غضب بين صحافيي لبنان بعد "إهانة" من المبعوث الأميركي.. والرئاسة تأسف لكلام ضيفها

time reading iconدقائق القراءة - 4
المبعوث الأميركي الخاص توم باراك خلال مؤتمر صحافي بالقصر الرئاسي في بعبدا، بينما تقف بجواره نائبة المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، لبنان. 26 أغسطس 2025 - REUTERS
المبعوث الأميركي الخاص توم باراك خلال مؤتمر صحافي بالقصر الرئاسي في بعبدا، بينما تقف بجواره نائبة المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، لبنان. 26 أغسطس 2025 - REUTERS
دبي/ بيروت-الشرقمها حطيط

أثارت تصريحات للمبعوث الأميركي توم باراك، الثلاثاء، وصف فيها سلوك الصحافيين اللبنانيين بـ"الحيواني"، موجة انتقادات واسعة في بيروت، فقد عبّرت الرئاسة اللبنانية عن أسفها للوصف الذي وُجِّه للإعلاميين، فيما طالبت نقابة محرري الصحافة باعتذار علني من باراك، ولوّحت بخطوات تصعيدية.

وقالت نقابة محرري الصحافة اللبنانية، في بيان، إن الإعلام اللبناني تعرض خلال مؤتمر صحافي في القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا لمعاملة "خارجة عن أصول اللياقة والدبلوماسية"، مشيرة إلى أنه "من المؤسف أكثر أنها صدرت عن مبعوث دولة عظمى يقوم بدور دبلوماسي كما هو معروف".

واستغربت النقابة أن "يبادر باراك بوصف تصرّف رجال وسيدات الإعلام في القصر الجمهوري "بالحيواني"، مؤكدة أن الأمر" غير مقبول على الإطلاق، بل مستنكر جداً".

وذكرت النقابة أن البيان "موجّه إلى شخص باراك خاصة، وإلى مسؤولي الدبلوماسية الأميركية عموماً"، داعية فيه إلى تصحيح ما بدر عنه من خلال إصدار بيان اعتذار علني".

ورأت النقابة أن "عدم صدور مثل هذا البيان قد يدفع نقابة محرري الصحافة اللبنانية إلى الدعوة لمقاطعة زيارات واجتماعات الموفد الأميركي كخطوة أولى على طريق إفهام من يلزم أن كرامة الصحافة والصحافيين ليست رخيصة، ولا يمكن لأي موفد مهما علت درجته أن يتجاوزها".

وقبل بدء طرح الأسئلة على باراك في المؤتمر الصحافي بالقصر الرئاسي، وبسبب ضجيج داخل القاعة قال المبعوث الأميركي للصحافيين: "عليكم التصرف بحضارة ولطف، وأنه في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضوي حيواني سنذهب من هنا"، ما أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي استنكاراً لطريقة حديث باراك مع الصحافيين.

الرئاسة اللبنانية تأسف للواقعة

بدورها، عبّرت رئاسة الجمهورية اللبنانية، عن أسفها بشأن الوصف الذي صدر من قبل المبعوث الأميركي توم باراك، وذلك بعد أن وجّه إساءة إلى الإعلاميين والصحافيين في القصر الرئاسي، مشددة على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان: "نجدد تقديرنا الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لدينا بشكل خاص" موجهة إليهم كل التحية على جهودهم، وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني.

"كرامة الإعلام اللبناني" 

وفي السياق، عبر مكتب وزير الإعلام بول مرقص، عن أسفه لما بلغه من تصريح صدر عن أحد الموفدين الأجانب تجاه مندوبي وسائل الإعلام في القصر الرئاسي.

وقال البيان: "يأسف مكتب وزير الإعلام بول مرقص، الموجود خارج لبنان، لما بلغه من تصريح صدر عن أحد الموفدين الأجانب تجاه مندوبي وسائل الإعلام في القصر الجمهوري". 

وأضاف: "نؤكد على أن الإعلام اللبناني والزميلات والزملاء الإعلاميين يقومون برسالة نبيلة في نقل الخبر والحقيقة، رغم كل الصعوبات والتحديات، ضمن المهنية والالتزام"، مشدداً على أنّه يحرص على كرامة كل فرد منهم ومكانتهم على نحو مطلق ويعتزّ بهم.

فيما قالت النائبة اللبنانية المستقلة بولا يعقوبيان، الثلاثاء، إن ما صدر عن باراك "مُستهجَن، ولا ينتقص من مكانة الصحافة اللبنانية، بل يكشف مدى انهيار صورة الدبلوماسية الغربيّة، وانحطاطها في أبسط قواعد الاحترام والتخاطب الدبلوماسي".

وأضافت: "الصحافة في لبنان، رغم كلّ الصعوبات، تبقى ركيزة الحرية وصوت الناس، أما ذهنية الاستعلاء والتعاطي المتعجرف مع هذا البلد وصحافته، فهي سقوط مدوٍّ أخلاقياً ودبلوماسياً قبل أن تكون إساءة للصحافة اللبنانيّة".

وقال النائب غياث يزبك على منصة "إكس": "مهما علا شأن الشخصية السياسية أو غير السياسية، ومهما بلغ انزعاجها من الإعلاميين، فللجسم الصحافي وممثلي وسائل الإعلام حصانتهم".

وأضاف: "أمام هذه الحصانة  تتهاوى الأمزجة وتنهار الفوقيات، ما قاله توم باراك للصحافيين، ومن قصر بعبدا، مرفوض ويتعين عليه الاعتذار، وعلى الصحافة، إن لم يحصل ذلك، أن تتوقف عن تغطية ما تبقى من نشاطه، وكل نشاط مقبل له، فالبكاء من دون موقف يشجع المرتكب على المزيد".

تصنيفات

قصص قد تهمك