قصف متبادل بين إسرائيل و"حزب الله".. واليونيفيل تحذر: الوضع خطير جداً

أعلن حزب الله اللبناني، الجمعة، إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، رداً على غارات إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان، الخميس، بررتها تل أبيب بأنها جاءت رداً على صواريخ أطلقت باتجاهها.

ورداً على صواريخ حزب الله، قضف الجيش الإسرائيلي مناطق عدة في كفر شوبا والهبارية في العرقوب جنوبي لبنان، مؤكداً أن منظومة الدفاع الجوي اعترضت معظم الصواريخ التي أطلقها حزب الله.

وحسبما أعلنت إسرائيل، فإن "حزب الله" أطلق 19 صاروخاً، سقط 3 منها داخل لبنان، في حين تم اعتراض 10، بينما سقط 6 بمناطق مفتوحة. 

وحذرت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل"، الجمعة، من "وضع خطير جداً" جراء التصعيد العسكري بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وأعلنت قوات اليونيفيل، في بيان، رصد إطلاق صواريخ من لبنان، ورد بالمدفعية الإسرائيلية، مضيفة: "الوضع خطير جداً"، داعية جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار والتحلي بالهدوء.

وأوضح قائد القوات التابعة للأمم المتحدة، حسبما ورد في البيان، أنه  أجرى اتصالات مباشرة مع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين، في أعقاب القصف المتبادل بين الجانبين.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمنون شيفلر للصحافيين، أن بلاده "لا ترغب في التصعيد إلى حرب شاملة، لكنها بالطبع مستعدة لذلك، وستعمل ما هو مطلوب".

وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية في سلسلة تغريدات على تويتر، إن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أجرى "سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان عبر الالتزام التام بالقرار الدولي 1701".

ووفقاً لرئاسة الحكومة اللبنانية، أكد حسان دياب على "ضرورة عودة الهدوء، ووقف الخروقات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية"، مشيراً إلى أنها "بلغت ذروتها يوم أمس من خلال الغارة التي نفذها طيران العدو على الأراضي اللبنانية والتي شكلت تهديداً مباشراً وقوياً للقرار 1701".

ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الأمم المتحدة، إلى الضغط على إسرائيل وإلزامها باحترام القرار 1701 ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية".

ويعد هذا التصعيد هو الأعنف بين الطرفين منذ عام 2014. 

ونقل مصور لوكالة "فرانس برس"، في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، انه سمع دوي انفجارات، ثم شاهد دخاناً يتصاعد من منطقة مزارع شبعا المحتلة.  

والخميس، شنت القوات الإسرائيلية للمرة الأولى منذ سنوات غارات جوية على جنوب لبنان رداً على إطلاق 3 صواريخ من لبنان، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. 

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، أكد الجيش الإسرائيلي، أن آخر غاراته الجوية المعلنة على لبنان تعود للعام 2014 ووقعت في أعقاب تبادل لإطلاق النار شهدته المنطقة الحدودية، واستهدفت تلك الغارات الحدود مع سوريا.  

ولم تستهدف إسرائيل بغارات جوية منذ 2006 معاقل لحزب الله في الجنوب اللبناني، ويعود آخر توتر عسكري بين الطرفين إلى عام 2019 حين استهدف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية في هجوم قال إنه رداً على هجومين إسرائيليين ضدّه في سوريا ولبنان. 

مشاورات إسرائيلية

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أكد اطلاعه على تطورات الوضع في الشمال، مشيراً إلى أنه سيعقد مشاورات في أقرب وقت مع وزير الدفاع بيني جانتس، ورئيس الأركان، وكبار مسؤولي الدفاع. 

وبحسب بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فقد عقد الوزير بيني جانتس مع رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، ورئيس العمليات في الجيش، ومدير المخابرات الحربية، لتحديد عمليات الجيش الإسرائيلي، ورده، وتقييم الوضع. 

وشدد الوزير جانتس، بحسب بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، على أهمية تزويد سكان المنطقة الشمالية بالمستجدات المستمرة.

الأهالي تعترض راجمة صواريخ

وأعلن الجيش اللبناني، في بيان على موقعه الرسمي، توقيف 4 أشخاص في بلدة شويا، قاموا بإطلاق الصواريخ، مشيراً إلى ضبط الراجمة المستخدمة في العمليّة.

وتناقل نشطاء عبر مواقع  التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو تظهر أهالي بلدة شويّا في قضاء حاصبيا جنوب لبنان، أثناء اعتراضهم شاحنة محمّلة بالصواريخ معدّة للإطلاق، وتحدّث نشطاء عن توتر شديد تشهده البلدة على خلفية الحادث. 

وأكد مصدر من المنطقة لـ"الشرق"، صحة الأنباء، قائلاً إن "راجمة صواريخ دخلت إلى بلدة شويا، بهدف إطلاق الصواريخ ومن أماكن قريبة من المساكن، فخرج أهل المنطقة واعترضوها، وسلموا الراجمة والأشخاص الذين بداخلها وهم 4 أو 5 أشخاص إلى مخابرات الجيش اللبناني". 

وفي فلسطين، أعلنت حركة "حماس"، "مباركتها ودعمها الكامل" لقصف حزب الله اللبناني لشمال إسرائيل.