ما مصير مفاوضات غزة بعد هجوم إسرائيل على قادة حماس في قطر؟

مصادر لـ"الشرق": مصر تتجه للعب دور أكبر في ملف الوساطة

time reading iconدقائق القراءة - 8
تصاعد الدخان عقب سماع عدة انفجارات جراء الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة حماس في الدوحة، قطر. 9 سبتمبر 2025 - Reuters
تصاعد الدخان عقب سماع عدة انفجارات جراء الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة حماس في الدوحة، قطر. 9 سبتمبر 2025 - Reuters
غزة/الدوحة/ القاهرة-الشرق

ضاعف الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة بينما كانوا يناقشون مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف حرب غزة، الشكوك بشأن مستقبل الوساطة في مفاوضات ظلت تراوح مكانها لعدة أشهر.

وأثار الهجوم تساؤلات بشأن إمكانية استئناف المفاوضات، إلا أنه بحسب مصادر تحدثت لـ"الشرق"، فإن الساعات القليلة الماضية شهدت اتصالات مكثفة بين قيادات "حماس" في الدوحة وتركيا وغزة، كما جرى عقد لقاء بين مسؤولين قطريين ووفد من "حماس" في الدوحة، الخميس، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة.

وأشارت المصادر إلى أن هناك مساع من قطر وبعض دول الخليج لـ"استثمار فشل إسرائيل في اغتيال قيادات حماس بالدوحة، للحصول على ضغط أميركي لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مع صفقة شاملة تتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين وضمان عدم تكرار الاستهداف".

وذكرت مصادر "حماس" أيضاً أن هذا التوجه القطري الخليجي تدعمه جهود مصرية وتركية وبوادر تفهم أميركي لطمأنة الدوحة، إلا أن هذا كله يرتبط بتوفير الضمانات اللازمة.

"حماس في حالة انعقاد دائم"

وقالت المصادر لـ"الشرق"، إن حركة "حماس" لا تزال في حالة انعقاد دائم منذ الهجوم الإسرائيلي على قياداتها بالدوحة، لبحث خياراتها فيما يتعلق بأماكن تواجد قياداتها وآلية تنقلهم، بالإضافة لدراسة المقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار بناءً على توفر ضمانات للحل.

وذكرت أن قيادات الحركة الفلسطينية مستمرون في تطبيق برتوكولات أمنية صارمة خوفاً من تكرار استهدافهم من قبل إسرائيل.

وتأتي هذه الترتيبات وسط مخاوف أميركية من أن تكون الضربة الإسرائيلية في قطر قد نسفت مفاوضات وقف النار في القطاع بالكامل وربما إلى غير رجعة، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتكيو" في وقت سابق الجمعة، عن مصادر مقربة من فريق الأمن القومي الأميركي.

ونقلت المجلة عن شخص مقرب من فريق الأمن القومي للرئيس ومسؤول أميركي مطلع على الوضع، وكلاهما تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قولهما إن استياء الإدارة الأميركية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد "ازداد منذ الضربة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعاً لقادة حماس الثلاثاء، في قطر".  

وأضاف المصدران أن ترمب وكبار مساعديه "بدأوا يتساءلون ما إذا كان نتنياهو، الذي أجاز تنفيذ الضربة وهدد بالمزيد، يحاول عمداً تقويض المحادثات".

وقال المصدر المقرب من فريق الأمن القومي: "في كل مرة يحققون تقدماً (في مفاوضات غزة)، يبدو أن نتنياهو يقصف أحداً ما، ولهذا يشعر الرئيس ومستشاروه بإحباط شديد منه". 

مصر نحو دور أكبر في الوساطة

وأفادت مصادر مقربة من ملف المفاوضات بين حماس وإسرائيل لـ"الشرق"، بأن مصر تتجه للعب دور أكبر في الملف بعد أن كانت تتقاسم الوساطة مع قطر.

وأوضحت المصادر أنه بعد استهداف إسرائيل لقيادات "حماس" في الدوحة الثلاثاء، بدأت القاهرة مشاورات مع الجانب القطري يرجح أن تنتهي بأن يكون ملف التفاوض كاملاً بيد مصر التي اشترطت وجود ضمانات أميركية لإنجاز الأمر.

ولفتت إلى أن تل أبيب تحاول نقل التفاوض خارج الدوحة والقاهرة، وهو الأمر الذي ترفضه "حماس" في ضوء التطورات الأخيرة واستهداف قياداتها.

