رئيس الوزراء القطري: هجوم إسرائيل على الدوحة "إرهاب دولة" يمارسه شخص مثل نتنياهو

الدوحة لمجلس الأمن: لن نتسامح مع "السلوك المتهور" والتهديد المستمر للأمن الإقليمي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الدوحة-رويترزالشرق

أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، أن قطر لن تتهاون إزاء أي مساس بسيادتها وسلامة أراضيها أو تهديد أمنها واستقرار المنطقة، مشدداً على أن الهجوم الإسرائيلي "السافر" الذي استهدف مقر قيادات المكتب السياسي لحركة حماس أثناء انعقاد المفاوضات في الدوحة لا يمكن تفسيره إلا في سياق "إرهاب دولة".

وشدد رئيس الوزراء القطري، في مؤتمر صحافي، على أن "قطر تحتفظ بحق الرد حيال الهجوم الإسرائيلي، وستتعامل بحزم مع أي اختراق متهور أو اعتداء يطال أمنها ويهدد استقرار المنطقة، وسوف تقوم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للرد عليه"، كاشفاً عن تشكيل فريق قانوني سيباشر باتخاذ كافة الإجراءات القانونية للرد على هذا الهجوم الذي وصفه بأنه "تصرف مارق".

وأشار إلى أن "ما شهدته أراضي قطر اليوم، ما هو إلا إرهاب دولة يمارسه شخص مثل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي في سياق هذه السياسات الممنهجة والمحاولات المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، وبمثابة رسالة واضحة للمنطقة ككل مفادها: بأن هناك لاعباً مارقاً يمارس عربدة سياسية مستمرة في هذه المنطقة وينتهك سيادة الدول فيها".

وشدد على أنه "بتوجيه من أمير قطر سيتم العمل منذ الغد لإجراء مراجعة شاملة للسياسات والإجراءات لضمان ردع هذه التصرفات وعدم تكرارها".

كما شدد على ضرورة أن يكون هناك رد للمنطقة بأكملها لـ"مجابهة هذه التصرفات العدائية التي لا تعكس إلا همجية نتنياهو الذي يقود المنطقة إلى مستوى لا يمكن إصلاحه، ولا يمكن العمل وفق النظم والأطر والقوانين الدولية التي ضربها بعرض الحائط".

"هجوم غادر"

وبيَّن أن "الهجوم الغاشم لا يتجاوز القوانين الدولية فحسب، بل المعايير الأخلاقية والإنسانية، وخاصة أن قطر دولة وسيطة تستضيف مفاوضات بشكل رسمي وبوساطة رسمية وبحضور وفود من إسرائيل التي شنت هجوماً على الوفد المفاوض من الطرف الآخر".

وأردف بالقول: "لا يمكن تسمية هذا الشيء إلا غدراً، والغدر شيء طبيعي في شخص مثل نتنياهو"، معرباً عن استغرابه بأن يكون "هذا التصرف الممنهج من شخص يدّعي بأنه يحقق استقرار المنطقة، وهو لا يحقق إلا زعزعة المنطقة بأوهام نرجسية لمصالحه الشخصية".

ومضى يقول إن هذه الأيام شهدت المراحل الأخيرة للمفاوضات التي كانت مستمرة على قدم وساق بطلب من الجانب الأميركي لبحث الورقة الأخيرة التي تم استلامها منه، وبمعرفة الطرف الإسرائيلي الذي كان يرسل وفوده بشكل مستمر إلى الدوحة، معتبراً أن "ما حدث عمل تخريبي لكل محاولات إحلال فرص السلام في المنطقة".

وأكمل: "هل العالم يحتاج إلى رسالة أوضح من ذلك، ومن الذي يغلق هذا الباب للسلام؟، وهل المجتمع الدولي يحتاج رسالة أكثر من ذلك، من هو المتنمر في المنطقة؟".

ونبَّه إلى أن "قطر أجرت اتصالات مكثفة مع جميع الدول الشقيقة والصديقة لاتخاذ إجراءات حيال هذا الهجوم، وسيتم الإعلان عن كل ما يتم اتخاذه خلال الأيام المقبلة".

وأردف قائلاً: "إن ما يُتداول بشأن تلقّي دولة قطر إخطاراً من الجانب الأميركي قبل وقوع الهجوم الإسرائيلي عار عن الصحة. الاتصال من أحد المسؤولين الأميركيين ورد بعد عشر دقائق من وقوع الاعتداء، حيث أبلغت الدوحة حينها بأن الجانب الأميركي تلقّى للتو رسالة تفيد بوقوع الهجوم"، موضحاً: "الهجوم وقع عند الساعة الثالثة وست وأربعين دقيقة عصراً، بينما ورد أول اتصال من مسؤول أميركي عند الساعة الثالثة وست وخمسين دقيقة، أي بعد عشر دقائق من وقوعه".

واستكمل حديثه قائلاً: "المنظومة الدفاعية القطرية أثبتت كفاءتها في التعامل بدقة مع موجة الصواريخ الإيرانية، ولم تسجل أي أضرار، غير أن العدو الإسرائيلي استخدم أسلحة لم تتمكن الرادارات من كشفها، ما جعل الهجوم غادراً بشكل كامل ولم يكن هناك علم مسبق به".

مفاوضات غزة

وفيما يتعلق بالمحادثات بشأن غزة، أكد رئيس الوزراء القطري أن "الدوحة لم تدخر جهداً لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار، وأنها ستواصل بذل كل ما يلزم من أجل إنهاء الاعتداءات على القطاع"، منبهاً إلى أنه "لا توجد في الوقت الراهن أية مفاوضات قائمة بشأن صفقة في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي".

وختم قائلاً إن "الحروب والصراعات لن تفضي إلى الاستقرار المنشود. الوساطة تُمثّل جزءاً أصيلاً من هوية السياسة القطرية، وأن دولة قطر ماضية في هذا الدور بكل ثبات، حرصاً على استقرار المنطقة وضمان أمن ورفاه شعوبها".

قطر تبلغ مجلس الأمن

وفي سياق متصل، أبلغت قطر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بأنها "لن تتسامح مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والتهديد المستمر للأمن الإقليمي".

وبعثت سفيرة قطر لدى الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني،  رسالة إلى المجلس اطلعت عليها وكالة "رويترز" قالت فيها: "تندد دولة قطر بشدة بهذا الهجوم الإجرامي الجبان الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين والأعراف الدولية".

وأضافت: "التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توافرها"، ووصفت الهجوم الإسرائيلي بأنه "تصعيد خطير".

وقال دبلوماسيون لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، إن الجزائر طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعدما شنت إسرائيل هجوماً على قادة حركة "حماس" في قطر.

وأضاف الدبلوماسيون أن الجزائر طلبت عقد اجتماع المجلس المكون من 15 عضواً، الأربعاء.

تصنيفات

قصص قد تهمك