
قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن المحادثات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج "في الأيام المقبلة"، معتبراً أن "الاتفاق ضرورة، ولكن التطبيع ليس على الطاولة الآن"، وذلك، فيما قدم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رد دمشق على العرض الإسرائيلي لاتفاق أمني إلى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر خلال اجتماع في لندن الأربعاء.
وأضاف الشرع في تصريحات للصحافيين من دمشق: "الاتفاق الأمني ضرورة"، وذكر أنه سيتطلب احترام مجال سوريا الجوي ووحدة أراضيها، وأن يخضع لمراقبة الأمم المتحدة.
وأشار الرئيس السوري إلى أن "واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل". ولفت إلى أنه "إذا نجح الاتفاق الأمني فمن الممكن التوصل إلى اتفاقيات أخرى، ولكن السلام والتطبيع ليسا على الطاولة الآن".
وفي السياق، قال مصدر مطلع لمراسل "أكسيوس" باراك رافيد إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، والمبعوث الأميركي توم باراك في لندن، وأشار المصدر إلى أن الاجتماع استمر 5 ساعات.
وأوضح المصدر أن الجانب السوري قدّم خلال اللقاء رده على المقترح الإسرائيلي بشأن اتفاق أمني بين البلدين. وأضاف أن محادثات لندن شهدت تحقيق تقدم نحو "اتفاق محتمل".
وقبل أيام قال الشرع في مقابلة مع "الإخبارية السورية": "نحن الآن في طور مفاوضات، ونقاش حول موضوع الاتفاق الأمني مع إسرائيل.. يجري التفاوض على اتفاق أمني للعودة إلى اتفاق 1974، أو شيء يشبهه وهذا التفاوض لم ينته بعد".
وتابع: "إسرائيل كان لديها مخطط لتقسيم سوريا، وكانت تريد أن تكون ميدانا للصراع مع الإيرانيين أو ما شابه ذلك، وتفاجأت من سقوط النظام.. إسرائيل أخذت الجانب الأكثر أمنا بالنسبة لها فبدأت تقصف بعض الأماكن المدنية والعسكرية، وهذا غير مبرر".
مقترح إسرائيلي لسوريا
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد نقل عن مصدرين مطلعين الثلاثاء، قولهما إن إسرائيل قدمت لسوريا اقتراحاً مفصلاً لاتفاق أمني جديد، يتضمن خريطة للمناطق المنزوعة السلاح المقترحة من دمشق وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل.
وأشار المصدران إلى أن سوريا لم ترد بعد على الاقتراح الإسرائيلي، الذي قُدم قبل عدة أسابيع، وكانت تعمل خلال الأسابيع الماضية على إعداد مقترح مضاد.
ويطالب الاقتراح سوريا بالموافقة على منطقة واسعة منزوعة السلاح ومنطقة حظر طيران على أراضيها، دون أي تغيير على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وبحسب الاقتراح، سيتم تقسيم المنطقة جنوب غرب دمشق إلى ثلاث مناطق، مع السماح للسوريين بالحفاظ على مستويات مختلفة من القوات وأنواع الأسلحة وفقاً لكل منطقة. كما يقترح توسيع المنطقة العازلة بمقدار كيلومترين إضافيين على الجانب السوري.
وفي الشريط المجاور للمنطقة العازلة والأقرب إلى الحدود مع إسرائيل على الجانب السوري، لن يُسمح للقوات العسكرية والأسلحة الثقيلة، لكن يُسمح بوجود الشرطة وقوات الأمن الداخلي. وأضاف مصدر مطلع أن الاقتراح يشمل أيضاً جعل المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية منطقة حظر طيران للطائرات السورية.
ومقابل هذه القيود على الجانب السوري، اقترحت إسرائيل الانسحاب التدريجي من جميع الأراضي التي احتلتها في سوريا خلال الأشهر الماضية، باستثناء نقطة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجي، حيث أصر مسؤول إسرائيلي كبير على الحفاظ على وجود إسرائيلي هناك في أي اتفاق مستقبلي.