يدعم "الإبادة الجماعية" في غزة.. 60 نائباً بريطانياً يرفضون زيارة الرئيس الإسرائيلي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج يزور ساحة الرهائن في تل أبيب. 17 أغسطس 2025 - reuters
الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج يزور ساحة الرهائن في تل أبيب. 17 أغسطس 2025 - reuters
دبي -الشرق

أعرب نواب بريطانيون عن رفضهم زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج إلى لندن، متهمين إياه بتبنى مواقف تدعم ارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتأتي زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى لندن في توقيت دقيق عقب الهجوم الإسرائيلي على قطر، الثلاثاء، الذي استهدف قادة حركة "حماس" الفلسطينية، ومع تصاعد العمليات الإسرائيلية في مدينة غزة.

ووقع أكثر من 60 نائباً بريطانياً، بينهم نواب حزب العمال الحاكم، ونواب الحزب الوطني الاسكتلندي، والخضر والمستقلون، رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر يعبرون فيها عن "القلق البالغ" بشأن زيارة هرتسوج للبلاد. 

ونوّه النواب إلى تعليقات هرتسوج ومواقفه السابقة، والتي مثلت دعماً وغطاءً لما يعتبرونه "إبادة جماعية" في غزة.

مطالب باتخاذ خطوات فعالة

وكتب النواب، في الرسالة، أن بريطانيا "دولة طرف في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، وبالتالي تتحمل مسؤولية ملزمة، ليس فقط للامتناع عن ارتكاب الإبادة الجماعية نفسها، لكن أيضاً عن اتخاذ خطوات فعالة لمنع الإبادة الجماعية والتحريض عليها والمعاقبة عليها أينما وقعت". 

وأضاف النواب أن هذا الالتزام يشمل "ضمان عدم منح الأفراد المتورطين بشكل موثوق في ارتكاب مثل هذه الجرائم أو التحريض عليها، الشرعية السياسية أو الضيافة من قبل حكومتنا".
 
وأشار النواب إلى أنه في يناير 2024، قررت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل تواجه اتهاماً منطقياً خطيراً بارتكاب "إبادة جماعية" خلال حملتها العسكرية المستمرة في غزة، وفي التوصل إلى هذا الاستنتاج، استشهدت المحكمة على وجه التحديد بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الإسرائيلي هرتسوج، والتي بدا أنها تجرد الشعب الفلسطيني من إنسانيته، وتؤيد العقاب الجماعي.

وشملت التصريحات ادعائه بأنه "لا يوجد مدنيون أبرياء في غزة"، وتأكيده على أن "أمة بأكملها هي المسؤولة".

ولفت النواب إلى تداول صور للرئيس هرتسوج شخصياً، وهو يكتب رسائل على قذائف تم نشرها لاحقاً في غزة. وتثير هذه الأفعال والكلمات، عند النظر فيها في ضوء الدمار الذي يتكشف في غزة، تساؤلات خطيرة بشأن دوره في تشجيع العنف ضد المدنيين أو إضفاء الشرعية عليه، بحسب النواب.

وتابع النواب: "بالنظر إلى هذه الحقائق، من المقلق أن تبدو الحكومة مستعدة للترحيب بالرئيس هرتسوج في المملكة المتحدة دون النظر في الآثار المترتبة على واجباتنا بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية"، وفي الوقت الذي سقط فيه أكثر من 64 ألف فلسطيني، أغلبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، فإن مثل هذه الزيارة تخاطر بأن تبدو المملكة المتحدة "غير مبالية بمسؤولياتها القانونية الدولية".

وحض النواب في رسالتهم الوزراء على "توضيح المشورة القانونية، التي تلقوها فيما يتعلق بهذه الزيارة، وما إذا كان دخول الرئيس هرتسوج إلى المملكة المتحدة متوافقاً مع التزاماتنا بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وما الخطوات التي سيجري اتخاذها لضمان عدم تواطؤ بريطانيا في حماية أو إضفاء شرعية على المتهمين بارتكاب جرائم دولية خطيرة".

موقف بريطانيا من "الإبادة" في غزة

وكشفت رسالة حكومية، الثلاثاء، أن بريطانيا لم تخلص إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" للفلسطينيين في غزة، لكنها تنتقد معاناة المدنيين "المروعة للغاية" هناك، وذلك قبل اجتماع بين رئيس الوزراء كير ستارمر والرئيس الإسرائيلي.

وتواجه إسرائيل اتهامات على نطاق واسع بارتكاب هذه الجريمة، من جهات منها أكبر مجموعة من المتخصصين في دراسة الإبادة الجماعية في العالم، على مدار حملتها المستمرة منذ قرابة عامين في القطاع الفلسطيني الذي تفيد سلطاته الصحية بأن الحملة أودت بحياة أكثر من 64 ألف شخص.

وترفض إسرائيل هذا الاتهام وتقول إن لها الحق في الدفاع عن النفس في أعقاب الهجوم السابع من أكتوبر 2023.

وقال متحدث باسم ستارمر إن من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في داوننج ستريت، الأربعاء.

وأدت الحرب في غزة إلى توتر العلاقات البريطانية الإسرائيلية. وتشعر حكومة تل أبيب بالغضب من خطة لندن للاعتراف بدولة فلسطينية، ومنع المسؤولين الإسرائيليين من حضور أكبر معرض تجاري دفاعي هذا الأسبوع.

ويواجه ستارمر انتقادات من بعض نواب حزب العمال لموافقته على اللقاء مع هرتسوج مع شعورهم بالغضب من صور الأطفال الذين يتضورون جوعاً في غزة.

ودائماً ما كان موقف الحكومة البريطانية هو أن القضاء هو الذي يحدد مفهوم "الإبادة الجماعية".

تصنيفات

قصص قد تهمك