
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إن بلاده تخطط لشن ضربات جديدة في عمق روسيا، فيما اتهم الكرملين القوى الأوروبية بعرقلة جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحقيق السلام في أوكرانيا، وسط تعهدات من بروكسل بتدريب قوات على الأراضي الأوكرانية حال التوصل إلى هدنة.
وكتب زيلينسكي عبر منصة "إكس"، بعد اجتماع مع قائد الجيش، الجنرال أولكسندر سيرسكي: "سنواصل عملياتنا النشطة بالطريقة اللازمة تماماً للدفاع عن أوكرانيا.. القوات والموارد جاهزة.. وجرى التخطيط لضربات جديدة في العمق".
وكانت أوكرانيا شنت، في يونيو الماضي، هجوماً بعشرات الطائرات المسيّرة، أطلقت عليه اسم "شبكة العنكبوت"، مستهدفة 4 قواعد جوية عسكرية داخل العمق الروسي، وكانت تُستخدم لشن غارات جوية على جبهات القتال باستخدام قاذفات القنابل الاستراتيجية، في واحدة من أكثر العمليات جرأة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من 3 سنوات، وفق الرواية الأوكرانية.
في المقابل، اتهم الكرملين القوى الأوروبية بعرقلة جهود ترمب لإحلال السلام في أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى ترى "علامات حقيقية على استعداد كييف للسلام".
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، لمراسلي وسائل إعلام حكومية، إن "حزب الحرب الأوروبي" يواصل عرقلة الجهود الأميركية والروسية المتعلقة بأوكرانيا.
وعبر بيسكوف، عن امتنان روسيا لجهود ترمب، مشدداً على أن موسكو ستواصل "العملية العسكرية الخاصة" (حرب أوكرانيا)، إذ "لم تلاحظ حتى الآن أي خطوات مقابلة" من جانب أوكرانيا، تهدف لتحقيق السلام.
وصعدت روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، من وتيرة هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية للطاقة والغاز، وهو ما ردت عليه كييف باستهداف مصاف لتكرير النفط، وخطوط أنابيب روسية.
وتقول القوى الأوروبية، إنها "لا تعتقد أن بوتين يسعى لتحقيق السلام في أوكرانيا". وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً، أنه مستعد لمناقشة السلام، لكنه شدد على أن روسيا لن تتخلى عن أي من الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا.
لقاء بوتين وزيلينسكي
وكان ترمب قال إن عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، وزيلينسكي، يبدو أمراً غير مرجّح في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن الطائرات الأميركية قد تكون مطلوبة لمساعدة أوروبا في تأمين نهاية للحرب.
وأكد ترمب في مقابلة مع صحيفة "ديلي كولر" الأوكرانية، الجمعة، استعداده لتقديم ضمانات أمنية، حتى وإن شملت دعماً جوياً أميركياً، من أجل وقف القتال في أوكرانيا. كما تطرق إلى الانتقادات التي تقول إن استمرار الانخراط الأميركي يتعارض مع مبدأ "أميركا أولاً"، مشدداً على أن تدخل بلاده سيكون محدوداً.
وعند سؤاله بشأن ما إذا ما كان لا يزال يفكر في ضمانات أمنية باستخدام جنود أميركيين، قال ترمب: "ربما نفعل شيئاً.. أود أن أرى حلاً. هؤلاء ليسوا جنودنا، لكن هناك ما بين 5 إلى 7 آلاف شخص، معظمهم من الشباب، يُقتلون كل أسبوع. إذا كان بإمكاني إيقاف ذلك، وطائرة تحلق بين الحين والآخر، فسيكون ذلك في الغالب من جانب الأوروبيين، لكننا سنساعدهم. إنهم بحاجة إلى ذلك، وسنساعدهم إذا استطعنا التوصل إلى اتفاق".
واعتبر الرئيس الأميركي، أن الحرب في أوكرانيا ليست حرب الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك فإن واشنطن تنفق مئات المليارات من الدولارات هناك.
وأضاف: "الآن نبيع المعدات لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، جعلتهم يزيدون إنفاقهم من 2% إلى 5%، وهذا لم يكن متوقعاً. نحن لا نبيع لأوكرانيا، بل للناتو، وهم يدفعون. نحن لا ننفق أموالاً في الحرب. هذا فرق كبير. وإذا لم يكن بالإمكان التوصل إلى تسوية دون ضمانات أمنية، فلن نرسل قوات برية، لكن إذا استطعنا مساعدة أوروبا، فسنفعل".
وتقول الولايات المتحدة، إن أكثر من 1.2 مليون شخص قُتلوا أو أُصيبوا في الحرب منذ عام 2022. وتسيطر روسيا حالياً على ما لا يقل عن خُمس الأراضي الأوكرانية.
روسيا تسرع وتيرة تقدمها العسكري
وقال وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، الجمعة، إن جيش بلاده، زاد من وتيرة تقدمه في أوكرانيا، موضحاً أنه يسيطر على ما بين 600 و700 كيلومتر مربع شهرياً مقارنة مع ما بين 300 و400 كيلومتر مربع في مطلع العام الجاري.
وأضاف بيلوسوف، خلال لقائه قيادات هيئات وزارة الدفاع الروسية، أن روسيا ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية العسكرية والصناعية في أوكرانيا بعد أن وجهت 35 ضربة جوية خلال العام الجاري صوب ما وصفه بأنه "146 هدفاً بالغ الأهمية".
ومضى يقول: "أسفرت تلك الضربات عن تضرر البنية التحتية لـ 62% من المؤسسات الرئيسية في المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا".
وتابع: "أود أن أسلط الضوء بشكل خاص على الضربات التي أسفرت عن تقليص القدرة الإنتاجية، وكذلك تلك التي تستهدف المراكز اللوجستية ومواقع إطلاق الطائرات المسيرة طويلة المدى".
وأوضح بيلوسوف، أن روسيا يتعين عليها القيام بمزيد من العمل لتعزيز قدراتها في مجال الطائرات المسيرة، بما في ذلك تدريب مشغلي الطائرات المسيرة بسرعة أكبر، لافتاً إلى أنه في العام الماضي، وخلال اجتماع موسع للمجلس، أوضح أنه تم تحديد 10 مجالات ذات أولوية لأنشطة وزارة الدفاع.