
أكدت الولايات المتحدة خلال اجتماع دولي عقدته على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر والسعودية وتركيا والإمارات وبريطانيا، الثلاثاء، على أهمية "التكامل الأمني" بين شرق وغرب ليبيا لتعزيز مساهمة البلاد في الأمن والاستقرار الإقليمي، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.
وذكر البيان، أن الولايات المتحدة، بصفتها رئيسة الاجتماع، "أعادت التأكيد على التزام المجتمع الدولي بدعم مسار ليبيا نحو مزيد من الوحدة والأمن والاستقرار والازدهار".
كما رحبت بعرض الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة هانا تيتيه، التي قدمت تحديثاً حول جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لـ"دفع خارطة الطريق السياسية وتسهيل حوار هادف بين الأطراف الليبية".
وشددت الخارجية الأميركية، على أهمية "التكامل الأمني" بين شرق وغرب ليبيا لتعزيز مساهمة البلاد في الأمن والاستقرار الإقليمي، مشيدة بدعم المشاركين لتعديل حظر الأسلحة الأممي في عام 2025، والذي أتاح خطوات أولية مثل التدريب المشترك والمساعدات الفنية لتعزيز هذا التكامل.
وأكد الاجتماع ضرورة دعم المؤسسات الاقتصادية المستقلة والبنية التقنية الأساسية، بما في ذلك المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي وديوان المحاسبة، لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وخلق بيئة أعمال مستقرة في ليبيا.
ويرى المشاركون، أن الجهود الدولية المنسقة لدعم الاقتصاد وحماية الموارد ستسهم في تعزيز الوحدة والازدهار، بحسب البيان الأميركي.
ورحب الاجتماع بدعم المشاركين لخارطة الطريق السياسية لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ولجهود الممثلة الخاصة للأمين العام في بناء التوافق بين الأطراف الليبية، مشدداً على أن توحيد المؤسسات السياسية ضروري لتعزيز الازدهار، والدفاع عن سيادة البلاد، وحماية حدودها، ومنع استخدام أراضيها لنشر تهديدات مثل الهجرة غير القانونية وتهريب الأسلحة.
وناقش المشاركون، وجهات نظر دولهم وخطوات مرحلية يمكن للجميع المساهمة فيها لوضع ليبيا على مسار أكثر استقراراً ووحدة.
من جانبه، قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، إنه "عقد اجتماعاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتنسيق الدعم الدولي للجهود التي يبذلها الليبيون لجعل بلدهم أقوى وأكثر أمناً وازدهاراً".
وأعرب بولس في منشور على منصة "إكس"، الأربعاء، عن شكره للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه، والشركاء الرئيسيين الذين حضروا الاجتماع، بما في ذلك مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر والسعودية وتركيا والإمارات وبريطانيا.
وشدد المسؤول الأميركي على أن "ليبيا المستقرة والموحدة أفضل لنا جميعاً"، مضيفاً: "يمكننا معاً مساعدة ليبيا على التقدم نحو هذا الهدف".
وكان مسؤولون من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عقدوا اجتماعاً ثلاثاً هو السادس من نوعه، الأحد الماضي، أكدوا على دعمهم لخارطة الطريق التي وضعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لقيادة البلاد نحو الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة، بحسب ما ذكرته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان.
ركائز خارطة الطريق
وترتكز خارطة طريق، التي قدمتها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، هانا تيتيه، إلى مجلس الأمن الدولي في أغسطس الماضي، على القيام بإصلاحات تأسيسية وتشريعية لتهيئة الظروف للانتخابات.
وتتضمن الخارطة دعوة للتفاوض على تشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني وشعبي، كما تطالب بإطلاق حوار وطني لبناء توافق حول قضايا الاقتصاد والأمن.
أما الجانب التنفيذي للخارطة، الممتد بين 12 و18 شهراً، يقوم على 3 مراحل رئيسية، تبدأ بإعداد إطار انتخابي متماسك فنياً وقابل للتطبيق سياسياً، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
أما المرحلة الثانية فتشمل توحيد المؤسسات من خلال حكومة جديدة موحدة بين الغرب والشرق، فيما تنص المرحلة الثالثة على إنشاء حوار يناقش مختلف القضايا ويتيح مشاركة واسعة لليبيين.
وتعثرت العملية السياسية في ليبيا منذ انهيار الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في ديسمبر 2021، وسط خلافات بشأن أهلية المرشحين الرئيسيين.