أوروبا تحتفي بالانتصار على "معسكر روسيا" في انتخابات مولدوفا

الكرملين يشير إلى انتهاكات شابت عملية التصويت

time reading iconدقائق القراءة - 5
علما مولدوفا والاتحاد الأوروبي على مبنى حكومي في كيشيناو. مولدوفا. 28 سبتمبر 2025 - Bloomberg
علما مولدوفا والاتحاد الأوروبي على مبنى حكومي في كيشيناو. مولدوفا. 28 سبتمبر 2025 - Bloomberg
دبي/ بروكسل -الشرقوكالات

رحّب الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بفوز الحزب الحاكم الموالي للتكتل في الانتخابات البرلمانية الحاسمة في مولدوفا، على منافسيه الموالين لروسيا، وهو انتصار يُبقي على مساعي البلاد للانضمام إلى الكتلة الأوروبية قائمة، فيما أشار الكرملين، إلى انتهاكات شابت عملية التصويت.

وحصل حزب العمل والتضامن بزعامة الرئيسة، مايا ساندو، على 50% من الأصوات، بعد فرز معظم الأصوات (1.6 مليون)، متقدماً بفارق كبير على "التحالف الوطني" الموالي لروسيا، بقيادة الرئيس السابق إيجور دودون، الذي حصل على أقل من 25%.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 52%، وهي أعلى من السنوات الأخيرة.

ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، بفوز حزب العمل والتضامن، وقال إن فرنسا تقف إلى جانب مولدوفا في تطلعاتها الأوروبية و"رغبتها في الحرية والسيادة".

احتفاء أوروبي

كما عبر الاتحاد الأوروبي عن نفس الموقف، مشدداً على أن "مولدوفا اختارت الديمقراطية والإصلاح ومستقبلاً أوروبياً، في مواجهة الضغوط والتدخلات الروسية".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بشأن انتخابات مولدوفا: "أوضحت مولدوفا خيارها بوضوح: أوروبا، الديمقراطية، الحرية".

ووصف المراقبون ومسؤولو الحزب الحاكم، انتخابات الأحد، بأنها "أهم انتخابات في تاريخ مولدوفا بعد الاستقلال". واعتُبرت الانتخابات على نطاق واسع خياراً بين مزيد من التكامل مع الاتحاد الأوروبي، أو العودة إلى حضن روسيا.

في الانتخابات السابقة كانت النتائج أكثر تقارباً، لكن سرعان ما أصبح واضحاً أن حزب ساندو يتجه نحو أغلبية جديدة في البرلمان المؤلف من 101 مقعد.

وقبل أربع سنوات، فاز حزب الرئيسة بنسبة 52.8% من الأصوات، ووفقاً للنتائج الأخيرة، يبدو أنه بصدد الحصول على 55 مقعداً. وبذلك لن يحتاج لتشكيل حكومة أو دعم أحزاب أخرى مثل كتلة "ألترناتيفا" أو حزب "شعبنا" الشعبوي، وفق هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وأصبحت مولدوفا، ذات الـ2.4 مليون نسمة، ساحة صراع جيوسياسي، حيث تسعى روسيا لإعادتها إلى مجال نفوذها السوفيتي السابق، فيما يَعِد الاتحاد الأوروبي بعضويتها.

وتكتسب البلاد أهمية إضافية نظراً لموقعها بين رومانيا وأوكرانيا، ولوجود قوات روسية في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي.

وبعد إغلاق صناديق الاقتراع، قاد الرئيس السابق دودون، احتجاجاً أمام لجنة الانتخابات، مشككاً في نزاهة التصويت، ودعا أنصاره وكل قوى المعارضة إلى مظاهرة واسعة، ظهر الاثنين، في العاصمة كيشيناو.

من جانبه، اتهم الكرملين، السلطات في مولدوفا، بمنع مئات الآلاف من مواطنيها المقيمين في روسيا من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، وذلك عبر إقامة مركزين انتخابيين فقط للجالية الكبيرة هناك.

وعند سؤاله عما إذا كانت موسكو تعترف بنتائج الانتخابات، أشار المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إلى أن بعض القوى السياسية داخل مولدوفا تحدثت عن وقوع انتهاكات خلال العملية الانتخابية.

انتخابات مصيرية

وتأتي هذه الانتخابات ضمن سلسلة اقتراعات مصيرية شهدتها مولدوفا العام الماضي، إذ فازت ساندو بولاية ثانية وباستفتاء محدود لتكريس هدف الانضمام للاتحاد الأوروبي في دستور البلاد في أكتوبر 2024.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا، الأسبوع الماضي، قادة العالم لدعم مولدوفا في مواجهة ما اعتبرها "محاولات روسيا للتأثير على الانتخابات"، وهو ما تنفيه موسكو.

وأعلنت السلطات المولدوفية، إحباط عدة "هجمات إلكترونية"، قالت إنها "استهدفت البنية التحتية الرقمية خلال عطلة نهاية الأسبوع، من بينها المنصة الانتخابية، وزرع برمجيات خبيثة في مراكز الاقتراع".

كما تلقت عدة مراكز اقتراع في الخارج (بروكسل، روما، بوخارست، وإسبانيا) تهديدات كاذبة بـ"وجود قنابل"، حسبما ذكر مستشار الرئيسة، ستانيسلاف سيكرييرو، على منصة "إكس".

وخصص الاتحاد الأوروبي مبلغاً قياسياً قدره 1.8 مليار يورو (2.1 مليار دولار) للأعوام المقبلة لدعم جهود اندماج مولدوفا، وساعدها على تقليص اعتمادها على الطاقة الروسية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما سعى لتعزيز صورة ساندو قبل الانتخابات، حيث ظهر زعماء بولندا وفرنسا وألمانيا إلى جانبها في تجمع مؤيد لأوروبا بمناسبة عيد استقلال مولدوفا في أغسطس الماضي.

وتأرجحت البلاد بين مسارين مواليين للغرب ومواليين لروسيا منذ نهاية الحرب الباردة. ولروسيا قوة عسكرية صغيرة في منطقة ترانسنيستريا المولدوفية الانفصالية.

لكن المعسكر الموالي للغرب في مولدوفا، هيمن منذ عام 2020، عندما فازت ساندو، وهي مسؤولة سابقة في البنك الدولي، في الانتخابات الرئاسية بأغلبية ساحقة، واعدة بتطهير السلطة القضائية في البلاد، ومكافحة الفساد.

ويحتفظ حزبها، بأغلبية برلمانية منذ عام 2021. وقد أعاقت الأزمة الأمنية والاقتصادية الناجمة عن غزو أوكرانيا في عام 2022، تقدمه، لكن الحرب سرّعت بشكل كبير من مسار مولدوفا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، وأنهت ساندو اعتماد مولدوفا شبه الكامل على الغاز الروسي.

تصنيفات

قصص قد تهمك