أوكرانيا تواجه نقصاً بالدفاعات الجوية مع تباطؤ شحنات الأسلحة الأميركية

مسؤول بالبيت الأبيض: وزارة الحرب تعمل بشكل مدروس لدعم احتياجات كييف

time reading iconدقائق القراءة - 7
القوات الأوكرانية تسقط قذيفة روسية بينما تتصاعد أعمدة الدخان خلال هجوم على العاصمة كييف. 7 سبتمبر 2025 - REUTERS
القوات الأوكرانية تسقط قذيفة روسية بينما تتصاعد أعمدة الدخان خلال هجوم على العاصمة كييف. 7 سبتمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

قال مسؤولون غربيون وأوكرانيون إن كييف تواجه نقصاً بأسلحة الدفاع الجوي، بعدما أدت مراجعة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) للمساعدات العسكرية إلى إبطاء وتيرة التسليم، في وقت تكثف فيه موسكو هجماتها الجوية، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وذكرت الصحيفة البريطانية، الثلاثاء، أن الضغط تفاقم على الإمدادات بعد أشهر من شحنات غير منتظمة، وأقل من المتوقع منذ صدور توجيه من البنتاجون في يونيو.

وحذر مسؤولون ومحللون من أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية ستواجه عجزاً في الذخائر، إذا واصلت موسكو التصعيد أو حتى حافظت على وتيرة مرتفعة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة.

وقال شخص مطلع على تسليم المعدات الدفاعية الأميركية إلى أوكرانيا: "إنها مسألة وقت قبل أن تنفد الذخائر".

وأثار التباطؤ قلقاً أكبر نظراً لأن صواريخ أخرى يجري شراؤها مباشرة من الشركات المُصنعة ضمن برنامج منفصل، هو "مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا"، تُنتج على دفعات، ما يترك فجوات زمنية بين عمليات التسليم.

ووافقت دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً على إرسال أنظمة دفاع جوي وذخائر من مخزوناتها، وشراء أخرى من الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بها، غير أن هذه الشحنات لم تصل سوى جزئياً حتى الآن.

وشنت القوات الروسية، الأحد، أكبر هجوم جوي شامل على أوكرانيا منذ بداية الغزو الشامل، مستخدمة 805 طائرات مُسيرة هجومية من طراز "شاهد" ومُسيرات خداعية و13 صاروخاً باليستياً ومجنحاً (كروز)، ما أسفر عن سقوط 4 أشخاص.

اقرأ أيضاً

روسيا تشن أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بدء الحرب.. وتصيب مبنى الحكومة في كييف

قالت أوكرانيا إن حريقاً اندلع على سطح مبنى الحكومة الأوكرانية في منطقة بيشيرسكي إثر هجوم روسي على المدينة.

وجاءت موجات الهجمات بالصواريخ والمسيرات فيما كانت القوات الروسية تتقدم ميدانياً نحو مدن استراتيجية في شرق أوكرانيا.

ورغم أن كييف حذرت منذ فترة طويلة من نقص إمدادات الدفاع الجوي، بما في ذلك خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، فإن تكثيف الهجمات الروسية جعل المخاوف أكثر إلحاحاً.

تباطؤ تسليم الأسلحة

وجاء تباطؤ تسليم الأسلحة الأميركية بعد مذكرة وجهها كبير مسؤولي السياسات في البنتاجون إلبريدج كولبي إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث في أوائل يونيو.

وأشار كولبي، الذي أكد رغبته في إعادة تركيز الجيش الأميركي على مواجهة التهديد المتنامي من الصين الصاعدة، في مذكرته إلى أن طلبات أوكرانيا للأسلحة الأميركية قد تزيد من إنهاك مخزونات البنتاجون المستنزفة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض: "التقارير التي تزعم أننا نحرم كييف من ذخائر دفاع جوي حيوية غير صحيحة إطلاقاً، ووزارة الحرب تعمل بشكل مدروس لدعم احتياجات أوكرانيا، بما في ذلك ما يتعلق بالدفاعات الجوية".

وأضاف المسؤول أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد "وقف القتل"، ووجه الولايات المتحدة إلى "بيع أسلحة لحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعويض ما ترسله الدول الأوروبية إلى أوكرانيا".

