الاتفاقية تنص على "تدريب وتقديم استشارات عسكرية على مستوى الوزارتين"، وتشمل دورات تدريبية، وبرامج دعم فني لتعزيز إمكانات الجيش السوري.
وتشمل الاتفاقية "التبادل المنتظم للأفراد العسكريين، للمشاركة في دورات تدريبية متخصصة، بهدف رفع الجاهزية العملياتية، وتعزيز القدرة على العمل المشترك"، و"التدريب على المهارات المتخصصة، من خلال برامج في مجالات مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية، واللوجستيات، وعمليات حفظ السلام، وفقاً لأفضل الممارسات الدولية".
وتنص الاتفاقية كذلك على "مساعدة فنية عبر إرسال خبراء مختصين لدعم عملية تحديث الأنظمة العسكرية، والهياكل التنظيمية، وقدرات القيادة".
وتم إبرام الاتفاق على هامش زيارة وفد سوري رفيع إلى تركيا، ضم أبو قصرة، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ومدير المخابرات حسين السلامة.
قوات سوريا الديمقراطية
وتحدّث المصدر عن الأوضاع في شمال سوريا، قائلاً إن "قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لم تف بأي من الشروط المنصوص عليها في اتفاق مارس مع دمشق"، معتبراً أن "أفعالها تقوض الوحدة السياسية في سوريا".
وأضاف: "نتوقع الالتزام الكامل بالاتفاق الموقّع وتنفيذه العاجل على أرض الواقع".
وانتقدت تركيا ما وصفته بعدم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس الماضي، بين دمشق و"قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، من أجل دمج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية.
ولوّحت تركيا بإمكانية تنفيذ عمل عسكري ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تعتبرها "منظمة إرهابية"، ونفذت ضدها عمليات عبر الحدود في الماضي.
وقالت أنقرة إن الاشتباكات بين "قوات سوريا الديمقراطية"، وقوات الحكومة السورية في وقت سابق من هذا الشهر، والمؤتمر الذي عقدته "قسد" للمطالبة بمراجعة الإعلان الدستوري السوري "تهدد سلامة أراضي البلاد".
وخلال زيارته إلى أنقرة، الأربعاء، حذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مما وصفها بـ"تدخلات خارجية تدفع نحو حرب أهلية" في بلاده، فيما قال نظيره التركي هاكان فيدان، إن أنقرة "ملتزمة بمساعدة سوريا لتجاوز الصعوبات والتحديات".