وأبلغت مصادر متطابقة من الجانب المصري وحماس "الشرق"، بأن "القاهرة لن ترسل وفدها الى الدوحة في حال تقرر عقد أي جلسات هناك قبل الحصول على ضمانات أمنية كافية"، تكفل سلامة ممثلي "حماس" المشاركين في المحادثات. 

وبينما تتصاعد الشكوك بشأن المسار التفاوضي، واصلت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصعيد على الأرض، وأصدر جيش الاحتلال أمراً الجمعة، بإخلاء مدينة غزة فوراً، محذراً السكان من "خطورة البقاء" داخلها، فيما تستعد مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة لبدء اجتياح المدينة برياً، بحسب تقارير إسرائيلية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه من المتوقع اجتياح مئات ناقلات الجند المدرعة والدبابات وجرافات D9 قريباً الحقول في محيط شمال غزة، قرب عسقلان، لافتة إلى أن أولى أرتال المدرعات التابعة للفرقتين 98 و162 ستعبر المنطقة العازلة الجديدة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي داخل حدود غزة.

أين توقفت المفاوضات قبل هجوم إسرائيل؟

حتى قبل ساعات من الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في قطر، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، إذ قال للصحافيين مساء الاثنين الماضي، إنه يعتقد أن إدارته ستتوصل إلى اتفاق، وسط تحركات لمبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي بعث برسائل إلى "حماس" تتضمن صفقة شاملة للإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب على قطاع غزة.

وكان ترمب قد وجه مساء ذات اليوم ما وصفه بـ"تحذيره الأخير" لحركة "حماس"،  حث فيه الحركة على قبول اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين من غزة، مؤكداً أن الجانب الإسرائيلي وافق على الشروط.

لكن البيت الأبيض نأى بنفسه عن الضربة الإسرائيلية لقادة "حماس" في الدوحة نافياً أن تكون لها علاقة بتحذير ترمب للحركة قبلها بساعات.

من جهتها كانت "حماس" قالت قبل يوم من الضربة الإسرائيلية، إنها تلقت بعض الأفكار من الجانب الأميركي عبر وسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأضافت: "نحن في اتصال مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار"، وذلك دون التطرق لمزيد من التفاصيل.

وبعيداً عن البيان المقتضب استقبلت "حماس" المقترحات التي قدمتها إدارة ترمب بفتور كبير، ملمحة إلى عدم رضاها عنها دون التصريح برفض مباشر لها، لكنها قالت إنها بدت وكأنها "صيغت لنرفضها" على حد تعبير باسم نعيم عضو المكتب السياسي للحركة في تصريح لـ"الشرق" آنذاك.

وأضاف نعيم: "نحن أمام أفكار أولية يسميها الطرف الأميركي عرضاً ومن الواضح أن هدفها الأساس الوصول إلى رفض العرض وليس الوصول إلى اتفاق" يفضي إلى وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل وتبادل الأسرى.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق" حينها إن المقترح الأميركي نص على إطلاق سراح كافة المحتجزين الإسرائيليين سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً، خلال الـ48 ساعة الأولى من توقيع الاتفاق، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من المحكومين بالمؤبدات وأحكام عالية بحسب معايير عمليات التبادل السابقة.

كما شمل المقترح إطلاق سراح أعداد من المعتقلين من غزة الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، والبدء الفوري بوقف إطلاق نار يدخل حيز التنفيذ فور التوقيع ويستمر لمدة 60 يوماً أو يستمر حتى تنتهي المفاوضات.

وأشارت المصادر إلى أن المقترح نص على ضمانة شخصية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الأطراف ستتفاوض للتوصل لاتفاق دائم لوقف النار.

وتضمن المقترح انطلاق مفاوضات بشأن القضايا الرئيسية خلال أول أسبوعين من هدنة الـ60 يوماً، لبحث تعريف حركة "حماس"، ونزع السلاح، وتشكيل حكومة أو لجنة إدارية جديدة مستقلة في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية (دون الاشارة لكلمة الكامل أو الشامل) مع بدء تشكيل الحكومة أو عند نجاح المفاوضات، والعفو عن أعضاء الحركة، إلى جانب بحث تدفق المساعدات إلى قطاع غزة مع بدء تنفيذ الاتفاق.

تصنيفات

قصص قد تهمك