
غادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض، الجمعة، متوجهاً إلى أنكوريج في ولاية ألاسكا، حيث سيعقد لقاء قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومعاهدات الحد من التسلح بين البلدين، وسط غياب أوكرانيا عن اللقاء.
وقبل مغادرته، كتب ترمب على منصة "تروث سوشيال": "رهانات عالية".
ويضم الوفد الأميركي في القمة 16 مسؤولاً أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، والخزانة سكوت بيسينت، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA جون راتلكيف، ووزير التجارة هوارد لوتنيك والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز سيسافرون مع ترمب للقاء بوتين.
وكان لافتاً غياب وزير الدفاع بيت هيجسيث عن الوفد، في ظل حضور الوزير الروسي أندريه بيلوسوف، لكن مسؤولاً بالبنتاجون، قال لـ"فوكس نيوز"، إن هيجسيث سيسافر إلى ألاسكا، ولكن على متن طائرة مختلفة.
والاجتماع الذي سيعقد في القاعدة الجوية المشتركة "إلمندورف"، والتي تعود إلى حقبة الحرب الباردة في ألاسكا، هو أول محادثات مباشرة بينهما منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير.
وسيعقد لقاء القمة في الساعة 11 صباحاً، بتوقيت ألاسكا (1900 بتوقيت جرينتش)، على أن يغادر ترمب الساعة 3:45 فجر اليوم التالي، عائداً إلى البيت الأبيض.
وستُفتتح القمة بمحادثة ثنائية مغلقة يشارك فيها، إلى جانب الزعيمين، المترجمون فقط.
ويأمل ترمب أن يحقق في اللقاء وجهاً لوجه، ما لم يتمكن من إنجازه عبر الهاتف مع بوتين، لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي سبق وأن قال قبل فوزه بالرئاسة، إنه سينهيها خلال 24 ساعة.
بوتين يتوقف شرق البلاد
وتوقف الرئيس فلاديمير بوتين في منطقة ماجادان الواقعة في أقصى شرق روسيا أثناء توجهه إلى ألاسكا، وذكر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن بوتين متواجد في مدينة ماجادان في إطار "جولة إقليمية كاملة"، تشمل زيارة إلى مصنع صناعي ولقاء مع حاكم المنطقة.
وتستغرق الرحلة حوالي ثماني ساعات من موسكو إلى ماجادان، ثم أربع ساعات إضافية من ماجادان إلى أنكوراج، ألاسكا، حيث تُعقد القمة.
وبسبب اختلاف المناطق الزمنية التي يعبرها، يتمتّع الرئيس الروسي بوتين عملياً بيومي جمعة، أحدهما في ماجادان، والآخر سيكون في ألاسكا، وفق CNN.
ويذكر أن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانياً مفاجئاً في شرق أوكرانيا قبيل القمة، في خطوة يُرجَّح أن تهدف إلى زيادة الضغط على كييف للتنازل عن جزء من أراضيها.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والسفير الروسي في واشنطن ألكسندر دارشييف، إلى مدينة أنكوراج بالفعل.
ويضم الوفد الروسي الرسمي المشارك في القمة كلاً من لافروف، ومساعد بوتين يوري أوشاكوف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، وكيريل ديميترييف الممثل الخاص للرئيس للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
تفاؤل ترمب باتفاق بين بوتين وزيلينسكي
وقبل ساعات من اللقاء، أبدى ترمب، تفاؤله إزاء إمكان تحقيق السلام بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معرباً عن اعتقاده بأن نظيره الروسي سيبرم اتفاقاً بشأن أوكرانيا في النهاية، فيما ذكر الكرملين أن القمة ستتناول تسوية النزاع دون احتمالية توقيع أية وثائق.
ونوه الرئيس الأميركي إلى أنه في حال كان اجتماعه المرتقب مع بوتين "سيئاً، فسينتهي سريعاً، أما إذا كان جيداً فسيتم تحقيق السلام في المستقبل القريب".
وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لدينا اجتماع مع الرئيس بوتين، وأعتقد أنه سيكون اجتماعاً جيداً، لكن الاجتماع الأهم هو الاجتماع الثاني الذي نخطط له.. سنلتقي بالرئيس بوتين، والرئيس زيلينسكي، ومن الممكن حضور بعض القادة الأوربيين وربما لا".
وأشار إلى "اعتقاده بأن بوتين وزيلينسكي سيتوصلان إلى سلام"، مضيفاً: "سنرى إن كان بإمكانهم التوافق، وإذا حدث ذلك فقد يكون عظيماً".
بوتين يعرض اتفاقاً للحد من التسلح
والخميس، قال بوتين إن واشنطن "تكثف جهودها لوقف القتال وإنهاء الأزمة الأوكرانية"، مؤكداً أنه لا يستبعد التوصل مستقبلاً إلى اتفاقيات جديدة للحد من التسلح.
وفي اجتماع عقده في الكرملين مع كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في روسيا، أوضح بوتين أنه أطلعهم على مستجدات المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، وكذلك على المحادثات الثنائية مع كييف.
وقال بوتين: "أود أن أطلعكم على المرحلة التي وصلنا إليها مع الإدارة الأميركية الحالية، التي، كما يعلم الجميع، تبذل في رأيي جهوداً نشطة ومخلصة لوقف القتال، وإنهاء الأزمة، والتوصل إلى اتفاقات تخدم مصالح جميع الأطراف المعنية بهذا النزاع".
وأضاف أن المناقشات مع الولايات المتحدة تهدف إلى "تهيئة شروط طويلة الأمد للسلام بين بلدينا، وفي أوروبا، والعالم بأسره.
وأشار بوتين إلى أن المرحلة التالية من المفاوضات مع الولايات المتحدة قد تكون التوصل إلى "اتفاقيات بشأن ضبط الأسلحة الاستراتيجية".
وتملك روسيا والولايات المتحدة أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، فيما يُعد معاهدة "ستارت الجديدة" آخر اتفاق قائم بين البلدين للحد من الأسلحة النووية، وتنتهي في 5 فبراير 2026.