صور أقمار اصطناعية تكشف نشاطاً جديداً في مواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة بالأقمار الاصطناعية ترصد تحركات لترميم منشأة إيرانية لإنتاج الصواريخ بعد تعرضها لهجمات إسرائيلية. 5 سبتمبر 2025 - Planet Labs PBC
صورة بالأقمار الاصطناعية ترصد تحركات لترميم منشأة إيرانية لإنتاج الصواريخ بعد تعرضها لهجمات إسرائيلية. 5 سبتمبر 2025 - Planet Labs PBC
دبي -الشرق

أظهرت صور أقمار اصطناعية، أوردتها وكالة "أسوشيتد برس"، بدء إيران إعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ التي استهدفتها إسرائيل خلال حرب الـ12 يوماً في يونيو الماضي، إلا أن مكوناً أساسياً يبدو أنه ما زال غائباً، وهي الخلاطات الكبيرة اللازمة لإنتاج الوقود الصلب لهذه الأسلحة.

ويُعد إعادة بناء برنامج الصواريخ أمراً حيوياً لإيران، التي تعتقد أن جولة أخرى من الحرب مع إسرائيل قد تندلع. وتمثل الصواريخ إحدى وسائل الردع العسكري البارزة لدى إيران، بعد أن دمرت الحرب أنظمة دفاعها الجوي.

وقال خبراء صواريخ لـ"أسوشيتد برس"، إن الحصول على هذه الخلاطات يُعد هدفاً لطهران، خاصة مع استعدادها لاحتمال إعادة فرض عقوبات من قبل الأمم المتحدة على البلاد، في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأضافوا أن العقوبات ستُفرض على إيران في حال أي تطوير لبرنامج الصواريخ، إلى جانب إجراءات أخرى.

ويمكن لإيران شراء هذه الخلاطات من الصين، إذ يقول خبراء ومسؤولون أميركيون لـ"أسوشيتد برس"،  إن طهران سبق أن اشترت مكونات وقود الصواريخ ومكونات أخرى منها في الماضي.

وقال سام لير، الباحث المشارك في مركز جيمس مارتن للدراسات، الذي درس مواقع الصواريخ الإيرانية: "إذا تمكنوا من إعادة الحصول على بعض المعدات الأساسية، مثل الخلاطات، فإن البنية التحتية لا تزال موجودة وجاهزة للعمل مجدداً".

صواريخ الوقود الصلب

يمكن إطلاق الصواريخ العاملة بالوقود الصلب بسرعة أكبر مقارنة بالصواريخ التي تستخدم الوقود السائل، والذي يجب تعبئته مباشرة قبل الإطلاق. وتكمن أهمية هذه السرعة في أنها قد تحدد الفرق بين إطلاق الصاروخ أو تدميره داخل منصة الإطلاق، وهو ما حدث خلال الحرب مع إسرائيل.

وتمتلك إيران قواعد لإنتاج الصواريخ العاملة بالوقود الصلب في خوجير وبارتشين، وهما موقعان يقعان بالقرب من طهران، بالإضافة إلى قاعدة في شهرود، على بعد نحو 350 كيلومتراً شمال شرق العاصمة.

ووفقاً للخبراء، بدا أن الهجمات خلال حرب يونيو استهدفت تدمير المباني التي تحتوي على الخلاطات اللازمة لضمان خلط وقود الصواريخ بشكل متساوٍ. وشملت المواقع الأخرى التي ضربتها إسرائيل مرافق تصنيع كان من المحتمل استخدامها لإنتاج هذه الخلاطات.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs PBC هذا الشهر، وحللتها "أسوشيتد برس"، أعمال بناء في كل من منشأتي بارتشين وشهرود.

وقال لير، إن مباني تصنيع الخلاطات في بارتشين تخضع على ما يبدو لأعمال إصلاح، وأشار إلى عملية إعادة بناء مماثلة تجري في شهرود، وتشمل مباني تصنيع خلاطات ومنشآت أخرى.

وقالت الوكالة، إن سرعة إعادة البناء في إيران تظهر مدى الأهمية التي توليها طهران لبرنامجها الصاروخي. في المقابل، لم تشهد منشآت إيران النووية التي تعرضت للقصف حتى الآن نفس مستوى النشاط.

وخلال الحرب، أطلقت إيران 574 صاروخاً باليستياً على إسرائيل، وفقاً للمعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي في واشنطن، والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الجيش الإسرائيلي. وأضاف المعهد أن إيران أطلقت 330 صاروخاً آخر في قصف متبادل قبل اندلاع الحرب.

ويقدر الجيش الإسرائيلي إجمالي ترسانة إيران بنحو 2500 صاروخ، ما يعني أن أكثر من ثلث صواريخها تم إطلاقه.

خلاطات صينية

وقالت "أسوشيتد برس"، إن إيران قد تفضل "الاعتماد على الصين" للحصول على الخلاطات، والمواد الكيميائية اللازمة لصنع الوقود الصلب.

وأضافت أن هذه المواد الكيميائية "قد تكون سبباً في انفجار هائل وقع في أبريل الماضي، وأودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصاً" في أحد الموانئ الإيرانية. 

ولم توضح إيران بعد سبب الانفجار، الذي وقع بالتزامن مع اجتماعات دبلوماسييها مع الأميركيين في عمان بشأن برنامجها النووي.

وبعد أيام قليلة من الانفجار، فرضت الخارجية الأميركية، عقوبات على شركات صينية قالت إنها زودت إيران بـ"مكونات وقود الصواريخ الباليستية".

وتشير تقديرات إلى أن "الحرس الثوري" الإيراني، زود منشأة تحت أرضية لتصنيع الصواريخ الباليستية في سوريا بخلاط كوكبي، بالقرب من مدينة مصياف، على بعد نحو 170 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق، قرب الحدود اللبنانية.

وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي بعد عدة أشهر من الغارة التي استهدفت المنشأة في سبتمبر 2024، الخلاط، الذي كان يشبه خلاطات أخرى تُباع عبر الإنترنت من قبل شركات صينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك