
بينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدرج قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" المشتركة في ولاية ألاسكا، الجمعة، حلقت قاذفة شبح من طراز B-2 في السماء، محاطة بأربع طائرات من طراز F-35، في رمزية تحمل معنييْن إما ترحيب حار أو استعراض للقوة، حسبما أفادت به شبكة Fox News.
ورفع بوتين عينيه إلى السماء بينما كانت الطائرات تحلق في السماء وهو يسير بجانب ترمب، ثم أدلى بتعليق للرئيس الأميركي.
وبعد مراسم الاستقبال القصيرة على مدرج المطار، سار بوتين إلى جانب ترمب، قبل التوجه إلى منصة تحمل شعار القمة، فيما مرّت سيارة الليموزين الرئاسية المدرعة الثقيلة بجانب طائرات مقاتلة أميركية مصطفة على الأرض في تشكيل صامت، وكان وجودها تذكيراً بصرياً آخر بالمخاطر المحيطة بالمحادثات.
واستغلّ المتفرجون في أنكوريج وعبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه اللحظة بسرعة، إذ وصفها كثيرون بـ"الاستعراض الجنوني"، مشيرين إلى التاريخ القتالي الحديث لقاذفة B-2.
واختيرت قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون"، الواقعة على مشارف أنكوريج، لأمنها المتين وموقعها الاستراتيجي ودلالتها الرمزية، فهي أقرب جغرافياً إلى روسيا من واشنطن العاصمة، ومع ذلك تقع على الأراضي الأميركية.
عرض رمزي أم استعراض قوة؟
وكان هذا العرض رمزياً بقدر ما كان استعراضاً للقوة، ويعد تذكيراً واضحاً بالقدرة العسكرية الأميركية في اللحظة التي كان الزعيمان يستعدان فيها لمناقشة مستقبل الأمن العالمي.
وقبل شهرين فقط، لعبت طائرة الشبح دوراً محورياً في الضربات الأميركية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية حين ألقت قنابل خارقة للتحصينات.
وتُعد طائرة B-2 سبيريت، التي بنتها شركة "نورثروب جرومان"، واحدة من أكثر الطائرات تطوراً على الإطلاق، إذ أنها قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الكثيفة وضرب الأهداف في أي مكان بالعالم دون الحاجة إلى التزود بالوقود، كما أن تصميمها المميز على شكل جناح طائر وطلائها الماص للرادار يجعلها شبه مخفية عن رادارات العدو.
وبمدى يزيد عن 6 آلاف ميل بحري وقدرتها على حمل أسلحة تقليدية ونووية، تُعدّ قاذفة B-2 عنصراً أساسياً في الثالوث النووي الأميركي، ولم يُصنع منها سوى 21 قاذفة، ولم يتبقَّ منها في الخدمة سوى أقل من 20 قاذفة، ما يجعل أي ظهور علني تصريحاً نادراً ومتعمداً.
وتوجه الزعيمان إلى قاعة اجتماعات آمنة في القاعدة، وبدأت المناقشات حوالي الساعة 3:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، إذ قال ترمب إنه يعتزم التحضير لقمة مستقبلية تضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأكدت القمة على أهمية اللقاء، الذي يعد الأول والمباشر بين ترمب وبوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام.