بولندا تتوعد بإسقاط طائرات روسيا إذا اخترقت أجواء الناتو: انتهى عصر الإمبراطوريات

time reading iconدقائق القراءة - 9
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك خلال مناورات الناتو "المدافع الحديدي" 2025 في ميدان تدريب في أوستكا بشمال بولندا. 16 سبتمبر 2025 - REUTERS
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك خلال مناورات الناتو "المدافع الحديدي" 2025 في ميدان تدريب في أوستكا بشمال بولندا. 16 سبتمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

توعد وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، روسيا، الاثنين، قائلاً إن "موسكو لا ينبغي أن تشتكي في الأمم المتحدة، إذا أُسقطت طائراتها بعد دخولها الأجواء الجوية لدول حلف الناتو".

واتهمت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، روسيا خلال جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في نيويورك، الاثنين، بانتهاك المجال الجوي للحلف في إستونيا وبولندا، وهي أفعال قالت بريطانيا إنها "قد تشعل فتيل صراع مسلح".

وأعلنت إستونيا، الجمعة، دخول 3 طائرات عسكرية روسية مجالها الجوي دون إذن، وبقيت فيه لمدة 12 دقيقة قبل إجبارها على الانسحاب.

وقال سيكورسكي خلال الجلسة: "لدي طلب واحد فقط للحكومة الروسية: إذا دخل صاروخ أو طائرة أخرى مجالنا الجوي دون إذن، عمداً أو عن طريق الخطأ، وأُسقطت وسقط حطامها على أراضي الناتو، فأرجو ألا تأتي إلى هنا للتذمر بشأن ذلك"، مضيفاً: "لقد تم تحذيركم".

ووجه سيكورسكي انتقاداً آخر لموسكو، قائلاً: "نحن نعلم أنكم لا تكترثون بالقانون الدولي، وأنكم غير قادرين على العيش في سلام مع جيرانكم. إن قوميتكم الجنونية تنطوي على شهوة الهيمنة، والتي لن تتوقف حتى تدركوا أن عصر الإمبراطوريات قد ولى، وأن إمبراطورتيكم لن يعاد بناؤها".

تهديد بولندي

وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك قال، الاثنين، إن وارسو ستسقط الطائرات المعادية التي تدخل المجال الجوي البولندي.

وأضاف توسك خلال مؤتمر صحافي: "أريد أن أكون واضحاً جداً. سنتخذ قراراً بإسقاط الأجسام الطائرة دون نقاش عندما تنتهك أراضينا وتحلق فوق بولندا. لا مجال للنقاش هنا".

وفي 19 سبتمبر الجاري، دخلت 3 طائرات مقاتلة روسية طراز MIG-31 المجال الجوي لإستونيا لمدة 12 دقيقة، قبل أن تتصدى لها طائرات F-35 إيطالية تمثل حلف الناتو، متمركزة في إستونيا.

ووصفت الحكومة في تالين الاختراق بأنه جزء من حملة أوسع نطاقاً لموسكو لاختبار مدى استعداد الناتو للرد بحزم على التهديدات الإقليمية.

وجاء هذا التوغل في إستونيا، بعد أن أرسلت روسيا طائرات مسيرة إلى كل من بولندا ورومانيا في وقت سابق من هذا الشهر، ما وضع حلف الناتو في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء أوروبا.

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الاثنين، إن "المزاعم بأن روسيا انتهكت المجال الجوي الإستوني لا أساس لها من الصحة وتهدف إلى تصعيد التوترات"، مضيفاً أن "روسيا تعمل في إطار القواعد الدولية".

وفي وقت سابق من الشهر، أغلقت ليتوانيا بشكل مؤقت أجزاء من مجالها الجوي على طول الحدود مع بيلاروس، للسماح للجيش باستهداف الطائرات التي تنتهك منطقة حظر الطيران أو الطائرات المسيرة الطائشة.

تحذير بريطاني

وفي الاجتماع نفسه بمجلس الأمن، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، من أن توغلات روسيا في أجواء حلف الناتو قد تؤدي إلى "إشعال صراع مسلح".

وقالت: "أفعالكم المتهورة تُهدد بمواجهة مسلحة مباشرة بين الناتو وروسيا، تحالفنا دفاعي، لكن لا تتوهموا أننا على أهبة الاستعداد للدفاع عن سماء الناتو وأراضيه"، مضيفة: "إذا احتجنا لمواجهة طائرات تعمل في فضاء الناتو دون إذن، فسنفعل".

وأثار هذا الأمر انتقادات فورية من موسكو، التي رفضت مخاوف أوروبا، ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة ومبالغ فيها".

ويتمثل رد حلف شمال الأطلسي على هذا النشاط الروسي المتزايد في إطلاق عملية "الحارس الشرقي" في وقت سابق من الشهر الجاري، لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لأوروبا رداً على سلسلة من الغارات الروسية بطائرات بدون طيار فوق بولندا.

وبعد أن أرسلت ألمانيا والسويد طائرات مقاتلة، الأحد، لاعتراض وتتبع طائرة مراقبة روسية مجهولة الهوية تحلق فوق بحر البلطيق، قال أحد الزعماء الإقليميين إن "روسيا لا تختبر رد فعل حلف شمال الأطلسي فحسب، بل تهدف أيضاً إلى تقليل الدعم لأوكرانيا من خلال إجبار الدول على إعادة توجيه الموارد".

ليتوانيا: روسيا تختبر استعدادنا

من جانبه، قال الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسيدا، إن روسيا تختبر استعداد الناتو للرد بسلسلة التوغلات التي قامت بها على طول الجناح الشرقي للحلف.

وأضاف ناوسيدا خلال فعالية نظمتها غرفة التجارة الأميركية البلطيقية في نيويورك، الاثنين: "روسيا تختبرنا، وتختبر مدى استعدادنا، وتختبر التزامنا بالرد. من المهم للغاية إظهار التضامن"، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

ووصف ناوسيدا التوغل الجوي في إستونيا، بأنه "انتهاك سافر للمجال الجوي لدولة ذات سيادة"، لافتاً إلى أن دول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، الأكثر تعرضاً للخطر بسبب قربها من روسيا ودولتها العميلة بيلاروس، لديها قدرات دفاع جوي محدودة للرد على انتهاكات المجال الجوي.

وأكد الرئيس الليتواني، أن هذه الحوادث تعني أن على الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الحدود الخارجية"، مضيفاً: "يتعلق الأمر بمستوى الوعي لدينا. إذا لم نتخذ إجراء الآن سيكون هناك المزيد من الهجمات في المستقبل".

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، يعد رد فعل ليتوانيا مؤشراً على القلق المتزايد بشأن التهديد، الذي تشكله الطائرات المسيرة التي تدخل أراضي الحلف عن طريق الخطأ.

وقال الرئيس اللاتفي، إدجارز رينكيفيكس، على منصة "إكس"، إن "تحديد كيفية الرد على روسيا لم يكن سهلاً"، مضيفاً أن "روسيا تفعل ما يكفي فقط لعدم تجاوز الخط الأحمر".

مشاورات في الناتو

وأثار الحادث الأخير مشاورات في حلف الناتو، بعد أسبوع واحد فقط من قرار الحلف بتعزيز جناحه الشرقي من خلال نشر دفاعات جوية وطائرات عسكرية إضافية.

كما دفعت التوغلات المتعددة في أجواء الناتو، الاتحاد الأوروبي، إلى إطلاق محادثات حول إنشاء ما يطلق عليه "جدار المسيرات"، للدفاع عن الحدود الشرقية لأوروبا ضد موسكو.

ومن المقرر أن تناقش سبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الخطة الدفاعية في اجتماع عبر الإنترنت مع المفوضية الأوروبية، وأوكرانيا، الجمعة.

وضغطت إستونيا التي دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة التوغل الروسي الأسبوع الماضي، على الأعضاء لمعالجة ما وصفته بأنه "انتهاك صارخ، ومتهور وواضح للمجال الجوي لحلف الناتو، وانتهاكات متكررة للقانون الدولي من جانب روسيا".

وقال وزير الخارجية الإستوني، مارجوس تساهكنا، الأحد، في منشور على منصة "إكس"، إن "تصرفات روسيا تقوض المبادئ الحيوية لأمن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".

تراجع الثقة في واشنطن

وبينما يكافح الناتو لتحويل حالة التأهب إلى أفعال، حض مسؤولون على رد أكثر حزماً، وحذروا من أن التردد قد يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن التساؤلات حول الدعم الأميركي، ومخاطر التصعيد، وما يعنيه هذا التهديد المتزايد لأوكرانيا "لا تزال دون إجابة".

وعندما سأله الصحافيون، الأحد، عما إذا كانت واشنطن ستدافع عن بولندا ودول البلطيق إذا هاجمتها روسيا، قال ترمب: "نعم، سأفعل".

وصرّح مايك والتز السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع مجلس الأمن، بأن الأحداث تركت "انطباعاً بأن روسيا إما تريد التصعيد أو أنها لا تسيطر بشكل كامل على طائراتها المقاتلة وطائراتها المسيرة"، مضيفاً "أن كلا السيناريوهين مُقلق للغاية".

وأضاف أن الولايات المتحدة "ستدافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي"، لافتاً إلى أنه "يتوقع من روسيا أن تسعى إلى إيجاد سبل لخفض التصعيد، وليس المخاطرة بالتوسع".

ورغم ذلك، اهتزت ثقة أوروبا في الحصول على دعم واشنطن على خلفية موقف ترمب بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، وامتناعه حتى الآن عن الوفاء بتعهده فرض مزيد من العقوبات على موسكو لرفضها محادثات السلام مع كييف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه "يستعد لأسبوع مكثف في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث يأمل في حشد الدعم للجهود الرامية إلى وقف الغزو الروسي".

تصنيفات

قصص قد تهمك