أوروبا تخطط لـ"مؤازرة" زيلينسكي في لقاء ترمب المرتقب بعد قمة ألاسكا

"شخصيات بارزة" سترافق الرئيس الأوكراني إلى واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 7
عدد من القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية في تيرانا بألبانيا. 16 مايو 2025 - Reuters
عدد من القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية في تيرانا بألبانيا. 16 مايو 2025 - Reuters
برلين/ دبي -رويترزالشرق

قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، السبت، إن المسؤولين الأوروبيين سيقررون في مطلع الأسبوع ما إذا كان مسؤولون أوروبيون سيرافقون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، في أعقاب قمة ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  فيما قالت مصادر، إن الأوربيين يخططون لإرسال "شحصيات بارزة" لتعزيز موقف كييف خلال الزيارة.

وأثار لقاء الرئيس الأميركي ترمب مع نظيره الروسي بوتين، الجمعة، مخاوف أوروبية واسعة، بشأن احتمالية ألا يحظى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمعاملة ودّية مماثلة، ما دفع القادة الأوروبيين إلى التحرك سريعاً لتعزيز موقف كييف قبيل لقائه المرتقب مع ترمب في واشنطن، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية. 

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان المستشار الألماني فريدريش ميرتس يمكن أن يرافق زيلينسكي إلى واشنطن، قال فاديفول، إن الكثير من الأوروبيين سيكونون على استعداد للسفر مع الرئيس الأوكراني إذا تم اتخاذ هذا القرار.

وأفاد فاديفول لهيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية ARD: "سيتم الاتفاق على ذلك في مطلع الأسبوع، واستعداد فريدريش ميرتس لتحمل المسؤولية واضح، وأظهر ذلك بوضوح شديد في الأيام القليلة الماضية. سنناقش هذا الأمر معاً". 

مؤازرة زيلينسكي

ونقلت المجلة، السبت، عن دبلوماسيين أوروبيين ومصدر مطّلع على الملف، أن أوروبا تُخطط لإيفاد أحد أبرز الشخصيات المقربة من ترمب، وهو الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، لمرافقة زيلينسكي خلال زيارته إلى واشنطن، الاثنين المقبل، حيث من المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأميركي. 

ويهدف هذا التحرك، وفقاً لـ"بوليتيكو"، إلى المساهمة في تهدئة أي توتر محتمل بين ترمب وزيلينسكي، وكذلك الدفع باتجاه إشراك الأوروبيين في أي محادثات مقبلة تتعلق بمستقبل الأزمة الأوكرانية.

وأشارت إلى أن لقاء ترمب وبوتين الذي عُقد في ألاسكا، الجمعة، لم يُسفر عن اختراقات حقيقية، ما أضفى مزيداً من الغموض على المسار الدبلوماسي المقبل.

وأكد ترمب عقب اللقاء، أنه سيجتمع مع زيلينسكي في واشنطن، الاثنين، وأنه سيحاول لاحقاً عقد جلسة ثلاثية تجمعه بالرئيسين الروسي والأوكراني، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام.

وترى أوروبا وأوكرانيا في هذه القمة محطة حاسمة لضمان عدم استجابة ترمب لأي مطالب روسية "غير مقبولة"، وعلى رأسها التنازل عن أراضٍ أوكرانية لصالح موسكو، التي تفرض سيطرة جزئية على بعض تلك المناطق.

كما يسعى الحلفاء الأوروبيون إلى تجنّب تكرار سيناريو اللقاء السابق بين ترمب وزيلينسكي، الذي جرى في البيت الأبيض خلال فبراير الماضي، والذي وُصف بأنه "كارثي"، بعدما تسبّب في تراجع العلاقات بين الطرفين لأشهر، بحسب المجلة.

مشاركة محتملة لأمين عام الناتو

وأشارت "بوليتيكو"، نقلاً عن مصدر مطّلع، إلى احتمال انضمام الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، الذي يتمتّع بعلاقة قوية مع ترمب، إلى الوفد المتوجّه إلى واشنطن.

وقالت كاميل جراند، وهي مسؤولة سابقة رفيعة في الناتو على تواصل مباشر مع مسؤولين أوروبيين مشاركين في المشاورات، إن "نتائج قمة ألاسكا أثارت قلقاً كبيراً في أوروبا، إذ بدا أن ترمب تبنّى العديد من طروحات بوتين".

وأضافت جراند: "الاجتماع لم يُعتبر كارثة كاملة، لكن الأوروبيين يشعرون بقلق واضح حيال الاتجاه العام للمفاوضات، ولهذا يسعون جاهدين لتجنّب أزمة جديدة خلال زيارة زيلينسكي".

ورغم اللهجة الإيجابية التي تبنّاها المسؤولون الأوروبيون والأوكرانيون علناً، فقد أعربوا في الكواليس عن قلقهم من الترحيب الذي حظي به بوتين في الغرب، والذي منح الرئيس الروسي مظهراً من مظاهر الشرعية الدولية، دون أن يُقدم على أي خطوات فعلية نحو السلام، الذي تطالب به واشنطن وأوروبا وكييف.

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول أوروبي قوله: "المخاوف كانت قائمة طوال هذا العام، ولقاء الجمعة لم يُسهم في تهدئتها".

ولفتت المجلة إلى التغيّر المتكرر في مواقف ترمب تجاه الحرب، ففي حين كان يُحمّل أوكرانيا مسؤولية اندلاع النزاع خلال الأشهر الماضية، اتّخذ موقفاً أكثر انتقاداً لبوتين قبيل القمة، ووصل الأمر إلى تحذير موسكو من "عواقب وخيمة" إذا لم تُوقف الحرب بعد اللقاء.

لكن بعد ساعات من المحادثات في ألاسكا، تراجع ترمب عن مطلب وقف إطلاق النار الفوري، وأعاد التأكيد على أن إنهاء القتال "مسؤولية أوكرانية"، داعياً كييف إلى "قبول الصفقة"، دون أن يُفصح عن تفاصيل ما اقترحه بوتين.

كما كشف ترمب، بعد القمة، عن تفاوضه مع بوتين بشأن تبادلات أراضٍ، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

تحالف الراغبين

وفي سياق متصل، ذكرت المجلة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، سيقودان، الأحد مؤتمراً عبر الهاتف، يضم ما يُعرف بـ"تحالف الراغبين"، وهم مجموعة من الدول التي أبدت استعدادها لتقديم دعم عسكري وأمني لأوكرانيا بعد نهاية الحرب.

وقبيل القمة، أعلن ترمب تأييده لأن تلعب الولايات المتحدة دوراً في تقديم "ضمانات أمنية" لكييف، في شكل التزامات لردع موسكو عن تكرار الهجوم، ورحّب قادة دول شمال أوروبا ودول البلطيق (إستونيا وليتوانيا ولاتفيا) بهذه التصريحات، بعد اتصالات أجراها ترمب مع عدد من المسؤولين الأوروبيين، مساء الجمعة.

ورغم أن ترمب كثّف مشاوراته مع الأوروبيين قبل وبعد لقائه مع بوتين، وهو أمر غير معتاد، فإن هذه الاتصالات لم تؤتِ ثماراً ملموسة، وفقاً للمجلة.

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤولين أوروبيين قولهم، إنهم شعروا بالارتياح لعدم توصّل ترمب إلى اتفاق مباشر مع بوتين، لكنهم أعربوا في الوقت ذاته عن خيبة أملهم حيال تأجيل طرح عقوبات ثانوية صارمة، كانت تستهدف الدول التي تواصل شراء النفط الروسي.

وقال جوزيبي سباتافورا، وهو مسؤول سابق في الناتو، إن "الأوروبيين يسعون للتأثير قدر الإمكان على مسار المفاوضات، لأنهم يدركون أن ترمب يفضّل إدارة الملف بهذه الطريقة، ولا يرغبون في ترك زمام المبادرة لبوتين".

وأضاف: "عموماً، الأوروبيون يتواصلون مع ترمب أكثر بكثير مما فعلوا خلال المئة يوم الأولى من ولايته، وهو أمر إيجابي، لديهم نفوذ، لكنه محدود".

وشهدت زيارة زيلينسكي الأخيرة إلى المكتب البيضاوي في فبراير الماضي توتراً حاداً، بعدما وجّه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ولاحقاً ترمب، انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني، متهمينه بعدم إظهار الامتنان الكافي للدعم الأميركي لبلاده منذ اندلاع الغزو الروسي في فبراير 2022، والمبالغة في الدفاع عن موقف دبلوماسي وصفاه بـ"الضعيف". كما زادت الأجواء توتراً بسبب اختيار زيلينسكي الظهور بزي غير رسمي، بدلًا من ارتداء بدلة رسمية.

إلا أن العلاقات بين ترمب وزيلينسكي شهدت تحسناً في الاجتماعات الأخيرة، في ظل مساعٍ من حلفاء كييف لتقريب وجهات النظر، وتزامناً مع تصاعد إحباط الرئيس الأميركي من بوتين. 

تصنيفات

قصص قد تهمك