
من المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إلى كييف الجمعة، في أول زيارة خارجية لها منذ توليها المنصب، لتؤكد التزام بريطانيا تجاه أوكرانيا من خلال زيادة قدرها 142 مليون جنيه إسترليني (192.75 مليون دولار) في المساعدات التي سيتم تقديمها خلال فترة الشتاء.
وأوضحت الحكومة أن كوبر ستلتقي بالرئيس فولوديمير زيلينسكي وكبار المسؤولين الأوكرانيين، وستؤكد لهم التزام بريطانيا بالدفاع عن أوكرانيا ضد العدوان الروسي.
وقالت كوبر في بيان "أمن أوكرانيا هو أمر بالغ الأهمية لأمن المملكة المتحدة".
وتشمل حزمة التمويل الإضافية، وهي جزء من برنامج مساعدات جرى التعهد به مسبقاً وتم إطلاقه في يونيو الماضي، 100 مليون جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية للمجتمعات القريبة من الخطوط الأمامية و42 مليون جنيه إسترليني لإصلاح وحماية أنظمة الطاقة التي استهدفتها الضربات الروسية.
وأعلنت بريطانيا الأربعاء، عن خطط لإنتاج كميات كبيرة من طائرات مسيرة اعتراضية صممتها أوكرانيا لتساعد في التصدي لهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، وذلك في إطار جهد دفاعي مشترك أوسع بين بريطانيا وأوكرانيا.
وتعهدت بريطانيا، خلال الأشهر الماضية، بتزويد أوكرانيا بـ100 ألف طائرة مسيرة بحلول نهاية السنة المالية الحالية في أبريل 2026، ما يمثل زيادة بمقدار 10 أمثال، وذلك بعد قولها إن الطائرات المسيرة غيرت استراتيجيات خوض الحروب.
وقالت الحكومة البريطانية إن المسيرات البالغة قيمتها 350 مليون جنيه إسترليني (473 مليون دولار) تُعد جزءاً من مبادرة دعم عسكري أوسع نطاقاً لأوكرانيا تصل قيمته إلى 4.5 مليار جنيه إسترليني.
ومن المقرر أن يعلن وزير الدفاع جون هيلي عن هذا القرار في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا التي تضم 50 دولة في بروكسل، والذي تشارك ألمانيا في استضافته.
وفي بيان قبيل الاجتماع، أكد هيلي أن "بريطانيا تكثف دعمها لأوكرانيا من خلال تسليم مئات الآلاف من الطائرات المسيرة هذا العام واستكمال إنجاز كبير في تسليم ذخيرة مدفعية بالغة الأهمية".
وإلى جانب تسليم المسيرات، قالت بريطانيا إنها أتمت شحن 140 ألف قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا منذ يناير، وإنها ستنفق 247 مليون جنيه إسترليني هذا العام لتدريب قوات أوكرانية.
توتر على حدود بولندا
وتأتي زيارة الوزيرة البريطانية إلى كييف، وسط توتر متصاعد في أعقاب انتهاك طائرات روسية مسيرة المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي في بولندا.
وطلبت بولندا الخميس، من حلفائها تزويدها بأنظمة دفاع جوي إضافية وتقنيات مضادة للطائرات المُسيرة لحماية أراضيها مما وصفته بـ"التوغلات الروسية"، وفرضت قيوداً على أجوائها في الحدود الشرقية.
وجاء هذا الطلب بعدما أعلنت الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إسقاط طائرات مُسيرة عبرت أجواءها خلال موجة هجمات جوية روسية واسعة على أوكرانيا، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ".
وقالت المصادر إن وارسو تجري مشاورات مع حلفائها في "الناتو" بشأن مساعدات إضافية.
وبحث حلفاء "الناتو" الحادثة الأربعاء، بعد أن فعّلت بولندا المادة الرابعة من معاهدة الحلف، التي تفتح الباب أمام مشاورات قد تؤدي إلى تحرك منسق بين الدول الأعضاء.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسواف سيكورسكي، في مؤتمر صحافي بوارسو: "نحتاج إلى صواريخ باتريوت لأن الطائرات المُسيرة ليست التهديد الروسي الوحيد لأجوائنا، نحتاج أيضاً إلى جدار مضاد للطائرات المُسيرة".