بعد عام من تفجير إسرائيل أجهزة البيجر.. لبنانيون ما زالوا على طريق التعافي

time reading iconدقائق القراءة - 4
زينب مستراح التي أصيبت بجروح عندما انفجرت أجهزة البيجر في لبنان. بيروت في 15 سبتمبر 2025 - reuters
زينب مستراح التي أصيبت بجروح عندما انفجرت أجهزة البيجر في لبنان. بيروت في 15 سبتمبر 2025 - reuters
بيروت -رويترز

لا زال العديد من اللبنانيين على طريق التعافي، بعد مرور عام على تفجير إسرائيل أجهزة البيجر والووكي توكي اللاسلكية التي كان أعضاء من جماعة "حزب الله" اللبنانية يحملونها في وقت متزامن، ما أدى إلى قتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400 آخرين، بينهم أطفال ومدنيون كانوا بالقرب من الأجهزة لحظة انفجارها في 17 سبتمبر 2024. 

وكانت زينب مستراح، تدير شركة لتنظيم الفعاليات في بيروت، لكن منذ عام تخضع لجراحات مختلفة لإنقاذ ما تبقى من يدها اليمنى وعينيها، بعد أن تعرضت لتشوهات عندما فجرت إسرائيل أجهزة "البيجر" الملغومة في لبنان.

وقالت زينب (27 عاماً) إنها كانت تعمل من منزلها، عندما أصدر جهاز البيجر الذي يخص أحد أقاربها صوت صفير وكأنه يتلقى رسالة، ثم انفجر دون أن تلمسه، ورغم أنها لم تفقد الوعي، فإنها أصيبت بجروح بالغة في وجهها ويدها.

"علاج مدى العمر"

وأجرت زينب العام الماضي 14 جراحة، بعضها في إيران، ولا يزال أمامها 7 جراحات تجميلية، إذ فقدت أصابع يدها اليمنى، و90% من بصرها.

وقالت: "لم يعد باستطاعتي إكمال دراستي في تخصص التصميم الداخلي، لأن نسبة الرؤية عندي 10%.. العام القادم سأنظر في اختصاصات أخرى بالجامعات تناسب جراحي، فأستطيع أن أكمل".

بدوره، كان محمد ناصر الدين (34 عاماً) وقت التفجير، وهو مدير قسم الهندسة والمعدات الطبية في مستشفى "الرسول الأعظم" التابعة لجماعة "حزب الله"، يستخدم جهاز البيجر "ليسهل الوصول إليه من أجل أي أعمال صيانة مطلوبة في المستشفى".

وفي يوم 17 سبتمبر، تحدث محمد ناصر الدين إلى زوجته عبر الهاتف ليتابع دخول ابنه إلى المدرسة في أول أيام العام الدراسي، وبعد دقائق، انفجر جهاز البيجر الذي يحمله.

وتسبب الانفجار في خسارته لعينه اليسرى وأصابع يده اليسرى أيضاً، ورشق شظايا في جمجمته، إذ ظل في غيبوبة لمدة أسبوعين ولا يزال يخضع لجراحات في الوجه حتى الآن.

بدوره، أجرى إلياس جرادي، النائب في البرلمان وجراح العيون عشرات الجراحات لمصابين في تفجيرات البيجر، فيما قال إن "بعض الحالات ستضطر إلى تلقي العلاج طوال العمر".

وأضاف في تصريحات لـ "رويترز": "أغلبيتهم بحاجة لعدة جراحات هذا العام وأجرينا عدة جراحات وأغلبيتهم يحتاجون لمتابعة طول العمر، ولا أعتقد أن رحلة العلاج ستقف في مكان معين، بل ستستمر".

وتابع: "كل حالة كانت حالة إنسانية، خاصة عندما نتواجه مع أطفال أو نساء ويسألونك ماذا حصل معنا؟ ولا تستطيع أن تخبرهم". 

انفجارات "صادمة"

وأشعل انفجار أجهزة البيجر فتيل حرب مدمرة بين إسرائيل و"حزب الله"، ما ترك الجماعة في حالة ضعف شديد، وأدى إلى تدمير مناطق واسعة من لبنان.

وقال ناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد شهرين من وقوع الانفجارات، إن رئيس الوزراء "هو من أعطى الضوء الأخضر لشن هذا الهجوم".

وكشف تحقيق أجرته "رويترز" أن إسرائيل أخفت شحنة صغيرة، لكنها شديدة الانفجار من مادة متفجرة بلاستيكية مع صاعق تفجير داخل آلاف من أجهزة البيجر التي اشترتها الجماعة.

وحمل هذه الأجهزة مقاتلون إضافة إلى أفراد من مراكز الخدمات الاجتماعية والطبية التابعة لـ"حزب الله"، إذ وصف فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الانفجارات في ذلك الوقت بأنها "صادمة"، مؤكداً أن آثارها على المدنيين "غير مقبولة".

وأضاف أن استهداف آلاف الأشخاص في وقت متزامن دون معرفة دقيقة بمن يحمل تلك الأجهزة أو مكانهم "ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني".

تصنيفات

قصص قد تهمك