الصين وكوريا الجنوبية على مسار تحسين العلاقات بعد سنوات من الفتور

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال استقباله رئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية السابق بارك بيونج-سيوج، 24 أغسطس 2025 - Reuters
وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال استقباله رئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية السابق بارك بيونج-سيوج، 24 أغسطس 2025 - Reuters
دبي-الشرق

قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، الأحد، إن العلاقات بين بكين وسول عند "مفترق طرق حاسم"، داعياً كوريا الجنوبية إلى دفع العلاقات الثنائية "في المسار الصحيح"، وذلك خلال لقائه مبعوثي الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي-ميونج.

وأضاف وانج مخاطباً الوفد الزائر برئاسة رئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية السابق بارك بيونج-سيوج: "العلاقة بين (الصين وكوريا الجنوبية) عند مفترق طرق حاسم من أجل تحسينها وتطويرها".

وتزامن الاجتماع الصيني الكوري الجنوبي مع الذكرى الـ33 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين، في أحدث إشارة إلى مساعٍ لإعادة ضبط العلاقات مع القيادة الجديدة في سول برئاسة لي، بعد سنوات من الفتور في ظل ميول سلفه يون سوك-يول الجيوسياسية نحو واشنطن وطوكيو، حسبما نقلت "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

وأشار وانج إلى أن سياسة بكين تجاه كوريا الجنوبية "حافظت على الاستقرار والاستمرارية"، وفقاً لما جاء في بيان وزارة الخارجية الصينية الصادر الاثنين.

وقال وانج يي للوفد الكوري الجنوبي: "يتعين على الجانبين أن يتمسكا باتجاه الصداقة، ويوسعا المصالح المشتركة، ويحسّنا مشاعر شعبي البلدين، ويعالجا القضايا الحساسة بشكل مناسب، ويدفعا نحو التقدم المستقر والمستدام للعلاقات الثنائية على المسار الصحيح".

تصحيح مسار التعاون

في المقابل، قال رئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية السابق بارك بيونج-سيوج، إن سول مستعدة لإعادة الشراكة الاستراتيجية التعاونية بين البلدين "إلى مسارها الصحيح" من خلال تعزيز التبادلات رفيعة المستوى، والتعاون العملي، وروابط التواصل بين الشعوب، وذلك بحسب البيان الصيني.

وخلال تسليمه رسالة شخصية من الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي-ميونج إلى نظيره الصيني شي جين بينج أثناء الاجتماع، قال بارك إن الرئيس الكوري وجه مجدداً دعوة إلى شي لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقررة في أواخر أكتوبر، وفق ما ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الأحد.

ومن المتوقع أن يشكّل هذا الحدث، الذي سيُعقد في مدينة غيونججو الكورية الجنوبية، منصة محتملة لقمة طال انتظارها بين شي والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأبلغ بارك الوزير الصيني أن سول راغبة في تطوير علاقاتها مع الصين وغيرها من القوى الكبرى "بالتوازي" للحفاظ بشكل مشترك على السلام والاستقرار الإقليمي، وفق البيان الصيني.

وبعد تعهده الشهر الماضي بإصلاح العلاقات مع بكين، كثف لي حملته لما سماه "الدبلوماسية البراجماتية"، في محاولة لتحقيق توازن دقيق بين علاقات البلاد مع أكبر شريك تجاري لها (الصين) وحلفائها التقليديين، الولايات المتحدة واليابان.

وفي اليوم نفسه الذي توجه فيه مبعوثوه إلى بكين، كان لي يختتم زيارته إلى طوكيو، وهي أول زيارة خارجية للرئيس الكوري الجنوبي الجديد منذ توليه منصبه قبل أكثر من شهرين.

صعود الصين

وأصبح لي أول رئيس كوري جنوبي منذ عام 1965 (العام الذي أقامت فيه البلاد علاقات دبلوماسية رسمية مع اليابان) لا يجعل الولايات المتحدة محطته الخارجية الأولى بعد تسلم مهامه.

وبعد محادثاته مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا السبت، أصدرت الدولتان بياناً مشتركاً لنتائج القمة لأول مرة منذ 17 عاماً، جاء فيه أنه "من الأهمية بمكان تعزيز التعاون الراسخ بين كوريا واليابان والولايات المتحدة في ظل الوضع الدولي سريع التغير".

كما اتفقت اليابان وكوريا الجنوبية، وهما حليفتان لواشنطن بموجب معاهدات أمنية، على التعاون لعقد قمة ثلاثية بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية في اليابان هذا العام، رغم أنه لم يتم تحديد موعدها.

وكان وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو هيون قد قال، خلال زيارة للولايات المتحدة الشهر الماضي، إن سول "أصبحت أكثر يقظة تجاه صعود الصين وتحدياتها، ولكن… نريد الحفاظ على علاقة جيدة".

وفي أواخر يوليو، تجمع آلاف المتظاهرين أمام السفارة الصينية في سول، للتنديد بما اعتبروه تنامياً لنفوذ الحزب الشيوعي الصيني في كوريا الجنوبية، ما دفع بكين إلى تقديم "احتجاجات رسمية".

وندد لي بالمظاهرات المناهضة للصين في عدة أماكن، معتبراً أنها "تجاوزت حدود حرية التعبير".

وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين بكين وسول في التحسن منذ أن تولى لي، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه براجماتي يميل للتقارب مع الصين، منصبه في أوائل يونيو.

وقال السفير الصيني في سول، داي بينج الأحد، إنه منذ تولي الحكومة الكورية الجنوبية الجديدة مهامها، حققت العلاقات الصينية-الكورية الجنوبية "بداية جيدة".

كما أعلنت كوريا الجنوبية هذا الشهر، أنها ستمنح دخولاً بلا تأشيرة للمجموعات السياحية القادمة من الصين ابتداءً من 29 سبتمبر وحتى يونيو من العام المقبل.

تصنيفات

قصص قد تهمك