أكبر اجتماع لقادة جيش أميركا مع وزير الحرب.. التوقعات والمخاوف

عسكري متقاعد: جنرالات ألمانيا استُدعوا إلى اجتماع مفاجئ لأداء قسم الولاء لهتلر.. وهيجسيث: قصة رائعة

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من احتفال الجيش الأميركي بعيده الـ250 بحضور الرئيس دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيجسيث والسيدة الأولى ميلانيا ترامب في نفس يوم عيد ميلاد الرئيس الأميركي في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة. 14 يونيو 2025 - army.mil
جانب من احتفال الجيش الأميركي بعيده الـ250 بحضور الرئيس دونالد ترمب ووزير الدفاع بيت هيجسيث والسيدة الأولى ميلانيا ترامب في نفس يوم عيد ميلاد الرئيس الأميركي في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة. 14 يونيو 2025 - army.mil
واشنطن/دبي-رويترزالشرق

بدأ القادة العسكريون الأميركيون المنتشرون في جميع أنحاء العالم الاستعداد للسفر إلى فيرجينيا لحضور اجتماع مع وزير الحرب بيت هيجسيث، مقرر عقده هذا الأسبوع، والذي وصفه بعض المسؤولين بأنه أكبر تجمع للعسكريين وقادة الجيش الأميركي.

واستدعى هيجسيث قادة عسكريين أميركيين من جميع أنحاء العالم إلى اجتماع في كوانتيكو بولاية فيرجينيا مقرر عقده، الثلاثاء، وصفته وسائل الإعلام الأميركية بأنه "الأكبر" و"تجمع نادر" للقيادة العسكرية للولايات المتحدة في مكان واحد.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN: "إن الاجتماع يهدف إلى استعراض قوة الجيش الجديد في عهد الرئيس دونالد ترمب"، فيما أوضحت ثلاثة من المصادر أن الاجتماع سيكون بمثابة "تجمع حماسي"، حيث سيؤكد هيجسيث على أهمية "روح المحارب" ويضع رؤية جديدة للجيش الأميركي.

ومن المتوقع أن يناقش معايير الاستعداد واللياقة البدنية والتهذيب الجديدة التي يُتوقع من الضباط الالتزام بها وتطبيقها، لافتة إلى أن فريق هيجسيث يُخطط لتسجيل خطابه ونشره علناً لاحقاً، وأن البيت الأبيض يُخطط لتضخيمه.

ولدى الولايات المتحدة قوات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مواقع بعيدة مثل كوريا الجنوبية واليابان والشرق الأوسط  والتي يقودها جنرالات وأميرالات من ذوي الرتب العسكرية بنجمتين وثلاث وأربع نجوم.

ثلاث محاضرات قصيرة

بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، من المتوقع أن يكون خطاب هيجسيث في ثلاث محاضرات قصيرة، الأولى حول "أخلاقيات المحارب" أما الثانية حول قاعدة الصناعات الدفاعية، والثالثة حول الردع.

وبينما قال مسؤولان أميركيان، لـ "رويترز"، إن الحدث سيركز على مناقشة هيجسيث لضرورة الالتزام "بأخلاقيات المحارب" في جميع قطاعات الجيش، قال آخرون إن الحدث الذي يستمر لمدة ساعة تقريباً قد يتطرق إلى مجالات أخرى.

وقال مسؤول ثالث إنه بالنظر إلى كبار المسؤولين الذين سيتواجدون في مكان واحد، فمن المحتمل مناقشة قضايا جوهرية، مثل استراتيجية الدفاع الوطني الجديدة للإدارة الأميركية والتقليص المتوقع للرتب العليا في الجيش، حتى لو لم تكن مدرجة رسمياً على جدول الأعمال.

وأضاف المسؤول: "لن أتفاجأ إذا كانت هناك بعض المفاجآت خلال الحدث.. نحن لا نتخلى عن حذرنا".

وتوقع مسؤولون أن يقام الحدث في قاعدة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فيرجينيا، إذ قد يسافر بعض كبار المسؤولين، الذين يتم تزويدهم بطائرات عسكرية أميركية للسفر الرسمي، إلى قاعدة "أندروز" المشتركة في ولاية ماريلاند.

ويتحدث هيجسيث في كل خطاب علني يلقيه تقريباً عن "أخلاقيات المحارب"، وحاجة الجيش الأميركي إلى التحلي بعقلية المحارب.

وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن التوجيه يأتي في أعقاب إقالة هيجسيث للعديد من كبار الضباط العسكريين دون سبب، ما قلب المعايير العسكرية رأساً على عقب وخلق ثقافة الخوف في وزارة الدفاع.

أخلاقيات المحارب

ويشير مصطلح "Warrior Ethos" أو "أخلاقيات المحارب" إلى مجموعة من القيم والمبادئ التي تُشكّل الهوية القتالية والانضباط الداخلي للمقاتل أو الجندي في الجيش الأميركي.

