"تيك توك" و"إكس" أسلحة نتنياهو الجديدة في معركة "نفوذ" إسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي: علينا أن نقاتل بالأسلحة المناسبة وسأتحدث لإيلون ماسك

time reading iconدقائق القراءة - 8
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء مع مؤثرين أميركيين في القنصلية العامة لإسرائيل في نيويورك. 27 سبتمبر 2025 - @thedebralea
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء مع مؤثرين أميركيين في القنصلية العامة لإسرائيل في نيويورك. 27 سبتمبر 2025 - @thedebralea
دبي -الشرق

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن أساليب الحروب تغيرت، معتبراً أن تطبيقات التواصل الاجتماعي أصبحت أسلحة "مناسبة لمعاركنا"، على حد وصفه، وذلك وسط اتهامات متزايدة لحكومته بارتكاب "إبادة جماعية" للفلسطينيين، وإدانات دولية مع استمرار الحرب على قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو خلال لقاء مع مؤثرين أميركيين في القنصلية العامة لإسرائيل في نيويورك: "تتغير الأسلحة بمرور الوقت... علينا أن نقاتل بالأسلحة المناسبة لساحات المعارك التي نشارك بها وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي"، حسبما ورد في مقطع فيديو نشرته المؤثرة اليهودية المحافظة، ديبرا ليا، على منصة "إكس".

ووصف نتنياهو صفقة بيع عمليات تطبيق المقاطع المصورة القصيرة "تيك توك" في الولايات المتحدة، لشركات أميركية وعالمية، بأنها "أهم عملية شراء تجري الآن"، مشيراً إلى أن نتائجها قد تكون "حاسمة".

وذكر نتنياهو أيضاً منصة "إكس" قائلاً: "علينا أن نتحدث إلى إيلون ماسك. إنه ليس عدواً، إنه صديق"، مشيراً إلى أنه "إذا أمكن تأمين النفوذ" على منصتي "تيك توك" و"إكس" فإن إسرائيل "ستحصل على الكثير".

جاءت تصريحات نتنياهو في الوقت الذي تزداد فيه عزلة إسرائيل على الساحة الدولية في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة والحرب، التي أودت بحياة أكثر من 66 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتحدث نتنياهو، الجمعة، أمام قاعة فارغة إلى حد كبير في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن انسحبت العديد من الوفود احتجاجاً على الأوضاع الكارثية في قطاع غزة.

صفقة "تيك تيوك"

والخميس، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً ، أعلن فيه أن خطته لبيع عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة إلى اتحاد شركات أميركي ستعالج متطلبات الأمن القومي التي يفرضها قانون يعود لعام 2024.

وذكر نائب الرئيس جي دي فانس، أن قيمة الشركة الأميركية الجديدة ستبلغ نحو 14 مليار دولار، كاشفاً بذلك للمرة الأولى عن سعر للتطبيق الشهير لمقاطع الفيديو القصيرة.

وأرجأ ترمب تنفيذ القانون الذي يحظر التطبيق ما لم يقم الملاك الصينيون ببيعه حتى 16 ديسمبر المقبل، لاستكمال بعض الإجراءات.

وقال ترمب إن الرئيس التنفيذي لشركة "ديل"، مايكل ديل، وقطب الإعلام روبرت مردوخ، و"ربما أربعة أو خمسة مستثمرين من الطراز العالمي تماماً" سيكونون جزءاً من الصفقة، مضيفاً: "سيصبح أميركي الإدارة بالكامل".

وأرجع ترمب الفضل إلى تطبيق "تيك توك"، الذي يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، في مساعدته على الفوز بالانتخابات العام الماضي. 

ولدى ترامب 15 مليون متابع لحسابه الشخصي على "تيك توك"، كما أطلق البيت الأبيض حساباً رسمياً على "تيك توك" الشهر الماضي.

ولم يوضح البيت الأبيض كيف توصل إلى تقييم 14 مليار دولار، فيما تقدر "بايت دانس" الشركة الصينية الأم لتطبيق "تيك توك" قيمتها بنحو 330 مليار دولار.

"تيك توك" والحرب على غزة

وبعد أسابيع من اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، امتلأت منصة "تيك توك" بمقاطع فيديو تُظهر القصف الإسرائيلي العشوائي على القطاع، والضحايا المدنيين، وخاصة الأطفال، ومسيرات التضامن مع غزة حول العالم؛ ولأول مرة تصل الأصوات الفلسطينية إلى عشرات الملايين من الشباب الأميركي والأوروبي، وبشكل فوري، في ظل انحياز وسائل إعلام غربية عديدة إلى الرواية الإسرائيلية في الحرب.
 
