
قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الاثنين، إن اجتماعين عُقدا مع ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثالثاً سيُعقد خلال الفترة المقبلة، موجهاً انتقادات إلى الوكالة، بسبب ما اعتبره "خضوعاً لتأثير القوى الغربية".
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن إسلامي قوله، خلال مؤتمر صحافي في طهران: "قضية الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتم متابعتها وفقاً للقانون البرلماني".
وأضاف: "لقد وُجّهت الدعوة للوكالة للإشراف على عملية استبدال الوقود في محطة بوشهر النووية، وبموافقة أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي تم تنفيذ هذا الإشراف".
وأشار إلى أن "مفتشَين اثنين قدما إلى البلاد، وأجريا إشرافهما، ثم غادرا. والجانب المهم هو العملية التي يجب أن تتم وفقاً للقانون، وهي حالياً قيد التفاوض".
كما انتقد المسؤول قيادة الوكالة، قائلاً: "مقلقنا أن نظام إدارة الوكالة وقيادتها يعمل تحت تأثير القوى المهيمنة. والمدير العام نفسه يمثل مشكلة أساسية".
وفي 11 أغسطس الماضي، أخبرت طهران رئيس إدارة الضمانات في الوكالة، ماسيمو آبارو، بأن الزيارات قد تصبح ممكنة قريباً لبعض المواقع التي لم تتأثر بالضربات الإسرائيلية والأميركية، مثل محطة الطاقة النووية التي شيدتها روسيا، لكن الوصول إلى المجمع الرئيسي لتخصيب الوقود النووي في إيران ما زال محظوراً.
استئناف عمل الوكالة
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أعلن الأسبوع الماضي، وصول أول فريق من مفتشي الوكالة إلى إيران منذ تعليق طهران للتعاون مع الوكالة، فيما قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن مفتشي الوكالة دخلوا البلاد "بموافقة من المجلس الأعلى للأمن القومي".
وفي تصريحات لقناة FOX NEWS الأميركية، قال جروسي: "عاد أول فريق من الوكالة إلى إيران، ونأمل استئناف العمل قريباً".
وأضاف: "حين يتعلق الأمر بإيران، فكما تعرفون هناك منشآت تعرضت لهجمات وبعضها لم يتعرض، لذا، نحن نناقش ما نوع الآليات العملية التي يمكن تطبيقها، لتسهيل استئناف عملنا هناك".
وتابع: "ليس موقفاً هيناً، كما يمكنكم تخيل الأمر، لأنه بالنسبة للبعض في إيران، فإن وجود المفتشين الدوليين أمر يضر بالأمن القومي، وبالنسبة لآخرين، فإن الأمر ليس كذلك".
ومنذ أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة منشآت إيران النووية خلال حرب الـ12 يوماً، في يونيو الماضي، لم يتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى المواقع النووية، رغم تأكيد مديرها العام، رافائيل جروسي، أن عمليات التفتيش لا تزال ضرورية.
وتقول إيران إن المخاطر الكيميائية والإشعاعية في المواقع التي قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل تجعل استئناف عمليات التفتيش غير آمنة.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حذر نهاية الأسبوع الماضي، من أن قرار دول "الترويكا الأوروبية" (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) بشأن تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات ضد إيران، المعروفة باسم "آلية الزناد"، سيؤثر سلباً على الجهود الدبلوماسية، وسيقوّض الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف عراقجي عبر منصة "إكس"، أن إعادة فرض العقوبات على بلاده سيضطرها لاتخاذ "رد مناسب"، محذّراً من أن المسار الذي اختارته الترويكا، "سيكون له عواقب وخيمة أيضاً على مصداقية مجلس الأمن الدولي إذا لم يتم التراجع عنه".