
قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، إن حكومة بلاده مستعدة لنشر قوات بريطانية على الأرض في أوكرانيا، حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا.
وأضاف هيلي الذي حضر الجمعة، فعالية لإحياء الذكرى الـ 80 لانتصار الحلفاء على اليابان في الحرب العالمية الثانية، إن ما يسمى بـ"تحالف الراغبين" مستعد للتدخل في "اليوم الأول" لوقف إطلاق النار للمساعدة في إرساء السلام في أوكرانيا.
وأضاف هيلي في تصريحات لشبكة BBC: "في ظل ظروف وقف إطلاق النار، نحن مستعدون لنشر قوات بريطانية على الأرض في أوكرانيا. إنهم مستعدون للتدخل، ومستعدون للتحرك منذ اليوم الأول".
وأوضح أن التساؤلات حول ما ستفعله القوات البريطانية في أوكرانيا، حال تجدد الهجوم الروسي هي "افتراضية"، ولكن من المبادئ الراسخة أن "لأي قوات بريطانية الحق في الدفاع عن نفسها، حال تعرضها للهجوم".
وأكد هيلي أن الهدف الرئيسي لـ"تحالف الراغبين" الذي حاولت بريطانيا وفرنسا تشكيله هو "المساعدة في توفير الطمأنينة لأوكرانيا في حين تساعد في إعادة بناء قواتها المسلحة لتوفير الردع المستقبلي لروسيا".
وقال: "في النهاية، إن أقوى رادع ضد روسيا التي تعيد غزو أوكرانيا أو تعيد تنظيم صفوفها وتشن عدوانها عليها هو قوة أوكرانيا"، موضحاً أن أكثر من 200 مُخطط عسكري من 30 دولة عملوا معاً في الأشهر الأخيرة على "تخطيط مُفصل لنقطة وقف إطلاق النار".
وأضاف أن القوات متعددة الجنسيات ستدعم "سماوات وبحار آمنة لأوكرانيا"، لكن التركيز ينصبّ على إعادة بناء "القوات الأوكرانية بنفسها".
مباحثات بريطانية-أوكرانية
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في وقت لاحق الجمعة، إن بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا "في يوم مهم لمستقبلها ومستقبل الأمن الأوروبي".
وأضاف لامي في حسابه على منصة "إكس": "جددت في مناقشاتي اليوم (الجمعة) مع نظيري الأوكراني أندريه سيبيها دعمنا الدائم والتزامنا بالعمل مع الولايات المتحدة وأوكرانيا لضمان سلام عادل ودائم".
وفي وقت سابق الجمعة، قال سيبيها: "ناقشت مع نظيري البريطاني سبل تعزيز الدعم لأوكرانيا خاصة المساعدات المالية طويلة الأجل".
قمة ترمب وبوتين
وتأتي تعليقات هيلي في وقت يستعد فيه ترمب للقاء الرئيس الروسي في أنكوريج، ألاسكا، الجمعة، لإجراء أول محادثات رفيعة المستوى وجهاً لوجه منذ الغزو الشامل الذي شنته موسكو في فبراير 2022.
ويأتي لقاء القمة المنتظر وسط شبه إجماع أوروبي أوكراني على أن الاجتماع سيخرج بوتين من عزلته الدبلوماسية عن الغرب، وتخوفات من أنه قد يمنحه فرصة للتأثير على ترمب.
وجمعت بريطانيا وفرنسا مؤتمر السلام جزئياً استجابةً لمخاوف في وقت سابق من هذا العام، بعد استعداد ترمب لسحب المساعدات والدعم العسكري من كييف، ما يدل على استعداد القوى الأوروبية للتدخل إذا أمكن التوصل إلى اتفاق سلام.
وأبلغ رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر، ترمب هذا الأسبوع في مكالمات هاتفية قبل الاجتماع أن القوات الأوروبية ستتولى "النصيب الأكبر" من مهام حفظ السلام، حيث سعى القادة للحصول على تطمينات من ترمب بأن الولايات المتحدة ستساعد في "الضمانات الأمنية".
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال 3 مسؤولين أوروبيين، إن ترمب صرّح بانفتاحه على هذه الضمانات طالما أنها غير تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، رغم أن واشنطن لم تكن واضحة بشأن معنى ذلك عملياً.
ولا يُتوقع نشر قوات أميركية في أوكرانيا، لكن القوى الأوروبية غالباً ما تعتمد على الولايات المتحدة في الدعم اللوجستي والاستخباراتي، ويُفهم أن مخاوف ترمب بشأن الناتو تتركز على مخاوفه من إمكانية جره إلى مواجهة مع روسيا.
وأصبح البيت الأبيض أكثر تصالحاً مع أوروبا بشأن المسائل العسكرية، بعد أن تعهدت غالبية الدول الأعضاء في الناتو بزيادة الإنفاق المتعلق بالدفاع والأمن إلى ما يصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المُقبل.
وتبحث قمة آلاسكا إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط "توقعات منخفضة"، بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، نظراً لتباين وجهات النظر بشأن الصراع، وغياب أوكرانيا عن الاجتماع المنتظر مساء الجمعة.