وتضم "أخلاقيات المحارب" التي يتم تدريسها في الجيش الأميركي مجموعة من العناصر، لعل من أبرزها: سأضع تنفيذ المهمة دائمًا في المقام الأول بين أولوياتي، لن أقبل الهزيمة أبدًا، لن أستسلم أبدًا، لن أترك رفيقًا سقط في المعركة.

وتغرس هذه المبادئ في الجنود منذ التدريب الأول، وتُستخدم لتشكيل عقلية قتالية قائمة على الولاء والشجاعة والتضحية والانضباط، بحسب الجيش الأميركي في موقعه الرسمي.

استياء عسكري من الكلفة

بحسب "واشنطن بوست"، شكك بعض مسؤولي الوزارة في حكمة عقد اجتماع كبير نسبياً في وقت قصير لسماع هيجسيث يتحدث لبضع دقائق، واستاءوا من فكرة أن القادة العسكريين المخضرمين، الذين أمضى قسم منهم سنوات في القتال بمراحل سابقة من حياتهم المهنية، يحتاجون إلى تعليمات حول كيفية القتال.

وبدا أن هيجسيث قد تناول المخاوف بشأن الاجتماع لأول مرة، صباح الجمعة، بعد أن علق على منشور لضابط كبير متقاعد يدعى بن هودجز، قال في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "الجنرالات الألمان استُدعوا إلى اجتماع مفاجئ في برلين عام 1935وطُلب منهم أداء قسم شخصي للفوهرر (كلمة تعني القائد)".

ليرد هيجسيث بسخرية عبر حسابه في منصة "إكس": "قصة رائعة يا جنرال".

وكان توقيت الحدث مثيراً للقلق بشكل خاص، إذ من المقرر إلقاء الخطاب في 30 سبتمبر، وهو اليوم الأخير من السنة المالية، وفي حال حدوث إغلاق حكومي، فقد يترك ذلك كبار الموظفين عالقين في ولاية فرجينيا، حيث تُوازن القيادات العسكرية حول العالم بين التداعيات الأمنية للغزو الروسي لأوكرانيا، والحرب الإسرائيلية على غزة، والعمليات العسكرية الجديدة في منطقة البحر الكاريبي ضد عصابات المخدرات، والتهديد المستمر للأفراد الأميركيين في الشرق الأوسط.

تسريح كبار العسكريين

ويأتي الحدث في أعقاب عمليات التسريح والإقالة الأخيرة لكبار الضباط العسكريين والطبيعة غير العادية للأمر، ما أثار قلقاً واسع النطاق بين المسؤولين العسكريين من أن هيجسيث قد يُخبئ أيضاً مفاجآت إضافية. وقد وضع الوزير خططاً مفصلة لتوحيد القيادات القتالية وخفض العدد الإجمالي للجنرالات والأدميرالات بنسبة تصل إلى 20%.

وقال أشخاص مطلعون على القضية إن الارتباك الذي حدث تضمن ملاحظة مسؤولين عسكريين أن قائدين من فئة الأربع نجوم في الجيش، وهما الجنرالان رونالد كلارك وكزافييه برونسون، ظهرا في دليل الخدمة الداخلية برتبة ملازم أول.

ويشغل كلارك، الذي يشرف على الجنود الأميركيين في منطقة المحيط الهادئ، وبرونسون، الذي يقود القوات في كوريا الجنوبية، مناصب يخشى المراقبون من أنها تؤثر على مكانة هيجسيث. 

وقال مسؤول سابق في التدقيق الدفاعي إن هناك حوالي 800 من كبار القادة العسكريين برتبة نجمة واحدة فما فوق، نصفهم تقريباً في مناصب قيادية، لكن كلاً منهم يسافر برفقة مساعدين وطاقم دعم، لذا قد يتدفق مئات من كبار العسكريين خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقدّر مسؤول التدقيق الدفاعي السابق، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، كلفة السفر وحدها بملايين الدولارات، قائلاً: "إن إنفاق ملايين الدولارات لإجبار قيادة الجيش بأكملها على إلقاء خطاب قصير يبدو إهداراً للمال، إلا في حالة الطوارئ".

وقالت سابرينا سينج، نائبة السكرتير الصحفي السابقة لوزير الدفاع السابق، لويد أوستن، بناءً على خبرتها السابقة في السفر، إنها تقدر أيضاً الكلفة الإجمالية بالملايين.

وسارع مساعدو الكونجرس لفهم سبب الدعوة إلى الاجتماع، ولم يتلقوا سوى معلومات قليلة. وكان من المقرر أن تُرسل سيناتور واحدة على الأقل، وهي تامي داكوورث وهي من قدامى المحاربين في الجيش، رسالة إلى هيجسيث تُعرب فيها عن مخاوفها بشأن الكلفة والمخاطر على الأمن القومي التي ينطوي عليها استدعاء هذا العدد الكبير من كبار الضباط فجأةً. 

تصنيفات

قصص قد تهمك