وتابع: "لكن يتعين على الدول الأوروبية أيضاً أن تتحمل مسؤولياتها، بما في ذلك وقف شراء النفط الروسي وفرض ضغوط اقتصادية على الدول التي تمول الحرب".

وبعد مراجعة جاهزية شملت 10 أنظمة أساسية، أوقف البنتاجون ثم قلص شحنات إلى أوكرانيا شملت صواريخ PAC-3 الاعتراضية المخصصة لأنظمة "باتريوت"، وعشرات من أنظمة الدفاع المحمولة Stinger، وقذائف مدفعية موجهة عالية الدقة، وأكثر من 100 صاروخ Hellfire، وصواريخ AIM التي تطلقها أنظمة NASAMS الجوية الأوكرانية ومقاتلات F-16، وفق ما قاله مسؤولون أميركيون وأوكرانيون بارزون.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن قوات كييف استنفدت منذ الصيف كميات كبيرة من الذخائر في محاولاتها للتصدي لهجمات جوية كثيفة استهدفت البنية التحتية المدنية والعسكرية.

ومع تكثيف روسيا ضرباتها على منشآت الطاقة مع اقتراب فصلي الخريف والشتاء في محاولة لإضعاف أوكرانيا وتعزيز موقعها في ساحة المعركة، تتوقع كييف تحديات دفاعية أكبر.

هجمات مكثفة بالمسيرات

وارتفعت وتيرة الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة هذا العام بشكل حاد، بمتوسط يزيد على 5200 مُسيرة شهرياً خلال الصيف، وهو اتجاه مرشح للاستمرار، بحسب تحذيرات مسؤولين ومحللين أوكرانيين.

أما عدد الصواريخ الروسية فقد تراجع قليلاً هذا العام، لكنه لا يزال بالمئات شهرياً، وفق بيانات سلاح الجو الأوكراني.

وكل موجة روسية كثيفة تجبر أوكرانيا على إطلاق صواريخ اعتراضية وذخائر ثمينة بوتيرة أسرع من قدرة واشنطن على تعويضها.

وتصاعدت الهجمات الروسية منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ترمب في ألاسكا الشهر الماضي، بما في ذلك أعنف هجوم مشترك بالصواريخ والمُسيرات على كييف ومدن أخرى، الأحد، حين أصيب مبنى مجلس الوزراء الأوكراني للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وقالت كاترينا ماثرنوفا، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا، بعد تفقدها الأضرار إن صاروخاً باليستياً من طراز "إسكندر" أصاب المبنى.

وأضافت: "رأيت ذلك بعيني، بوتين يعرف تماماً ما يفعله"، مشيرة إلى أن الصاروخ كان موجهاً "إلى قلب الحكومة الأوكرانية".

والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه وجه أمين مجلس الأمن والدفاع الوطني روستم عمروف إلى تنسيق جهود المسؤولين والسلطات الإقليمية وشركات الطاقة في البلاد لشراء أنظمة دفاع جوي إضافية قصيرة ومتوسطة المدى.

وأكد أن الأولوية هي اعتراض الطائرات المُسيرة الهجومية من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع، لافتاً إلى أنه التقى قادة القوات الجوية الأوكرانية لبحث "تسريع توريد أنظمة دفاع جوي إضافية".

وبدأ حلفاء أوروبيون لأوكرانيا في شراء أسلحة أميركية لصالح كييف بعد اتفاق أُبرم مع ترمب خلال قمة في البيت الأبيض في أغسطس الماضي، سمح بمبيعات غير مباشرة، واعتبره أندري يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، "نقطة تحول".

ويتيح الاتفاق، بقيادة دول "الناتو"، للدول المشاركة شراء معدات عسكرية وذخائر من المخزونات الأميركية لصالح أوكرانيا.

وقال زيلينسكي، الأربعاء، إن شركاء أوروبيين اشتروا في أغسطس أسلحة بقيمة ملياري دولار، بينها دفاعات جوية، مضيفاً أن هدف بلاده هو الحصول على ما لا يقل عن مليار دولار شهرياً.

تصنيفات

قصص قد تهمك