
أعلنت روسيا، الاثنين، أن التجنيد الخريفي الإلزامي سيجري في مواعيده بين الأول من أكتوبر و31 ديسمبر، مع الإبقاء على مدة الخدمة عاماً واحداً، وعدم ربطها بـ"العملية العسكرية" في أوكرانيا، فيما أفاد معهد دراسات الحرب الأميركي بأن موسكو بدأت منذ يوليو الماضي، تشكيل "احتياطي استراتيجي" جديد من المجندين، استعداداً لـ"مواجهة محتملة"، مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال نائب رئيس مديرية التنظيم والتعبئة الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فلاديمير تسيمليانسكي، إن التجنيد الخريفي الإلزامي سيجري كما هو مخطط له بين الأول من أكتوبر و31 ديسمبر، مستثنياً بعض مناطق أقصى الشمال والأقاليم المماثلة، حيث سيستمر من 1 نوفمبر إلى 31 ديسمبر.
وذكر تسيمليانسكي للصحافيين، أن مدة الخدمة العسكرية الإلزامية في روسيا لن تتغير وستبقى عاماً واحداً، لافتاً إلى أن "المجندين سيرسلون إلى وحدات وتشكيلات عسكرية داخل روسيا فقط، ولن يُكلفوا بمهام تتعلق بالعملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا.
وأوضح أنه خلال فترة التجنيد الإلزامي الربيعي، تم إرسال 160 ألف شخص إلى الخدمة العسكرية.
احتياطي استراتيجي
وأفاد معهد دراسات الحرب الأميركي (ISW)، نقلاً عن مصدر روسي، الأحد، بأن روسيا بدأت منذ يوليو الماضي، في تشكيل احتياطي استراتيجي جديد من المجندين.
وأشار المصدر الذي وصفه المعهد بأنه "مطلع من داخل روسيا" واعتاد على تقديم تقارير دقيقة بشأن التغييرات في القيادة العسكرية الروسية، إلى أن قرابة 292 ألف شخص وقعوا عقوداً مع وزارة الدفاع الروسية منذ بداية عام 2025 وحتى 15 سبتمبر، أي بمعدل يقارب 7 آلاف و900 مجند أسبوعياً أو 31 ألف و600 شهرياً.
وذكر المصدر، أن بعض هولاء المجندين "ينضمون إلى الاحتياطي الاستراتيجي الذي تعمل روسيا على تشكيله"، لكنه لم يحدد عدد الذين ذهبوا إلى القوات الاحتياطية مقابل الذين يتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، بحسب المعهد.
وقال محللون إن القيادة العسكرية الروسية قد تكون رأت أن بوسعها تشكيل احتياطي استراتيجي بعدما بدأت خسائرها البشرية بالتراجع في صيف 2025.
وزعموا أن مسؤولين أوكرانيين أفادوا بأن روسيا تكبدت ما بين 32 ألفاً و48 ألف مجند شهرياً بين يناير ويوليو 2025، وهو عدد أكبر من معدل التجنيد الشهري المعلن.
لكن المسؤولين أنفسهم قالوا إن روسيا تكبدت قرابة 29 ألف مجند في أغسطس 2025، و13 ألفاً في النصف الأول من سبتمبر 2025، وهما الشهران الوحيدان في العام الجاري اللذان كانت فيهما معدلات الخسائر أقل من معدل التجنيد الشهري، وفقاً لـISW.
ويرى المعهد، أن التقارير بشأن إنشاء روسيا احتياطي استراتيجي هي "مؤشر على أن الكرملين لا يسعى لإنهاء حربه ضد أوكرانيا، بل هو مصمم على تحقيق أهدافه العسكرية في ساحة القتال، وقد يكون في الوقت نفسه يستعد لمواجهة محتملة مع حلف الناتو".
واعتبر المعهد أن قرار إنشاء احتياطي استراتيجي يشير إلى أن روسيا، تخطط لـ"تصعيد" عملياتها في أوكرانيا على المدى القريب إلى المتوسط بدلاً من إنهاء الحرب.
وذكر المعهد الأميركي، أن هذه الخطوة تأتي في إطار استعدادات الكرملين الأوسع لاحتمال نشوب صراع مع "الناتو" مستقبلاً، خصوصاً مع تكثيف برامجها العسكرية الموجهة للشباب، والتي تهدف إلى استقطابهم للانضمام إلى الجيش في السنوات المقبلة.
كما تطرق المعهد، إلى ما وصفه بـ"الانتهاكات الروسية الأخيرة" لأجواء دول أعضاء في "الناتو"، والتي سبق التطرق إليها في تقارير سابقة.
ويقدّر موقع Global Firepower، المختص بترتيب القوى العسكرية عالمياً، أن عدد الجنود الحاليين في القوات المسلحة الروسية بنحو مليون 320 ألف فرد.