
قال مشرعون ومسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيزور واشنطن الخميس، لإجراء محادثات في الكونجرس، بشأن رفع العقوبات الأميركية المتبقية على سوريا بشكل دائم، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
وكانت مصادر قد قالت لـ"الشرق" الثلاثاء، إن الشيباني سيزور واشنطن يومي الخميس والجمعة. وسيسافر الشيباني إلى واشنطن من لندن، التي أجرى فيها محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، سلمه فيها الرد السوري على المقترح الإسرائيلي لاتفاق أمني.
وهذه أول زيارة يجريها وزير خارجية سوري إلى واشنطن منذ أكثر من 25 عاماً، وتأتي في وقت تبذل فيه الولايات المتحدة جهود وساطة للتوصل إلى اتفاق أمني جديد بين إسرائيل وسوريا.
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام لـ"أكسيوس" إنه يتوقع الاجتماع مع الشيباني الخميس، برفقة عدد من أعضاء مجلس الشيوخ لمناقشة رفع "عقوبات قيصر" بشكل دائم.
ويُذكر أن "قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين"، والذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 2020، سمي بهذا الاسم نسبة إلى ضابط منشق عن الجيش السوري سرّب صوراً لضحايا التعذيب. واستهدف القانون نظام الأسد وكل من يتعامل معه، خصوصاً في قطاعات الطاقة والبناء والتمويل.
وأصدرت إدارة الرئيس دونالد ترمب إعفاءات مؤقتة من هذه العقوبات، إلا أن إلغاءها بشكل كامل يتطلب تصويتاً في الكونجرس.
وقال جراهام إنه لكي يدعم هذه الخطوة، فإنه يريد من سوريا أن تنضم رسمياً إلى التحالف ضد تنظيم "داعش"، وأن تمضي قدماً نحو اتفاق أمني جديد مع إسرائيل.
ومن المتوقع أن يلتقي الشيباني الجمعة، مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
محادثات سورية إسرائيلية في لندن
وأجرى الشيباني الأربعاء، في لندن محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لمناقشة المقترح الإسرائيلي بشأن اتفاق أمني جديد بين البلدين.
واستمر اجتماع الشيباني وديرمر خمس ساعات برعاية المبعوث الأميركي توم باراك، لمناقشة الرد السوري على المقترح الإسرائيلي، وفقاً لمصادر مطلعة على الاجتماع.
وأكد أحد المصادر أن محادثات لندن حققت تقدماً نحو اتفاق محتمل.
الشرع: الاتفاق الأمني مع إسرائيل ضرورة
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد قال لصحافيين الأربعاء، إن المحادثات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج "في الأيام المقبلة"، معتبراً أن "الاتفاق ضرورة، ولكن التطبيع ليس على الطاولة الآن".
وأضاف الشرع في تصريحات للصحافيين من دمشق: "الاتفاق الأمني ضرورة"، وذكر أنه سيتطلب احترام مجال سوريا الجوي ووحدة أراضيها، وأن يخضع لمراقبة الأمم المتحدة.
وأشار الرئيس السوري إلى أن "واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل". ولفت إلى أنه "إذا نجح الاتفاق الأمني فمن الممكن التوصل إلى اتفاقيات أخرى، ولكن السلام والتطبيع ليسا على الطاولة الآن".
وقال إن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة على سوريا وما يزيد على 400 توغل بري منذ الثامن من ديسمبر، عندما أطاح هجوم المعارضة الذي قاده بالرئيس السابق بشار الأسد.
وأضاف الشرع أن أفعال إسرائيل تتناقض مع السياسة الأميركية المعلنة بأن تكون سوريا مستقرة وموحدة، ووصف تلك الأفعال بأنها خطيرة جداً.
وتابع قائلاً إن دمشق تسعى إلى إبرام اتفاق مشابه لاتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا لعام 1974 والتي أنشأت منطقة منزوعة السلاح بين البلدين.
وأوضح أن سوريا تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية لكن إسرائيل تريد أن تبقى في مواقع استراتيجية سيطرت عليها بعد الثامن من ديسمبر، بما في ذلك جبل الشيخ. وقال وزراء إسرائيليون علناً إن إسرائيل تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة على تلك المواقع.
وقال الشرع أيضاً إن سوريا وإسرائيل كانتا على بعد "أربعة أو خمسة أيام" فقط من التوصل إلى أساس اتفاق أمني في يوليو تموز، لكن التطورات في محافظة السويداء الجنوبية عرقلت تلك المناقشات.