
وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف،والسفير الروسي في واشنطن ألكسندر دارشييف، إلى مدينة أنكوراج في ولاية ألاسكا، قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومعاهدات الحد من التسلح بين البلدين،
ومن المقرر أن تُعقد المحادثات المباشرة بين ترمب وبوتين في قاعدة إلمندورف العسكرية الأميركية، وسط "توقعات منخفضة"، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، نظراً لتباين وجهات النظر بشأن الصراع، وغياب أوكرانيا.
وقال لافروف لدى وصوله ألاسكا إن الكثير قد تم إنجازه خلال زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا الأسبوع الماضي، وأن الجانب الروسي يأمل في مواصلة هذه "المحادثة المفيدة" خلال القمة الروسية – الأميركية في ألاسكا.
وأضاف لافروف في حديث لقناة "روسيا 24" الروسية: "لدينا موقف واضح ومفهوم، وسنعرضه.. بذلنا جهوداً كبيرة لتوضيح موقف روسيا خلال زيارات ويتكوف إلى روسيا ونأمل في مواصلة هذا الحوار البناء".
جدول قمة ترمب وبوتين
وذكر البيت الأبيض أن ترمب سيغادر واشنطن 6:45 صباح الخميس بالتوقيت المحلي، متوجهاً إلى ألاسكا، على أن يعقد لقاء القمة في الساعة 11 صباحاً، بتوقيت ألاسكا (1900 بتوقيت جرينتش)، وذكر أن ترمب سيغادر الساعة 3:45 فجر اليوم التالي، عائداً إلى البيت الأبيض.
بدوره، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إن القمة ستُفتتح بمحادثة ثنائية مغلقة يشارك فيها، إلى جانب الزعيمين، المترجمون فقط.
وأوضح أن الموضوع المحوري سيكون تسوية الأزمة الأوكرانية، إلا أن بوتين وترمب سيتطرقان أيضاً إلى "مهام أوسع لضمان السلام والأمن، إضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية الراهنة والأكثر إلحاحاً".
ويضم الوفد الروسي الرسمي المشارك في القمة كلاً من لافروف، وأوشاكوف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، وكيريل ديميترييف الممثل الخاص للرئيس للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
وتسيطر روسيا حالياً على 19% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك كامل شبه جزيرة القرم، ومنطقة لوجانسك، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك زابوروجيا وخيرسون، وأجزاء من خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبيتروفسك.
ترمب: بوتين سيبرم اتفاقاً
وأبدى ترمب، الخميس، تفاؤله إزاء إمكان تحقيق السلام بين بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معرباً عن اعتقاده بأن نظيره الروسي سيبرم اتفاقاً بشأن أوكرانيا في النهاية، فيما ذكر الكرملين أن القمة ستتناول تسوية النزاع دون احتمالية توقيع أية وثائق.
ونوه الرئيس الأميركي إلى أنه في حال كان اجتماعه المرتقب مع بوتين "سيئاً، فسينتهي سريعاً، أما إذا كان جيداً فسيتم تحقيق السلام في المستقبل القريب".
وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لدينا اجتماع مع الرئيس بوتين، وأعتقد أنه سيكون اجتماعاً جيداً، لكن الاجتماع الأهم هو الاجتماع الثاني الذي نخطط له.. سنلتقي بالرئيس بوتين، والرئيس زيلينسكي، ومن الممكن حضور بعض القادة الأوربيين وربما لا".
وأشار إلى "اعتقاده بأن بوتين وزيلينسكي سيتوصلان إلى سلام"، مضيفاً: "سنرى إن كان بإمكانهم التوافق، وإذا حدث ذلك فقد يكون عظيماً".
وأعرب الرئيس الأميركي، عن رغبته بأن تدفع قمة ألاسكا "نحو تهيئة الأجواء للاجتماع التالي، الذي من المفترض أن يُعقد قريباً.. وأود انعقاده بالفعل، ربما في ألاسكا"، لكنه أعرب عن أسفه لأن الحرب في أوكرانيا تبيّن أنها أصعب في الحل مما كان يتوقع، وقال: "كنت أعتقد أن هذا سيكون الأسهل، لكنه في الواقع الأصعب".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان مستعداً لمنح بوتين قدرة الوصول إلى المعادن النادرة من أجل إنهاء الحرب، أجاب ترمب: سنرى ما سيحدث خلال هذا الاجتماع الكبير، وسيكون مهماً لروسيا ولنا، ونحن نسعى لإنقاذ الكثير من الأرواح".
جاءت تصريحات ترمب عشية قمة تجمعه ببوتين في ألاسكا، لكن التوصل إلى سلام سيتطلب على الأرجح عقد اجتماع ثان على الأقل بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.