
حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رئيس الورزاء البريطاني كير ستارمر على "استدعاء الجيش" لوقف الهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا، حيث اختتم زيارته بالتحذير من أن هذه المشكلة قد تدمر البلاد، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز".
وفي مؤتمر صحافي عُقد في تشيكرز، المنتجع الريفي لرئيس الوزراء البريطاني، قال ترمب، إنه اتخذ إجراءات صارمة لوقف الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، واقترح على ستارمر أن يحذو حذوه.
وأضاف: "أبلغت رئيس الوزراء أنني سأوقفها (الهجرة). لا يهم إن استدعيت الجيش أو ما هي الوسائل التي تستخدمها. إنها تدمر الدول من الداخل".
وجاء تدخل ترمب في ختام زيارة دولة كانت إيجابية إلى حد كبير وخالية من المشكلات، حيث أشاد ستارمر بما زعم أنها وعود من شركات أميركية باستثمار 150 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا.
وتشبه دعوة الرئيس الأميركي لستارمر للتعامل مع الهجرة غير الشرعية من خلال الاستعانة بالجيش، دعوات حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بزعامة نايجل فاراج لاتباع نهج أكثر صرامة في هذه القضية، بما في ذلك "الترحيل الجماعي".
وردّ ستارمر بأن الحكومة تتخذ خطوات لمعالجة المشكلة، مؤكداً أن أول رحلة تقلّ مهاجراً هندياً وصل إلى البلاد على متن قارب صغير، هبطت في باريس بموجب اتفاقية عودة أُبرمت مؤخراً.
خلافات بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
كما اختلف الزعيمان، اللذان أمضيا ساعة في محادثات ثنائية حول قضايا عالمية، حول خطة ستارمر للاعتراف الوشيك بالدولة الفلسطينية. وقال ترمب إنها "واحدة من خلافاتنا القليلة"، لكن كانت هناك نقاطاً خلافية أخرى. إذ قال ترمب إن طاقة الرياح التي يدافع عنها ستارمر "مزحة باهظة الثمن"، وحثّ رئيس الوزراء على زيادة استغلال نفط بحر الشمال.
وبشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، تحدث ستارمر عن "الكارثة الإنسانية" التي تتكشف في المنطقة، بينما ركز ترمب، عندما سُئل عن موعد زيادة الضغط على إسرائيل لوقف هجومها العسكري، لى الرهائن الإسرائيليين الذين أسرتهم حركة "حماس".
وقال الرئيس الأميركي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "خذله حقاً"، لكنه لم يوضح كيف سيضغط على الكرملين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكانت المفاجأة الأكبر في المؤتمر الصحافي، وهو آخر نشاط لترمب في بريطانيا قبل عودته إلى واشنطن، تعليقه بأن الولايات المتحدة ترغب في استعادة قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان من طالبان.
وقال ترمب عن محادثاته مع طالبان: "لقد أعطيناهم إياها دون مقابل. بالمناسبة، نحاول استعادتها. نحاول استعادتها لأنهم يحتاجون لأشياء منا".
وأضاف: "لكن أحد أسباب رغبتنا في القاعدة، كما تعلمون، هو أنها تبعد ساعة واحدة عن المكان حيث تصنع الصين أسلحتها النووية".
زيارة تاريخية
واختتم المؤتمر الصحافي، زيارة دولة تاريخية لترمب، وهي المرة الأولى التي يحظى فيها رئيس أميركي في منصبه باستقبالين من هذا القبيل. وكانت آخر زيارة دولة له خلال رئاسته الأولى عام 2019.
وتجاوز الرئيس أحد المخاطر المحتملة للزيارة، وهو احتمال مواجهة ترمب أسئلة متجددة حول علاقته بجيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي على قاصرين.
وعندما سُئل ترمب عن إقالة ستارمر للورد بيتر ماندلسون من منصب سفير بريطانيا في واشنطن بسبب صلاته بإبستين، قال ترمب إن هذا السؤال موجه لرئيس الوزراء البريطاني.
وقال الرئيس الأميركي عن ماندلسون، الذي استضافه في البيت الأبيض هذا الشهر لإجراء محادثات حول الرسوم الجمركية على المشروبات الكحولية: "لا أعرفه". وكان ترمب قد أشاد في وقت سابق بـ"لكنة ماندلسون الجميلة".
وزعم ستارمر، الخميس، أن مدح ترمب والتساهل معه، بما في ذلك تخصيص يوم كامل له في القصر الملكي في قلعة وندسور، الأربعاء، كان مثالاً على "القوة الناعمة" التي تُحقق فوائد اقتصادية ملموسة.
وقال إن الشركات الأميركية، تعهدت باستثمار 150 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا، ستوفر فرص عمل، وأنها مرتبطة بشكل ما بزيارة ترمب.
وقال: "هذا بالضبط ما تُحققه هذه الزيارة الرسمية".