ماكرون يشكك في استعداد بوتين للسلام في أوكرانيا.. ويرفض مقترح تبادل الأراضي

الرئيس الفرنسي: التهديد الروسي يتجاوز أوكرانيا.. وعلينا مواصلة الضغط على موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماعات البيت الأبيض بشأن أوكرانيا، 18 أغسطس 2025 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماعات البيت الأبيض بشأن أوكرانيا، 18 أغسطس 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

شكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في استعداد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لحل النزاع مع أوكرانيا، وذلك في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره الروسي الاثنين، خلال استضافته لزعماء أوروبيين في البيت الأبيض، لترتيب لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال ماكرون في مقابلة مع برنامج Meet the Press على NBC News، عقب الاجتماع رفيع المستوى في البيت الأبيض: "عندما أنظر إلى الوضع والوقائع، لا أرى الرئيس بوتين مستعداً بجدية لإحلال السلام الآن… لكن ربما أكون متشائماً أكثر مما يجب".

وأضاف ماكرون أن "التفاؤل الذي يبديه رئيسكم (في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب) يجب أن يؤخذ على محمل الجد. فإذا كان يعتقد أنه قادر على التوصل إلى اتفاق، فهذا خبر عظيم، وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق اتفاق جيد".

وقال الرئيس الفرنسي إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تمارس ضغوطاً على روسيا وبوتين لإيجاد حل، بما في ذلك فرض المزيد من العقوبات.

وأضاف: "علينا أن نزيد العقوبات، سواءً الثانوية أو الأساسية" في حال لم يسفر الاجتماع الثنائي الذي أعلن ترمب عقده بين بوتين وزيلينسكي عن تقدم، وإذا تعثر الاجتماع الثلاثي "أو إذا لم يلتزم الروس بهذا المسار".

وحضر ماكرون إلى البيت الأبيض برفقة وفد أوروبي رفيع المستوى ضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، لمؤازرة الرئيس الأوكراني خلال اجتماعه مع ترمب.

ضمانات أمنية لأوكرانيا

وتابع: "هناك معتدٍ، وهو روسيا. هناك دولة قررت قتل الناس، وخطف الأطفال، ورفضت وقف إطلاق النار والسلام. لذلك لا يمكننا أن نضع أوكرانيا وروسيا على قدم المساواة".

وقال ماكرون، بعد اجتماعه مع ترمب وزيلينسكي وكبار القادة الأوروبيين، إنه لا بد من تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا تحول دون أي هجمات روسية مستقبلية قد تُطيل أمد النزاع أو تشعل حرباً جديدة.

وأضاف: "إذا أُبرم أي اتفاق سلام من دون ضمانات أمنية، فلن تحترم روسيا كلمتها، ولن تلتزم بتعهداتها".

واعتبر ماكرون تصريح ترمب بأن أحد أبرز النقاط التي ناقشها في لقائه مع بوتين، الجمعة، تمثلت في موافقة الأخير على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا "أمراً مبشراً".

وحول احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، قال ماكرون: "آمل ذلك"، مشيراً إلى أن روسيا شنت ضربات في أوكرانيا بينما كان وفد القادة الأوروبيين في الولايات المتحدة.

وأضاف: "من المستحيل على أي رئيس لأوكرانيا ومسؤوليها أن يتحدثوا عن السلام فيما بلادهم تتعرض للتدمير، ومدنييها يُقتلون".

"لا تبادل لأي أراضٍ"

وشنت روسيا عشية المحادثات هجمات دامية في خاركيف وزابوريجيا، في محاولة على ما يبدو للضغط على زيلينسكي لقبول ما يُعتقد أنها مطالب روسية واسعة تتعلق بأراضٍ محتلة في أوكرانيا، وفق NBC NEWS.

وشدد ماكرون على أنه لا ينبغي القبول بأي "تبادل أراضٍ"، كما اقترح ترمب، خصوصاً أن الحرب التي أشعلتها روسيا شهدت فترات طويلة لم تتمكن خلالها قواتها من إحراز مكاسب ميدانية بارزة على الأراضي الأوكرانية.

وقال: "لا أرى أي تبادل في المقترح الروسي، سوى مقارنة بما كانوا يريدونه في البداية". وأضاف: "اليوم، عندما نتحدث عن الأراضي، فهذا شأن يخص الرئيس الأوكراني والشعب الأوكراني".

ويُعد ماكرون من أكثر القادة الأوروبيين صراحةً بشأن الحرب، إذ قال في خطاب ألقاه في مارس الماضي إن روسيا تمثل تهديداً للقارة بأكملها.

وجدد، الاثنين، التأكيد على أن هذا التهديد يتجاوز حدود أوكرانيا. 

وقال: "ما يحدث في أوكرانيا مهم للغاية بالنسبة للشعب الأوكراني، لكنه في غاية الأهمية أيضاً لأمن أوروبا كلها، لأننا نتحدث عن احتواء قوة نووية قررت ببساطة عدم احترام الحدود الدولية بعد الآن. وأعتقد أن الأمر مهم أيضاً لبلادكم (الولايات المتحدة)، لأنه يتعلق بالمصداقية".

وتابع: "الطريقة التي سنتصرف بها في أوكرانيا ستكون اختباراً لمصداقيتنا الجماعية أمام العالم".

تصنيفات

قصص قد تهمك