وخلال الفترة من أكتوبر ونوفمبر 2023، كان أعضاء الكونجرس الأميركي، يستهدفون تطبيق "تيك توك" بشكل صريح بسبب تغطيته لحرب غزة، إذ دعا السيناتور الجمهوري، جوش هاولي، والسيناتور الجمهوري آنذاك، وزير الخارجية لاحقاً، ماركو روبيو، والنائب الجمهوري، مايك جالاجر، إلى حظر التطبيق، بسبب "محتوى مؤيد للفلسطينيين" و"معادي لإسرائيل".
 
وطالب الجمهوريون في مجلس النواب، وبينهم كاثي ماكموريس رودجرز، بالشفافية من جانب "تيك توك" بسبب المحتوى المزعوم "المعادي للسامية والمؤيد لحماس"، على حد وصفها.

وفي ديسمبر 2023، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير مصور، إن التطبيق الشهير "يمكنه أن يزود المستخدمين الصغار بسيل من مقاطع الفيديو العنيفة والمتحيزة التي يصعب التحقق من صحتها حول الحرب"، على حد وصفها، لكنها أشارت إلى أن "الغضب من فيديوهات غزة، كان أحد الدوافع الرئيسية للتحرك الجديد من أجل حظر (تيك توك)"، وأشار السيناتور الجمهوري الأميركي هاولي صراحةً إلى "المحتوى المعادي لإسرائيل" كسبب لحظر التطبيق.
 
وفي سبتمبر 2024، انتشر في واشنطن ملخص مفصل لاتهامات المشرعين في واشنطن، زعم أن خوارزمية التطبيق "متحيزة ضد إسرائيل".

وأشارت "واشنطن بوست" في تقرير نشرته في نوفمبر 2023، إلى أن الحرب على غزة، أثارت جدلاً بشأن دور "تيك توك" في تشكيل الرأي العام الأميركي، وأثارت نقاشات محتدمة بشأن مخاطر وقوة التطبيق التواصل الاجتماعي المهيمن عالمياً، فيما قال منتقدون إن شعبية مقاطع الفيديو المؤيدة للفلسطينيين على التطبيق "دليل آخر على ضرورة حظره" في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
 
ولكن مؤسسو تطبيق "تيك توك" وخبراء منصات تواصل اجتماعي، أشاروا إلى أن التطبيق الذي يضم أكثر من مليار مستخدم على مستوى العالم، بينهم 150 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، يعرض جوانب متعددة للمناقشات الكبيرة، لا سيما تلك التي تنقسم فيها المواقف بشكل حاد حسب الفئة العمرية.

حرب "تيك توك"

ونقلت الصحيفة الأميركية، عن منشور لجيف موريس جونيور، وهو مسؤول تنفيذي سابق في تطبيق المواعدة Tinder، على منصة "إكس"، بيانات تُظهر بوضوح أن "إسرائيل تخسر حرب تيك توك"، إذ حظيت مقاطع الفيديو التي تحمل هاشتاج #standwithpalestine بـ 2.9 مليار مشاهدة، في حين أن مقاطع الفيديو التي تحمل هاشتاج "#standwithisrael" حظيت بنحو 200 مليون مشاهدة فقط.
 
وذكرت "واشنطن بوست"، أنه بالنسبة لمنتقدي "تيك توك" القدامى مثل وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، فإن هذا التأكيد "يقدم دليلاً آخر على أن التطبيق، هو محرك دعائي سري صُمم للتلاعب بالمراهقين الأميركيين لتحقيق أهداف جيوسياسية صينية وفي هذه الحالة"، كما قال روبيو، "للتقليل من شأن إرهاب حماس"، على حد تعبيره.

ورداً على ادعاءات موريس التي استندت إلى بيانات تغطي السنوات الثلاث الماضية، أعلنت شركة "تيك توك" بيانات أكثر دقة تغطي ثلاثين يوماً، بعد هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أظهرت أن مقاطع الفيديو التي تحمل هاشتاج #standwithisrael شوهدت 46 مليون مرة في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 29 مليون مشاهدة لمقاطع الفيديي التي تحمل هاشتاج #standwithwithpalestine.
 
كما أظهرت بيانات "تيك توك" أن هاشتاج آخر مؤيد للفلسطينيين وهو #freepalestine كان له جمهور أكبر بكثير من هذين الهاشتاجين، حيث بلغ عدد مشاهداته 770 مليون مشاهدة خلال 30 يوماً في الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك